طفلي مزاجي طويل اللسان يضرب أخته ولا يخاف مني مثل خوفه من أبيه!
2010-02-03 15:13:41 | إسلام ويب
السؤال:
ابني عمره 12 سنة، طويل اللسان، كثير الضرب لأخته والغيرة منها، يعمل لأبيه ألف حساب، لكن أنا لا! متقلب المزاج، لا أعرف كيف أتعامل معه، لا أريد أن أخسره، أحاول أن أقنعه أن أخته لا تفعل ما يفعله، لذلك لا أضربها وأوبخها مثلما أفعل معه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التعامل مع الأبناء والبنات في هذا العمر يتطلب الكثير من الحكمة والروية والصبر، وكذلك الدعاء، بالنسبة لهذا الابن أعتقد أنه استفاد واستغل الاختلاف في المنهج التربوي الذي ينتهجه والده وما تقومين به، ربما يكون شعوره بهذه الفجوة لا أقول : في التربية، ولكن في منهج التعامل معه، وبما أنه يعمل لأبيه ألف حساب كما ذكرت ولكن بالنسبة لك أنت يستغل ربما العطف والمودة والتسامح، ومن هنا جعل كل انفعالاته السلبية تكون متسلطة عليك وتُسقط كذلك على أخته.
بصفة عامة التعامل مع مثل هذا الابن - حفظه الله - يجب أن يكون قائماً على تشجيعه وعلى تحفيزه وليس على زجره وانتقاده، هذه مشكلة كبيرة جدّاً، أي مشكلة الزجر والانتقاد وربما الضرب وكذلك التهميش، هذه كلها تضر كثيراً باليافعين خاصة البنين، ومن هذا المنطلق أريد منك أن تجلسي جلسة مع والده وتناقشي هذا الأمر، ولابد أن يكون هنالك اتفاق ما بينك وبين والده في أن يكون التعامل معه على سياق واحد، بمعنى ألا يكون الوالد هو الذي يقوم بكل الإجراءات التأديبية وأنت تكونين دائماً في جانب اللين والتساهل معه، والوالد أيضاً لابد أن يكون محفزاً ومشجعاً له، هذا ضروري جدّاً؛ لأن تحفيز والده له وتشجعيه له وأن يشعره بأهميته وكينونته ومكانته في المنزل سوف ينعكس ذلك إيجابياً حتى في تعامله معك، وأنت بالطبع يجب أن تقومي أيضاً بنفس الدور.
إذن الحوار معه هو المنهج التربوي الصحيح، وأن يُعطى اعتباره، وأن يُشعر أنه لديه مسئولية حيال أخته ويجب أن يعاملها بالحسنى، وأن منهج الضرب ليس منهجاً صحيحاً، أعتقد أن هذه الرسالة إذا وصلته بصورة مستمرة وبطريقة فيها شيء من العطف واللطف فسوف يقلل من هذه الشراسة حيال أخته.
وأنت محقة في أنك ذكرت أنك لا تريدين أن تخسريه، وهذا هو المفترض، وهذا أيضاً يمكن أن يوطد ويثبت بأن تشعريه بأهميته داخل الأسرة.
وأرجو أيضاً أن يُكلف ببعض المهام، فنحن في كثير من الحالات لا نحسن التعامل مع أبنائنا بأن نعتقد أنهم لم يبلغوا السن التي يتحملون فيها المسئولية، هذا ليس صحيحاً، مثل هذا الابن يمكن أن يُستشار في شؤون الأسرة، يمكن أن يُعطى حتى الإشراف على ميزانية الأسرة لمدة أسبوع أو أسبوعين مثلاً، هذا يُشعره باعتبار كبير ويعطيه إن شاء الله القدرة على أن يحس فعلاً أنه منتم لكم.
لابد أيضاً من إشعاره بأمر بر الوالدين، وهنا تُحكى له قصص، وتوجد الكثير من القصص الجميلة في هذا السياق. ويجب أيضاً أن نتيح له الفرصة بأن يُعبر عن نفسه، يعبر عن عدم رضاه، هذا مهم جدّاً، ليس من المفترض فقط أن نتوقع من أبنائنا أن يحدثونا عما هو جيد وطيب وإيجابي، يجب أن ندعوهم ويجب أن نساندهم ويجب أن نيسر لهم أن يعبروا عما بأنفسهم حتى وإن كانت الأشياء التي يتحدثون عنها غير مقبولة بالنسبة لنا، هذا مهم وضروري جدّاً.
أيضاً تخير الصحبة الطيبة بالنسبة له وتوجيهه، وأن يبني علاقات مع أبناء الجيران مثلاً والأقارب وزملائه في المدرسة من نفس عمره، وهكذا، هذه كلها إن شاء الله تساعده كثيراً.
الحرص على الصلاة، حتى وإن كان ذلك مع الأسرة في نطاق البيت، ولكن بالطبع الأفضل أن يذهب إلى المسجد، ولابد لوالده أن يوجهه في هذا السياق.
أتيحوا له الفرصة أيضاً أن يمارس الرياضة، الرياضة ممتازة في أن تحرق طاقاته السلبية، وتبني لديه طاقات إيجابية. مساعدته في دراسته وتشجيعه وتحفيزه وإعطاؤه آمالاً كبيرة أنه سوف يكون له شأن في المستقبل بإذن الله، هذه كلها وسائل مهمة ومفيدة جدّاً، فقط تتطلب الصبر وتتطلب الاستمرارية في التعامل.
وبالنسبة لأخته فأنت لم تذكري عمرها ولكن سيكون من الطيب ومن الجميل جدّاً أن تكون أيضاً ودودة بالنسبة له، وألا تخافه ولا ترهبه، هذا مهم جدّاً، ويمكنها أن تبدي شيئاً من الاهتمام به أيضاً، مثلاً: أن تحضر له الطعام، أن يجلسا ويتناولا الطعام معاً، أن يدرسا مع بعضهما، هذا إن شاء الله يقرب كثيراً من فجوة الغيرة ويجعل الأمر سهلاً فيما بينهما، نسأل الله تعالى لذريتك الفلاح والنجاح.
وبالله التوفيق والسداد.