متردد في الاستمرار مع مخطوبتي لعدم إحساسي بمشاعر تجاهها، فما نصيحتكم؟

2025-05-22 03:13:35 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عشتُ تجارب حياتية صعبة أثّرت على نظرتي للعلاقات العاطفية والزواج، كنت أحلم بالارتباط من خلال قصة حب، لكن الظروف لم تسمح بذلك، تزوجتُ دون حب، -وللأسف- كانت زوجتي تفتقر إلى الأخلاق؛ مما أدى إلى استحالة استمرار الحياة معها، وانتهى الأمر بالطلاق.

بعد ذلك، خطبت لي والدتي ابنة إحدى قريباتنا، في البداية، ظننتُ أنها تختلف عن زوجتي السابقة، ولكن مع مرور الوقت، اكتشفتُ أنها تتسم بالجمود العاطفي والثقل في الروح؛ مما جعلني أشعر بالملل، لم أفسخ الخطبة، ربما خوفًا من العودة إلى العزوبية، أو لأنني اعتقدتُ أنني لن أجد أفضل منها.

دون قصد، وجدتُ نفسي أُعجب بزميلة في العمل، ومن الواضح أنها تبادلني الاهتمام، وأفكر في التقدم لها، لكنني أتذكر تجربة سابقة حيث شاركتُ فتاةً بظروفي العائلية والاجتماعية؛ مما أدى إلى ابتعادها عني، أخشى أن تتكرر هذه التجربة، خاصة وأنني الآن مطلق ولدي طفلة!

أشعر بالذنب تجاه مخطوبتي الحالية، إذ لا أتواصل معها ولا أظهر لها الاهتمام؛ مما يجعلها تشعر بالإهمال، خاصة عندما ترى صديقاتها يعشن علاقات مليئة بالعاطفة.

أعاني من صراع داخلي بين رغبتي في الزواج من امرأة أحبها وأشعر بالراحة معها، وبين الالتزام بمخطوبتي الحالية التي لا أشعر تجاهها بأي مشاعر، أخشى أن أظلمها إذا استمررتُ معها دون حب، وأخشى أيضًا أن أندم إذا تركتها ولم أجد من أحبها.

أطلب منكم النصيحة: هل أستمر مع مخطوبتي الحالية رغم عدم وجود مشاعر، أم أُقدم على خطوة جديدة مع زميلتي التي أشعر تجاهها بالانجذاب؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في موقعك استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك، وتسكن إليها نفسك.

والحياة الزوجية -أيها الأخ الكريم- ليست معشار ساعة وتنقضي، ولكنها عِشرة تستوعب الحياة، ولذا فالذي ينبغي أن تفعله أنت هو أن تتحرى في اختيارك للزوجة دون تعجل، ودون تأثر بالجمال الخارجي فقط، فهناك مقاييس لاختيار الزوجة، والناس يتفاوتون في اختيارهم طبقًا لهذه المقاييس، ونحن نتمنى أن تجعل مقياسك في اختيار من تشاركك حياتك هو وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (فاظفر بذات الدين).

وهذا لا يعني أبدًا أن تهمل ما تطمح إليه نفسك من جمال في الزوجة أو نسب، لكن المقصود أن لا يكون الجمال وحده هو معيارك الوحيد، فإن الحياة الزوجية لكي تجد فيها سعادتك تحتاج أن تكون الزوجة بحيث إذا أمرتها أطاعتك وإذا نظرت إليها سرّتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك، فهذه هي الزوجة التي ستجد معها سعادتك، وهذه الأخلاق لا يُوجدها في المرأة إلا حسن دينها.

وأنت الآن لا تزال في سعة من أمرك، فإن كنت لا تجد ميولًا ورغبة في خطيبتك، فإن نصيحتنا أن تتركها الآن، فهذا خير من الفراق بعد الزواج أو البقاء مع التقصير في حق الزوجة، والخطبة وعد بالزواج، لكن لا حرج في عدم الوفاء به، لا سيما إذا كان لمبرر مقبول.

وأما زواجك بهذه الفتاة الأخرى، فأمر يحتاج منك إلى نظر ومشاورة العقلاء من أهلك، واستخارة الله تعالى، ونصيحتنا لك كما قدمنا أن لا تجعل من نفسك أسيرًا للجمال الظاهر فقط، فإذا وجدت منها التزامًا بفرائض الله تعالى، وكنت تجد في نفسك ميولًا إليها فإننا نرى أن تتقدم لخطبتها، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لم ير للمتحابين مثل النكاح).

ولا ننسى في الختام -أيها الأخ الكريم- أن ننبهك إلى الحذر من إقامة أي علاقة بهذه الفتاة أو غيرها خارج نطاق الزوجية، فإن ذلك خطوة من خطوات الشيطان يستدرج بها المسلم ليوقعه في مساخط الله -عز وجل-، كما لا ننسى أن ننبهك إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يذكر مسلمًا بما يكرهه، لكن رخص الشرع لمن يستفتي أن يفعل ذلك بقدر الحاجة، ومن ثم فاحذر من الاسترسال في وصف مخطوبتك بأوصاف تكرهها.

وفقك الله لك خير.

www.islamweb.net