ما هو علاج حالة أخي النفسية وما النصائح المناسبة له؟

2025-05-20 03:46:07 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتمنى إفادتي حول أسئلتي عن نوعين من الأدوية النفسية:

الأول: Risperdal - 2mg، يتم استخدام نصف حبة يومياً.
الثاني: Lustral (Sertraline) - 50mg، يتم استخدام حبة واحدة يومياً عند النوم.

المريض هو أخي البالغ من العمر 28 عامًا، ولاحظت عليه بعض الأمور:
- انطوائي بعض الشيء.
- يفتقر إلى الثقة بنفسه.
- لا يستطيع التصرف في شؤونه الخاصة، كالعمل والأسرة -هو متزوج ولديه طفل- دون أخذ رأي الجميع حتى في الأمور البسيطة.
- ينام كثيرًا بشكل متواصل، قد تصل مدة النوم إلى 14 ساعة متواصلة.
- يعاني من تعب وخمول دائم.

يستخدم الدواء منذ 3 أشهر، وعلمت منه أن الطبيب لم يحدد مدة معينة لاستخدامه.

أسئلتي هي:
1. ما هو المرض الذي من أجله صُرفت له هذه الأدوية؟
2. هل يمكن تشخيص حالته وعلاجها بدون أدوية؟ لأنني أرى أن حالته مجرد اكتئاب، ناتج عن ضعف ثقته بنفسه، وإذا تم تقوية ثقته يمكنه الاستغناء عن الأدوية، فهل تصوري هذا صحيح؟
3. هل التوقف المفاجئ عن الدواء يسبب أضراراً؟ لأنه توقف 5 أيام بدون دواء بعد نفاد الدواء، ثم أعاد شراءه، علماً بأنه مدخن منذ حوالي 7 سنوات.
4. هل التدخين يتعارض مع العلاج ويؤخر الشفاء؟
5. ما هي النصائح التي تساعده على الشفاء؟

جزاكم الله خيرًا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكر لك اهتمامك بأمر أخيك، ونسأل الله تعالى له الشفاء والعافية.

أود أن أتحدث قليلاً عن الأدوية، فدواء (لوسترال Lustral) أو ما يعرف علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) هو دواء له عدة استعمالات، فهو دواء ممتاز لعلاج الاكتئاب النفسي، والقلق النفسي، والوساوس القهرية، والمخاوف، خاصة المخاوف الاجتماعية.

أما الدواء الآخر (رسبيريدال Risperdal) أو ما يسمى علمياً باسم (رسبيريدون Risperidone) فهو دواء يُستخدم بجرعة 4 مليجرامات لعلاج الأمراض الذهانية، مثل مرض الفصام أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أما بجرعة من واحد إلى اثنين مليجرام فيُستخدم لعلاج القلق أو لدعم الأدوية المضادة للاكتئاب.

أعتقد أن حالة أخيك -كما ذكرت- هي اكتئاب نفسي، وأرى أن دواء اللسترال دواء فعال وممتاز، والرزبريدال بجرعة واحد مليجرام سيكون داعماً لهذا الدواء، والطريقة الصحيحة هي أن يتناول أخوك السيرترالين بجرعة 50 مليجرام بدايةً لمدة شهر أو شهرين، وبعد ذلك تُرفع الجرعة إلى 100 مليجرام (أي حبتين) يومياً، ويستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تُخفض الجرعة إلى 50 مليجرام (حبة واحدة) لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء، أما بالنسبة للرسبيريدال، فتناوله يكون بجرعة واحد مليجرام (أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على اثنين مليجرام)، ويمكن تناوله لمدة ستة أشهر فقط.

عندما أقول إن العلاج يجب أن يكون للمدة التي ذكرتها، فهذا قائم على أبحاث علمية، وبالطبع لم أفحص أخيك، ولكن المؤشرات التي ذكرتها كافية لأن تعطينا فرصة صحيحة وجيدة في العلاج، فمن المشاكل الكبيرة التي يقع فيها البعض -وهي أخطاء شائعة- أن الدواء لا يُعطى بالجرعة الصحيحة، أو لمدة كافية، وكثير من الناس يتوقفون عن الدواء فجأة، خاصة حين يحسّون بالتحسن، وهذا أمر خاطئ.

فأرجو أن تتواصل مع الطبيب الذي وصف الدواء لأخيك، وإن كان ذلك صعباً، فما وصفته لك من سبل تعاطي الدواء معقولة ومقبولة، خاصة وأن الدواء سليم وجيد، وغير إدماني.

لا شك أن أخاك أيضاً سوف يستفيد كثيرًا من ممارسة الرياضة وتنظيم وقته، وأن تتاح له الفرصة للمشاركات الاجتماعية؛ لأن في ذلك خيراً كثيراً له، فتطوير المهارات الاجتماعية يساعد الإنسان على التغلب على الاكتئاب النفسي، ويمنحه قبولاً من الآخرين، وهذا -إن شاء الله- سيشعره بالرضا، فأخوك -حفظه الله- لديه أشياء إيجابية كثيرة، فهو متزوج ولديه ذرية، وهذا يجب أن يشعره بالمسؤولية.

وبالنسبة لسؤالك: ما هو المرض الذي يستدعي صرف هذه الأدوية؟ فقد أوضحت ذلك لك.

وسؤالك الآخر: هل يمكن تشخيص حالته وعلاجها بدون أدوية؟
التشخيص قمنا به في حدود المعلومات المتاحة، أما العلاج بدون أدوية فأعتقد أنه صعب؛ لأن الاكتئاب في الأصل مرض بيولوجي، ويجب أن يُعالج علاجاً بيولوجياً، أي عن طريق الأدوية، وهذا لا يقلل أبداً من قيمة العلاجات السلوكية الأخرى التي ذكرناها، مثل التشجيع الاجتماعي وتطوير المهارات.

التوقف المفاجئ عن الدواء قد يسبب بعض الأضرار، منها عودة الأعراض بسرعة، والشعور بالقلق والتوتر والدوخة، كما أن استئناف الدواء بعد التوقف المفاجئ قد يكون أقل فعالية، إذ يحتاج الجسم لوقت أطول ليعود للاستجابة، المهم أن أخاك قد تدارك الأمر وبدأ مجدداً في تناول الدواء، فأرجو أن يستمر عليه.

أما بالنسبة للتدخين: فلا شك أنه مضر، والنيكوتين يتعارض مع الموصلات العصبية، لذا أرجو أن تساعد أخاك وتنصحه بالإقلاع عن التدخين، التدخين لا يتعارض مع الدواء من حيث الاستخدام، لكنه أمر غير محمود وغير جيد للصحة النفسية والجسدية.

أما النصائح التي تساعد على الشفاء، فقد ذكرناها مسبقاً، ومنها: الالتزام التام بتناول الدواء بالجرعة والمدة الصحيحة، وتأهيل الأخ اجتماعياً، وتشجيعه على المشاركة في دوره الاجتماعي والأسري، وتطوير مهاراته، وجعله يشعر بأنه مرغوب فيه، وأن مساهماته ذات قيمة له وللآخرين، كما أن الالتزام بالصلاة في المسجد، وتلاوة القرآن، والانضمام إلى حلقات التلاوة، وممارسة الرياضة كلها علاجات مفيدة.

ختاماً، نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب واهتمامك بأمر أخيك، ونسأل الله تعالى له العافية والشفاء، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net