فتاة تركت شاباً وتخشى أنها تعود إليه، ما نصيحتكم؟
2004-07-31 13:09:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
كنت مرتبطة بشخص حوالي سنة ونصف، وبعد ذلك ترك كل منا الآخر من قريب، لكن أنا أحبه كثيراً، وعلاقتنا تطورت بشكل كبير، وأنا تركته لأنه جرحني، وأعرف أنه يمكن أن يحاول الرجوع لي ثانية، وأتمنى أن أرفض الرجوع إليه؛ لأنني أحاول أن أحافظ على علاقتي مع ربنا على قدر ما أستطيع.
مع العلم أنني محجبة وأصلي -والحمد لله- وكذلك لا يعرف أحد أين نصيبه، وأحاول التقرب إلى ربي لكنني أخشى أن أضعف وأرجع إليه ثانية.
والله المستعان.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يقويك، وأن يوفقك لاتخاذ القرار المناسب، وأن يشرح صدرك للذي هو خير.
بخصوص ما ورد برسالتك، فأنتِ لم تحددي نوع الارتباط الذي كان بينك وبين هذا الشاب، فهل يا ترى كان ارتباطاً رسمياً شرعياً أم كان مجرد علاقة عاطفية ليس لها أساس من الشرع؟ كذلك لم تذكري ما هو الجرح الذي جرحك به؟ وبناءً على ذلك فمن الصعب توجيهك للحل المناسب لعدم معرفة هذين الأمرين، وعموماً أرى أنه إذا كانت العلاقة بينكما مشروعة، والجرح الذي سببه لك يمكن علاجه ونسيانه، فأرى أن تسامحيه، وأن تعطيه فرصةً أخرى؛ لاحتمال أن يكون أفضل من غيره من الشباب، خاصة وأنك تحبينه -كما ذكرت-.
أما إذا كانت علاقتك به غير مشروعة، فأرى أن تقاطعيه نهائياً، ولا تقبلي له عذر؛ لأن هذه العلاقة المحرمة لا تأتي بخير، ولا تؤدي إلى تكوين أسرة صالحة، والشاب الذي يرتبط بفتاة بطريقة غير شرعية ما هو إلا شابٌ عابث، يلعب بأعراض الفتيات، فإذا ما سلبهن ما يريد تركهن يعانين العمر كله، ويتنقل من فتاةٍ إلى أخرى، وهكذا، حتى ينتقم الله منه؛ لأن ما عند الله لا يصل إليه الإنسان إلا بطاعته وتقواه.
مما أقلقني أيضاً أنك لا تريدين الرجوع إليه بسبب المحافظة على دينك، فهل يا ترى كانت علاقتك به على حساب دينك؟ إذا كان كذلك فأرى فعلاً أن تتخذي قراراً حازماً في عدم العودة إليه مطلقاً، إلا في ظل ضوابط شرعية معتبرة، حيث أن الخطبة ليست عقداً شرعياً يبيح للطرفين أي لقاء بعيداً عن عين الأسرة، فلا يجوز للخاطب أن يختلي بخطيبته، ولا أن يخرج بها وحدها، ولا أن يمس يدها أو يقبلها، فهذه كلها أمورٌ محرمة شرعاً، ولا تجوز.
لذا أرى أن تقفي عند حدود الشرع، ولا تضعفي أمامه ما دامت علاقته بك تؤثر على علاقتك بربك -جل جلاله-، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق لاتخاذ القرار المناسب، والزوج الصالح الذي يكون عوناً لك على طاعة الله ورسوله.
وبالله التوفيق.