كيف أتخلص من التعلق الشديد بصديقي الذي جاوز الحد؟

2025-05-11 04:19:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبٌ أدرسُ في السنةِ الرابعةِ بإحدى الجامعاتِ العربيةِ، تعرفتُ إلى صديقٍ صالحٍ وقفَ معي في مشاكلي، وتعلقتُ به تعلُّقًا شديدًا، لدرجةِ أنني أصبحتُ لا أستطيعُ المذاكرةَ بدونهِ.

الآنَ، ينشغلُ بالي بالتفكيرِ فيهِ باستمرارٍ، وأحببتُهُ حتى وصلتُ إلى مرحلةِ العشقِ، وصرتُ أغارُ عليهِ عندما أراهُ يضحكُ أو يمشي مع غيري، كما أنني أتصلُ بهِ كثيرًا جدًّا، على الرغمِ من أنني أقابلُهُ يومياً.

أشعرُ كأنهُ خُلِقَ لي وحدي، ولا أريدُ أحدًا أن يقاسمني إياهُ، حتى إنني بِتُّ أغارُ عليهِ من أهلِهِ، فما الحل؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الطريق لا يوصل إلى الخير، فاتق الله في نفسك، واعلم أن العشق ما هو إلا حركة قلب فارغ، فعمر قلبك بحب الله، واشغل نفسك بذكر الله وبتلاوة كتابه، واعلم أن هذا الصديق لن يدوم لك، ونتمنى أن يتوقف عن الرد عليك، ونسأل الله أن يردك إلى الصواب.

ولا شك أنك تشعر بالمعاناة، فحرك في نفسك الإرادة، واسأل الله عونه والتوفيق، وتذكر ما في صديقك من العيوب، واعلم أن هذا التعلق به يجلب لك وله العار.

وأرجو أن تفتح على نفسك أبواب العلاقات، فالخير موجود في كثير من زملائك، فلا تحصر نفسك مع صالح واحد.

ولست أدري ما هي مشاعر الصديق، وهل يبادلك المشاعر؟ وهل تحبه حتى عندما يقصر في الطاعات، وهل حبك له لأجل دينه فقط؟ وذلك لأن كل أخوة وصداقة لا تقوم على الإيمان والتقوى تنقلب إلى عداوة، قال تعالى: {الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67]، وعليه فالصداقة المقبولة هي ما كانت لله، وفي الله، وعلى مراد الله، والمحب الحق ينطلق من حب الله ويحب كل مطيع لله.

وقد ورد عن علي رضي الله عنه أنه قال: (أحبب حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون عدوك يومًا ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، فعسى أن يكون صديقاً لك يوماً ما).

وأرجو أن تكون الصورة قد وضحت أمامك، ونبشرك بأنك بدأت السير في الطريق الصحيح بهذه الاستشارة؛ لأن فيها دليل على أنك تشعر أن الأمور لا تسير في الطريق الصحيح.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، فإن قلوب العباد بين أصابعه، ونسأل الله لك التوفيق والعافية والسداد، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net