آلام البطن والمغص الدائم
2009-12-30 13:11:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أسعد الله صباحكم وصباح المسلمين باليُمن والخير والمسرات.
أحبتي سأطرح عليكم مشكلتي سائلا المولى عز وجل الإجابة والتوفيق لنا ولكم.
أشعر دائماً بمغص وألم بالبطن يحتم علي الذهاب إلى دورة المياه، ودائماً ما أشعر بهذا الألم صباحاً بعد تناول الإفطار كل يوم، حيث يؤلمني بطني بشكل قوي.
ذهبت لأحد الأطباء وعملت تحاليل شاملة، وأخبرني بوجود دهون بالدم فقط، وسألت أحد الأطباء لعدم منفعة علاج الدكتور السابق، وقال لي أنها حالة نفسية، ولكني ما زلت إلى الآن أعاني من هذا الألم، علماً أن له معي أكثر من 8 أشهر، وأحياناً يكون فيها الألم شديداً جداً، أرجو منكم إفادتي وبارك الله فيكم، علماً بأني لست متزوجا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الدهون في الدم لا تسبب ألماً في البطن إلا إذا كان الارتفاع كبيراً في نسبة الدهون الثلاثية، والذي يمكن أن يسبب التهاباً في البنكرياس، وهذا يترافق مع آلام شديدة وتقيؤ، وأما إن كان الارتفاع في الكولستيرول الكلي والدهون الثلاثية مرتفعة قليلاً، فإن ذلك لا يسبب ألماً في البطن.
وأكثر أسباب آلام البطن المزمنة القولون العصبي، وهو مرض شائع جداً وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك، وكثيراً ما يحدث الألم بعد الطعام، وخاصة أطعمة معينة كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر، ويضطر المرضي للذهاب للحمام، ويخف الألم بعد ذلك، ولا يكون الألم في الليل، أي أنه لا يوقظ المريض من النوم، وإذا وجد الإسهال لا يترافق بدم، وإنما قد يترافق بمخاط.
وتتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة وتخف في أخرى أو تزول لفترة معينة وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية.
ويفضل عمل تحاليل للبراز للتأكد من عدم وجود ديدان في البطن تسبب الآلام، والعلاج في القولون العصبي هو علاج الأعراض والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض، سواء التوتر والقلق أو أطعمة معينة، فعليك أن تتخير الأطعمة التي تراها مريحة بالنسبة لها، ولابد وأنك قد تعرفت على كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندك.
وبما أن الأعراض تزداد مع القلق والتوتر فإن محاولة الاسترخاء تساعد كثيراً، فيمكنك تطبيق تمارين الاسترخاء بأن تجلس في مكان هادئ كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغل نفسك بأي أمور حياتية، وتفكر في شيء سعيد وجميل، وتغمض عينيك ثم تأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً ويجب أن تملأ صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك تمسك الهواء قليلاً، ثم تخرج الهواء عن طريق الفم ويجب أن تخرجه أيضاً بكل قوة وبكل دقة وبطء، وتكرر هذا التمرين خمس مرات صباحاً وخمس مرات مساءً لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجد أنه مفيدا جداً إن شاء الله، والتمارين الرياضية وجد أنها مفيدة جدّاً (أي نوع من التمارين الرياضية خاصة تمارين المشي أو الجري)
وبالنسبة للعلاج الدوائي، فهو (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم مع (الموتيفال) لتهدئة الحالة النفسية، والاستمرار على هذه الأدوية ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض ثم تبدأ بالتوقف عنها ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.
بعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ وفي كثير من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب مثل الموتيفال أو اللبراكس.
نسأل الله لك الشفاء العاجل، وبالله التوفيق.