ابنتي كثيرة الحركة وترفض النوم في فراشها!

2025-05-25 01:12:07 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي طفلان: الولد عمره 6 سنوات، والبنت عمرها 4 سنوات، ابنتي كثيرة الحركة، وعنيدة، ولا تستجيب لأي أحد، ودائمًا تطلب أن تنام بجانبي.

المشكلة أنها تتصرف بشكل غريب؛ فهي بمجرد أن أستلقي بجانبها تبدأ تدخل يدها تحت جسمي، أي بين الفراش وجسمي، وتستمر بإدخالها، وإخراجها، وفي نفس الوقت ترفس بطريقة مزعجة، وبشكل مستمر.

أنا أحاول أن أحضنها، لكنها لا ترضى بذلك، بل تصر على الرفس، وأخوها دائمًا يشتكي أنها تقوم بالليل، وتذهب لتنام معه، وترفسه.

فصلت أبنائي منذ أن كانت ابنتي بعمر السنتين، وبعد فترة بدأت تستيقظ بالليل، وترفض الذهاب للفراش، وتبكي أثناء النوم، والآن تحسنت كثيرًا، ولكنها لا زالت ترفض النوم في فراشها، بالرغم من أن أخاها ينام معها في نفس الغرفة، أرجو إرشادي إلى كيفية التعامل مع هذه المشكلة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ابنتك إذا كانت بالفعل تعاني من زيادة في الحركة، فهذا لا بد أن يتم فحصه بصورة مهنية، وذلك بعرضها على الطبيب النفسي المختص؛ حيث إن زيادة الحركة أو فرط الحركة علة تكون مصحوبةً بأعراض كثيرة، منها: عدم القدرة على التركيز، وكذلك العناد، والاندفاعية، وحين يتم علاج زيادة الحركة، نجد أن الطفل قد أصبح هادئًا، وأقل عنادًا.

فإذا كانت زيادة الحركة واضحةً، وفي كل الأوقات، وبصورة مزعجة، فهنا من الضروري عرضها على الطبيب النفسي المختص بالأطفال؛ وذلك من أجل بدء البرامج السلوكية، وربما العلاج الدوائي، وإن كانت البنت لا زالت صغيرةً فيما يخص العلاج الدوائي، عن طريق المنشطات المعروفة من فصيلة الأنفتامينات، والتي تؤدي إلى تقليل الحركة، وذلك من خلال فعلها العكسي، ولكن هناك أدوية أخرى بديلة، وأكثر سلامة، يمكن أن تُعطى في هذا العمر.

ما تقوم به الطفلة من تصرفات عند النوم، مثل: إدخالها اليد بين الجسم والفراش، وتستمر في ذلك، فهذا نوع من الفعل الطقوسي الوسواسي؛ فكثير من الأطفال تكون لديهم أفعال نمطية وطقوسية، يكررونها قبل النوم، فتجد الطفل الذي يحمل معه لعبته الخاصة عندما يذهب إلى الفراش، وتجد الطفل الذي ينام في وضع معين، وتجد الطفل الذي يصر على لبس ملابس معينة، وهكذا.

إذًا الأطفال لديهم هذه الأنماط والتصرفات التي تعتبر وسواسيةً، ولكنها بالطبع جزء من المرحلة الارتقائية، وتطور الطفل، ولا نعتبرها علةً أو مرضًا؛ لأنها تختفي بصورة تلقائية.

من الواضح أيضًا أن ابنتك في حاجة لأن توضع لها بعض الضوابط التوجيهية؛ فالطفل لديه حاجات نفسية كثيرة، ومن أهم هذه الحاجات: الشعور بالأمن والطمأنينة، وأنا واثق أنك على دراية بذلك، ولا بد أن توجه رعاية الطفلة نحو ذلك، وبإشعارها أنها عضو مهم في الأسرة، وبأنها محبوبة، وهذا حقيقة يُحسِّن من شعورها بالطمأنينة والأمان.

الطفل أيضًا في حاجة إلى المحبة والعطف، وأنا على ثقة أنك ستقومين بتزويدها بهذه الحاجة، ولكن يجب أن تكون بضوابط؛ حتى لا يستغلها الطفل، وفي هذا السياق نقول: إن حاجة الطفل إلى التكريم والتقدير حاجة مهمة كحاجة نفسية، ولكن هذه ترتبط بالسلوك الإيجابي لدى الطفل، ونجعل هذا التكريم والتقدير والتحفيز كنوع من المشجعات الإيجابية للطفل.

الطفل أيضًا في حاجة إلى سلطة ضابطة، وموجهة، ولا شك أنك على دراية بهذا، وهذا يتم من خلال إرشاد الطفلة وتوجيهها، وأن تشرحي لها بصبر أنها يجب أن تنام في سريرها، وأن الذي تقوم به خطأ، بلغة بسيطة، وسهلة الاستيعاب لدى الطفل، ومهما كان التكرار مزعجًا بالنسبة لك، إلا أن هذه وسيلة مهمة جدًا، وأنت تقومين بدور السلطة الضابطة والموجهة لابنتك لا بد أن يشارك الأب أيضًا في هذا السياق.

والأطفال أيضًا يحتاجون إلى النجاح، ويحتاجون إلى التشجيع؛ فحين تقوم بأعمال بسيطة جدًا ، حاولي دائمًا أن تشعريها بأنها قد نجحت في ما تقوم به، والشعور بالنجاح أمر مهم جدًا كحاجة نفسية للطفل.

بجانب هذه الحاجات المعروفة للأطفال، أنصحك بأن تلجئي إلى أسلوب التدرج معها؛ فمثلاً: يجب أن تنام لوحدها في السرير إذا كانت تنام في أثناء النهار، وهذا مهم جدًا، وأن تُرجع إلى سريرها أثناء الليل حتى وإن استيقظت وذهبت إلى سرير أخيها، فيجب أن تُرجع إلى سريرها الخاص بها مرةً أخرى، وهذا بالطبع سيكون مزعجًا بالنسبة لها في الليالي الأولى، ولكنها بعد ذلك ستتعود -إن شاء الله- على ذلك.

الأمر الآخر: هو أن تتيحي لهذه الطفلة الفرصة بأن تختلط مع الأطفال الآخرين، ربما يكون هنالك محدودية في هذا الأمر في الولايات المتحدة، ولكن قطعًا من خلال رياضة الأطفال، أو تجمعات الأطفال المسلمين والعرب في عطل نهاية الأسبوع، حيث يمكن لهذه الطفلة أن تنمي مهارات تجعلها تشعر بكينونتها واستقلاليتها بعض الشيء، وهذا يقلل من حاجاتها لشد الانتباه، واستدرار العطف كما تقوم به الآن.

ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net