التأثير النفسي للمشاكل على الدراسة والحياة

2025-05-18 03:14:01 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تعرضت عائلتي للكثير من المشاكل، حيث تفرّق خالاتي وأخوالي منذ 10 سنوات، ومنذ ذلك الحين، كلما حدث شيء -حتى وإن كان بسيطًا-، أشعر بالتجمد والاكتئاب، أغيب عن المدرسة، وأتناول الطعام بكثرة، ويستمر ذلك لأيام، هذه السنة بالذات، أشعر باكتئاب شديد أثر على وزني وعلاقتي بالناس، وعلى نومي، وكذلك على علاقتي بزوجي، وفي بعض الأحيان أتمنى الموت حتى أرتاح، علمًا أنني أدرس في أمريكا Feronsics sinence.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنني أنصحك نصيحة هامة، وهي: أن لا تضعي هذه الصورة السلبية عن نفسك، وأنت الآن -الحمد لله- في عمر يؤهلك لأن تعتمدي على نفسك اعتمادًا كاملاً، لا شك أن تفرّق الأسرة أمر مؤسف، ولكن أعتقد أنك تستطيعين التواصل مع أفراد الأسرة مهما كان التباعد، كوني أنت المبادرة بالتواصل، -وإن شاء الله تعالى- لك أجر في ذلك، وفي نفس الوقت ستشعرين بالكثير من الرضا عن نفسك، لأنك في الولايات المتحدة من أجل الحصول على العلم، والدراسة التي تقومين بها وهي حول الطب الشرعي، أو العلوم الطبية الجنائية -إذا جاز التعبير، فيها- وإن شاء الله فيها الكثير من الخير، وهي من العلوم المتطورة جدًا، وأعتقد أنك سوف تجدين -إن شاء الله- الإشباع العلمي، وهذا في حد ذاته يطور من مهارات الإنسان، ويبني من شخصيته، ويشعره بالارتياح الداخلي.

الأعراض التي ذكرت في رسالتك، نحن لا نتجاهلها، ولا نهول من أمرها، ما ذكرته يدل أيضًا أنه لديك مزاج اكتئابي، هنالك شعور بالكدر، هنالك شعور بالسلبية، وهذا -أيتها الفاضلة الكريمة- يعالج من خلال التفكير الإيجابي، وأنت لك إيجابيات كثيرة، وفي ذات الوقت يجب أن لا تتمني الموت، هذا ليس صحيحًا من الناحية الشرعية، وفوق ذلك الحياة طيبة وجميلة، وأنت لديك -إن شاء الله- الكثير الذي تستطيعين أن تنجزيه -بإذن الله تعالى-.

أرجو أن تحاولي -قدر جهدك- بأن تنظمي وقتك؛ لأن تنظيم الوقت هو الذي يؤدي إلى أن ينجز الإنسان مهامه اليومية، ويجعل الإنسان يحس براحة كبيرة في نهاية الأمر، وممارسة الرياضة سوف تساعدك كثيرًا، والتواصل مع أي من المراكز الإسلامية الموجودة؛ لأن الإنسان بطبيعة الحال في حاجة لمن يسانده ويؤازره.

سوف يكون من الجميل جدًا أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، وأعتقد العقار المعروف في أمريكا والمشهور حول العالم، هو العقار الذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريًا باسم (بروزاك Prozac)، سيكون دواءً جيدًا بالنسبة لك، الجرعة التي تحتاجين لها، هي كبسولة واحدة في اليوم، لمدة ستة أشهر، ثم تناولي كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقفي عن تناول الدواء، وهو من الأدوية السليمة وغير الإدمانية، ولا يسبب أي نوع من التعود.

أرجو أن تغيري من تفكيرك التشاؤمي، أنت ذكرت أنه كلما حصل شيء تشعرين بالتجمد والاكتئاب، وتتغيبين عن الدراسة، هذا ليس جيدًا، الحياة فيها الكرب والكدر، وهذه هي طبيعة الدنيا، والإنسان يكون متفائلًا، ويسأل الله تعالى ويستعين على هذه المواقف بالدعاء وبالصبر، وهذا -إن شاء الله- يعطيك حافزًا ودافعية كبيرة، بأن لا تشعري بهذا التجمد أو البرود العصبي والنفسي الذي يأتيك.

أنا على ثقة كاملة أنك خلال ترتيب أمورك وأوضاعك، وبالتفكير الإيجابي وإدارة الوقت بصورة جيدة، والسعي للاستقرار الأسري مع زوجك، هذا كله سوف يبدل حياتك تمامًا، وسوف تشعرين أن للحياة قيمة.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net