خلافات الخطيب مع خطيبته ذات الفكر المتحرر وعدم التزامها بالحجاب
2002-11-16 04:59:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تكمن مشكلتي بآراء شريكة حياتي في المستقبل، ومع أننا ما زلنا في فترة الخطوبة (الملكة) إلا أنني أصدم في كل حديث معها عما تحمله من أفكار تكون أقرب للتحرر، آخر صدمة تلقيتها كانت بخصوص (الحجاب)، مع العلم أنها تتعذر بأنها تتبع المذهب الشافعي، وأنا من أصحاب الغلو في الدين والتحجر تقصد الوهابيين أو الحنابلة، حيث أن كشف الوجه يعتبر حلالا، مع العلم أنني لم أكن على دراية بأن أئمة الشافعية يجيزون هذا الشيء، وبدأت أقول في نفسي أنني لو كنت أعلم لما أقدمت على الخطبة والاقتران بهذه الفتاة، كنت أقول لها بأن سبب تمسكي بحجابها ليس دينياً بحتاً، بل بسبب أنني لا أريد لأحد أن يرى هذا الوجه سواي، مع العلم أنني بحثت في المذهب الشافعي ولم أجد من يجيز خلع الحجاب بالنص الصريح إلا في مواضع محددة، وليس لأن الدين يسر فقط، بل هو ستر أيضاً.
إخواني! أكتب لكم هذا بعد أن بلغ السيل الزبى ولم أعد قادراً على التحمل، فوجود التنافر منذ البدء لا يدعو إلى التفاؤل بالمستقبل واستشارتي إليكم، هي: ما هي أفضل طريقة للتعامل مع هذا الموقف، سيما أنني لست مستعداً بأن أضحي بشيء كهذا وفي اعتقادي أنها هي وإن قبلت به فلن يكون عن اقتناع؟ أريد إقناعها بأقل الخسائر.
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقك إلى كل خير، وأن يثبتك على الحق، وأن يزيدك تمسكاً به، وأن يشرح صدر خطيبتك لفعل ما يؤلف بينكما، وأن يعينكما على تأسيس أسرة مسلمة مستقرة، أنه جواد كريم.
أخي: في الواقع تلك هي إفرازات العصر وتحدياته، وكلام خطيبتك ليس بالغريب، وإنما هو كلام الفئة التي تدعي أنها مثقفة وواعية، وجعلت همها التحلل والتفلت من التكاليف الشرعية، وللأسف كذلك ترى من حق المرأة أن تجادل وتناقش زوجها في كل شيء حتى الثوابت بدعوى المساواة بين الرجل والمرأة، وأنه ما في أحد أحسن من غيره، وأنه لا فرق بين الرجل والمرأة، وهذه هي الموضة يا صاحبي، وكان الله في عون رجال المستقبل من النساء الموديل الجديد، وأسأل الله تعالى ألا تكون زوجتك من هذا الصنف المزعج الذي يحول البيت إلى قسم من أقسام الشرطة أو صالة من صالات المحاكم التي لا تتوقف عن طلب مبرر، وسبب مقنع حتى للضحك والمشي وقضاء الحاجة إلى أخره.
وعموماً يا صاحبي لا أجد لك حلاً إلا المصارحة والمواجهة المهذبة المنضبطة بضوابط الخلق، وافتح معها باب النقاش على مصراعيه لترى أخر ما عندها من هذا الفكر المنفتح، وانظر في نفسك هل لديك استعداد لقبول هذا الطرح الجديد الذي لم تألفه، وأنه بمقدورك أن تتأقلم معه وتسايره دون كبير مشاكل، أم أنك من النوع الذي لا يتحمل ذلك، وإن كنت أفضل أن تتوسط معها في الأمر، وتحددا معاً ضوابط حياتكما من الآن، وما هي آلية التفاهم بينكما مستقبلا ،ً فإن وصلتما لحل مقنع فهذا ما نرجوه -ونسأل الله أن يعينكما عليه- فأرى أن تستمر على بركة الله، وإلا فنحن ما زلنا على البحر، وخير لنا أن لا نسبح ضد التيار المهلك.
وبالله التوفيق.