إرشاد لامرأة ترغب في العودة لصلاح أولادها في ظل رفض والد الزوج للصلح
2004-07-14 19:07:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه من خدمه للأمة الإسلامية.
أنا صاحبة الاستشارة رقم (1041)، لقد أخذت بجميع الحلول التي قُدمت لي من قبلكم، ولكنها للأسف باءت بالفشل، ورفض والد زوجي كل محاولة للصلح، ولم يبق الأمر على ذلك، فقد قام والد زوجي بفرض سلطته على ولده، وزوجه بأخرى غيري، وبعد ذلك قمت برفع قضية نفقة لي ولأولادي وكسبتها، والآن لي سنتان على هذا الحال، وهم لا يسعون إلى الصلح، وقبل مدة شهر رفعت عليه قضية أخرى، وهي قضية الذهب، فقد بقي ذهبي عنده ولم آخذ منه شيئاً، فأصبحوا يصرون على الطلاق وبنصف المؤخر، وأنا لا أريد الطلاق أبداً من أجل أولادي، وهم لا يريدون أن أرجع إلى زوجي، فأنا موافقة على الرجوع مع أنه تزوج علي.
أرجوكم انصحوني ماذا أفعل؟ هل أقبل بالطلاق وأرى حياتي من جانب آخر؟ وماذا عن أولادي فهم معي؟
أرجوكم ساعدوني، وشكراً جزيلاً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهر حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونعتذر شديد الاعتذار عن تأخر الرد؛ نظراً لظروف السفر والمرض، ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة إن شاء الله.
ونسأله - جل وعلا - أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يربط على قلبك، وأن يذهب عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يقدرلك الخير حيثما كان.
وبخصوص ما ورد برسالتك فبداية أقول لك: جزاك الله خيراً على حرصك على عدم الطلاق، والحرص على لم شمل الأسرة، وعدم تمزيقها، مع العقبات التي وضعت - وما زالت - في سبيل وقوع الطلاق، واسمحي لي أن أقول لك ما يلي:
1- إذا كان ما زال لديك بعض الصبر، ولديك القدرة على مواصلة البحث عن حلول، ولديك بعض الأمل في عودة زوجك إليك؛ فأرى أن تصبري، وتواصلي رحلة الثبات على ما أنت عليه، مع الإلحاح في الدعاء، والتضرع إلى الله، خاصة في أوقات الإجابة، ووقت تنزل العلي الأعلى في جوف الليل، وفي السجود، ودبر الصلوات المكتوبات؛ لأن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وبه يرد القضاء بإرادة الله كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعل وعسى أن يتفضل المولى عليك، ويحقق أملك، ويعود إليك زوجك، وما ذلك على الله بعزيز.
2- مسألة الأولاد وإن كانت في غاية الخطورة والأهمية إلا أنه ماذا بمقدورك أن تفعلي أكثر مما فعلته؟! افرضي -لا قدر الله- أن والدهم قد مات، فماذا كانوا سيفعلون؟ وماذا كنت ستفعلين؟ بالطبع كانت ستسير الحياة سيرها الطبيعي، بل لعل المستقبل يكون أفضل لهم مما هم عليه؛ فلا تشقي على نفسك، ولا تحمليها فوق طاقتها، ما دمت قد فعلت كل ما يمكنك فعله ولم يأت بنتيجة.
فاتركي الأمر لله وحده، خاصة وأن القضايا التي قمت برفعها لا يمكن أن تمر دون آثار، وأنا أتصور أن العودة بعد هذه القضايا أصبحت في غاية الصعوبة؛ فانظري في أمرك - كما ذكرت لك - واستخيري الله تعالى، وأكثري من الدعاء، وانظري في قدرتك على التحمل، واتخذي القرار المناسب حتى ولو كان الطلاق، فأنت لا تدرين أين يكون الخير.
وبالله التوفيق.