هل يمكن الشفاء التام من مرض الرهاب الاجتماعي؟
2025-05-25 01:51:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في السادسة عشرة من عمري، وأعاني من الرهاب الاجتماعي، في بعض الأحيان، أخبر نفسي إنه لا يوجد شيء غير طبيعي في حالتي، لكن عندما أجلس مع إخواني أو أخواتي، تنتابني رعشة، وإذا ضحكوا، أشعر بتوتر في أعصاب وجهي، ويصبح وجهي أحمر، وتتسارع دقات قلبي.
أما عندما أجلس مع البنات، يكون الوضع طبيعيًا جدًا، مع العلم أنني لم أتعرض لأي مواقف معينة تؤدي إلى ذلك -والحمد لله-.
كذلك عندما تذكر أمي أيام طفولتي، ويضحك إخواني، أشعر بشد في أعصابي، ويصبح وجهي أحمر، والأمر نفسه يحدث عندما أكون في موقف محرج.
لكن في بعض الأحيان، عندما أنسى أنني أعاني من الرهاب أو الخوف، أتمكن من التحدث والضحك بشكل طبيعي جدًا، حتى في المدرسة، لكنني أخاف عندما تقوم المعلمة بترتيب الصفوف بشكل دائري، بحيث نكون جميعًا في مواجهة بعضنا البعض، وهذا يسبب لي القلق، ولو رأيت المعلمة تفعل ذلك، أتحجج بأني متعبة.
حتى في المطاعم، إذا ذهبت أشعر بتوتر في أعصابي، ولا أستطيع الضحك؛ لأن الرجفة تكون موجودة، فيعتقدون أنني أبكي، وبدأت معاناتي مع الرهاب منذ 3 سنوات، وهذه هي السنة الثالثة لها.
إذا شعرت بارتباك أو شيء مشابه، أذهب إلى مكان هادئ، وأبدأ في ترديد بعض الكلمات مثل: "أنا قوية..." وغيرها.
سؤالي الأخير: هل من الممكن أن يعود الرهاب بعد علاجه، لو توقفت عن العلاج؟ وهل يمكن الشفاء التام؟ وهل يؤدي العلاج إلى الإدمان؟ وأرجو منكم وصف دواء مناسب لحالتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الذي تعانين منه هو درجة بسيطة جدًّا من القلق الاجتماعي الظرفي، وهذا لم يتبلور ليصل مرحلة الرهاب الكامل، وهذه الرعشة أعتقد أنها جزء من عملية الخوف الاجتماعي البسيط، ويظهر أنك حساسة جدًّا نحو هذه الأمور.
وأنصحك بأن تكوني أكثر ثقة في نفسك، وأن تغيري مفاهيمك حول هذا الخوف، وهذه الرعشة، وعليك باليقين القطعي بأن الآخرين لا يقومون بمراقبتك، وأنه لا إنسان يعلو على إنسان آخر، فالناس سواسية، وتذكري أنك في بدايات سن الشباب، وأمامك مستقبل باهر، وحاولي دائمًا أن تأخذي القدوة الحسنة من زميلاتك، ومن الطالبات المتميزات والمتفوقات، واللاتي يتميزن بالتواصل الاجتماعي الممتاز، والالتزام الديني.
لا بد أن تجلسي مع نفسك جلسات نفسية، ومن خلال هذه الجلسات، يمكن أن تبني قناعة جديدة بأنك لست أقل من الآخرين أبدًا، وهذا الخوف يجب أن يحقر، ويجب أن يتم تجاهله.
أريدك أن تتدربي على تمارين الاسترخاء لأنها جيدة جدًّا، وهذه التمارين يمكن تعلمها بواسطة الحصول على شريط، أو كتيب، أو سي دي من إحدى المكتبات الكبيرة في بلدك، هذه التمارين يعرف عنها أنها تمتص القلق والتوتر، وتجعل الإنسان يبني طاقات جديدة.
أنصحك بأن تلجئي إلى ما يعرف بالتعرض في الخيال، وهذا تمرين بسيط جدًّا: اجلسي وحدك في الغرفة، وتصوري أنه قد طلبت منك المعلمة أن تقدمي عرضًا لمادة معينة أمام بقية الطالبات، وفي حضور المعلمات، وحضور المديرة، وهكذا.
عيشي هذا الخيال بكل تركيز، ولمدة لا تقل عن عشر دقائق أو ربع ساعة، ويجب أن يكون ذلك بصفة يومية.
أكثري من التواصل الاجتماعي، وإذا كان هنالك إمكانية لأن تنضمي لأحد مراكز تحفيظ القرآن، هذا سوف يكون أمراً جيداً جدًّا؛ لأنه من خلال هذه الحلقات يحدث تفاعل اجتماعي إيجابي جدًّا، وهذا يزيل الخوف -إن شاء الله-، وذلك بجانب المنافع الدنيوية والأخروية الأخرى.
سوف أنصحك بعلاج دوائي بسيط جدًّا، يعرف تجاريًا باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، أرجو أن تتناوليه بجرعة 50 ملغ يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى 50 ملغ يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.
هذا الدواء دواء سليم وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر مطلقًا على الهرمونات النسوية، وقد وصفناه لك بجرعة بسيطة جدًّا، أسأل الله أن يجعلها لك بلسمًا وشفاءً.
وأنا أؤكد لك أن حالة الرهاب لن ترجع -بإذن الله تعالى-، إذا كان لك الإقدام واقتحام فكر المخاوف، وذلك من خلال تجاهل الخوف، وتحقيره، والإكثار من التواصل الاجتماعي.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.