هل هناك علاج جذري لقرح القولون المزمنة ومضاعفاتها؟
2025-05-25 01:18:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ قرابة عام من خروج دم غزير ومخاط مع البراز.
أجريت منظارًا شرجيًا، وشُخِّصت الحالة على أنها قرح مزمنة في القولون نتيجة لنشاط نوع من البكتيريا، بسبب خلل في جهاز المناعة غير معروف السبب.
تناولت أدوية لإيقاف النزيف ونجحت بعد فترة، وعلاجي الدائم هو (Salazopyrin)، وقد قلَّت نسبة نزول الدم بشكل ملحوظ، وأحيانًا تختفي تمامًا، وكذلك المخاط.
لكن ما أعاني منه الآن هو كثرة الشعور بالحاجة لدخول الحمام، مع شعور بعدم التحكم في البراز، حتى وإن لم يحدث تبرز، كما أنني كثيرًا ما أُصاب بعدوى "الانتاميبا".
سؤالي: هل هناك حل جذري لهذه الأعراض، أم أنني سأبقى كما يقول طبيبي المعالج في حالة من الاستقرار تتبعها انتكاسات كلما خفضت جرعة الدواء؟ وما رأيكم في دوائي وهو من إنتاج محلي؟ وهل النسخة الأجنبية منه أفضل أو أسرع تأثيرًا؟
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا بد أن الطبيب قد شخّص حالتك على أنها التهاب القولون التقرحي، وهو من الأمراض المزمنة التي تصيب الطبقة الداخلية من جدار القولون، ويشمل المستقيم والجانب الأيسر من القولون، وقد يمتد ليصيب القولون كاملاً، بل وأحيانًا الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة، مع حدوث التهابات وتقرحات ونتوءات في بطانته.
لم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد سبب دقيق لهذا المرض، لكن هناك نظريات ترجّح دور العوامل الوراثية، واضطرابات الجهاز المناعي، وتغير تركيب ووظائف مخاط القولون، وربما تكون هناك عوامل أخرى مرتبطة بالغذاء.
وتشير الدراسات إلى أن حوالي 5-15% من أقارب الدرجة الأولى – خصوصًا التوائم– لمرضى التهاب القولون التقرحي يُصابون بالمرض ذاته.
تظهر أعراض المرض وتختفي من حين إلى آخر، وتختلف حدّتها من مريض لآخر، وتشمل الأنماط التالية:
• التهاب مزمن يظهر ويختفي (في 70% من الحالات).
• التهاب مزمن متفاقم دون فترات هدوء (في 10% من الحالات).
• التهاب حاد جدًا مع تمدد القولون (في 10% من الحالات).
• نوبة واحدة من الالتهاب تتبعها فترة شفاء دائمة (وهي نسبة قليلة، لكنها تبعث على الأمل بإذن الله).
تشمل الأعراض: إسهال مزمن ومتكرر مصحوب بدم وصديد، الشعور المستمر بالحاجة للتبرز حتى بعد الانتهاء منه، آلام في أسفل البطن (خصوصًا في الجانب الأيسر)، نقص في الوزن، وقد يعاني البعض أيضًا من آلام المفاصل، التهابات في العين، التهابات بالقنوات المرارية، أو طفح جلدي.
من أهم مضاعفات المرض:
• النزيف وفقر الدم.
• انسداد الأمعاء.
• التهاب القولون الحاد وتمدد القولون.
ولذلك: من الضروري إجراء فحوصات دورية والالتزام بالعلاج، والمتابعة المستمرة مع طبيب مختص بأمراض الجهاز الهضمي لتفادي هذه المضاعفات.
يتم تشخيص المرض عبر منظار القولون وأخذ عينات نسيجية، إضافة إلى فحوصات أخرى بالأشعة، لتحديد مدى انتشار المرض وشدته.
العلاج:
رغم عدم وجود علاج جذري، إلا أن المرض يمكن السيطرة عليه لفترات طويلة بالالتزام بالعلاج والتعليمات الطبية.
من أبرز الأدوية المستخدمة:
• الأدوية المضادة للالتهابات (Anti-inflammatory drugs): مثل "سلفاسالازين" و"ميزالامين"، وهي تُستخدم كعلاج أولي، وتتوفر على هيئة أقراص أو تحاميل شرجية أو حقن شرجية.
• الكورتيزون (Corticosteroids): يُستخدم في الحالات المتوسطة والشديدة، ولكن لفترات قصيرة فقط (3-4 أشهر) بسبب أعراضه الجانبية الكثيرة.
• مثبطات المناعة (Immune suppressants): لتقليل نشاط الجهاز المناعي والحد من الالتهاب.
• أدوية الإسهال: لا تُستخدم إلا بعد استشارة الطبيب؛ لأنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل توسع القولون السام.
• الملينات: في حالات الإمساك.
• مسكنات الألم: يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها لتفادي تفاقم الحالة.
• الحديد: في حالة وجود نزيف مزمن يؤدي إلى فقر الدم.
نصائح غذائية وسلوكية:
1. تقليل منتجات الألبان لتقليل الإسهال والغازات.
2. تجنب الأطعمة التي تُهيّج القولون مثل الكرنب، الفاصوليا، الأطعمة الحارة، الكافيين، الفواكه الحمضية.
3. تقسيم الوجبات إلى 5-6 وجبات صغيرة يوميًا.
4. شرب كميات كافية من الماء.
5. استشارة الطبيب بخصوص المكملات الغذائية والفيتامينات.
6. تجنب التوتر النفسي والضغوط؛ لأنها قد تُفاقم الأعراض.
معظم الحالات تستجيب للعلاج الدوائي، والجراحة لا تُستخدم إلا في الحالات المعقدة التي لا تستجيب للعلاج، مثل وجود مضاعفات خطيرة.
ولا يُعد التهاب القولون التقرحي مرضًا معديًا، ولا ينتقل بأي نوع من المخالطة.
أما بالنسبة لدواء سلفاسالازين، فالصناعة المصرية معروفة بجودتها، وهي فعالة، في حين أن المستورد أغلى ثمنًا، لكن فعاليته ليست بالضرورة أعلى.
وبالله التوفيق.