ما علاقة الحزن ببرودة الأطراف والإغماء وفقدان القدرة؟

2025-05-11 04:19:07 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في الرابعة عشرة من عمري، في السنة الماضية، حدثت مشكلة عائلية كبيرة، وعندها سقطت على الأرض ولم أستطع الوقوف أو الكلام أو الحركة.

ذهبت إلى المستشفى وجلست هناك نحو 7 ساعات، وبدأت أستعيد القدرة على الكلام والحركة، ومنذ ذلك الوقت، عندما أحزن أو أتضايق، تصبح أطرافي -اليدان والرجلان- باردة جدًّا، ويتحول لونها إلى الأبيض أو الأصفر، وكأنها خالية من الدم، بينما يكون وجهي حارًا ويميل إلى اللون الأزرق، وتصبح خدودي حمراء.

تستمر هذه الحالة لمدة 10 دقائق، وبعدها أسقط على الأرض، وأسمع ما يدور حولي، ولكني لا أقدر على الإجابة أو الحركة، أو فعل أي شيء، وتستمر الحالة لمدة 5 دقائق أخرى، فما الذي يحدث لي؟

أرجوكم ساعدوني.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

الصدمة العصبية -أو ما يُعرف أيضًا بالنوبة الهستيرية التحويلية، أو اضطراب التحويل- هي حالة نفسية تظهر فيها أعراض جسدية لا يمكن تفسيرها طبيًا، هذه الأعراض غالبًا ما تبدأ بعد حدث مرهق أو صادم، أو عند التعرض لضغوط نفسية كبيرة.

فما يحدث لكِ يُسمى بـ (الصدمة العصبية البسيطة)، وربما تكونين قد سمعتِ به، ويُقصد به أن بعض الأشخاص -خاصةً الفتيات الصغيرات- عند التعرُّض لضغوط نفسية أو مشاكل أسرية أو صعوبات اجتماعية، قد يحدث لديهم هذا التفاعل كنوع من الدفاع النفسي.

وفي هذه الحالة تتحول من حالة النفسية إلى حالة جسدية، وقد يختل الوعي قليلًا، وتفقد الأعصاب قوتها، كما أن الدورة الدموية يحدث فيها بعض التغيرات، وقد ينخفض الضغط قليلًا؛ لذا تبرد الأطراف ويصبح لون الجسم أبيض أو شاحبًا، هذه حقيقة فسيولوجية بحتة، ولا تشكل أي خطورة على حياة الإنسان.

قد تسبب هذه الحالة بعض الازعاج لمن حولك، لكنها ليست خطيرة، ونعرف أن مثل هذه الصدمات العصبية تحدث في ظروف أخرى، فمثلًا، عند رؤية منظر الدم أو شخص مصاب بجروح بالغة، قد لا يستطيع البعض تحمل الموقف، فتحدث لهم هذه الصدمات العصبية.

إذًا حالتك بسيطة وغير خطيرة، أنصحكِ بالتعبير عن نفسك، فالإنسان حين يكتم الاحتقانات النفسية والأشياء غير المرضية له، ينعكس ذلك سلبًا على الجسد، ويحدث هذا التحول الذي ذكرناه لكِ.

لذا، من أفضل الوسائل التعبير عن نفسك وعدم الكتمان؛ فالتفريغ النفسي وسيلة علاجية طيبة وممتازة. هذا أولًا.

ثانيًا: كوني دائمًا إيجابية في تفكيرك، والحمد لله، فأنتِ صغيرة في السن ومُقبلة -إن شاء الله- على أيام طيبة، والإيجابية تكون بالتركيز في دراستك، والتواصل مع صديقاتك، والحرص على صلواتك وقراءة القرآن والدعاء، وبر الوالدين؛ فهذا -إن شاء الله- يعطيكِ القوة النفسية والجسدية، والتي يمكنكِ أيضًا اكتسابها من ممارسة أي نوع من الرياضة يناسب فتاة مسلمة.

أود أن أضيف أنه توجد أيضًا تمارين تُسمى بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة جدًا، خاصة تمارين التنفس المتدرج، أو شد العضلات وبسطها، ويمكن التدرب على هذه التمارين بواسطة أخصائية نفسية، أو يمكنكِ الحصول على شريط أو كتيب أو قرص مضغوط من إحدى المكتبات.

وبما أنكِ تعيشين في دولة قطر، فتوجد في مكتبة الأمة للصوتيات أو في مكتبة جرير أشرطة جيدة جدًا.

لا أعتقد أنكِ بحاجة إلى أي علاج دوائي، أتمنى أن يكون هذا الشرح مفيدًا لكِ، وحالتكِ -كما ذكرت لكِ- بسيطة جدًا، فقط عبري عن نفسك، و-إن شاء الله- ستختفي هذه الأعراض تلقائيًا مع تقدم العمر.

نسأل الله لكِ الصحة والعافية والتوفيق والسداد، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net