عقار تجراتول وتأثيره على الحمل ، مرض الصرع
2010-09-28 13:31:13 | إسلام ويب
السؤال:
منذ سنتين أُصبت فجأة بتشنجات، وذهبت للطبيب، وعملت الفحوصات اللازمة، وقال أني مصابة بكهرباء عالية، وأعطاني (تقراتول سي آر 200) وتكررت مرةً واحدة ولم تتكرر التشنجات مرة أخرى أبداً، ولكني مستمرة في العلاج.
أنا الآن على مشارف الزواج، فزواجي بعد أربعة أشهر، وتدور في ذهني تساؤلات كثيرة عن الحمل، وهل التقراتول مانع للحمل؟ وهل يمكن أن آخذ حبوب منع الحمل؟ وهل أنا طبيعية أم هناك محاذير؟
أنا في حيرة من أمري، أتمنى أن تزودني بمعلومات عن هذا الموضوع، وجزاكم الله عني كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ انجي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبالنسبة للتشنجات والتي يُعتقد أنها ناتجة من اضطراب أو زيادة في كهرباء الدماغ، هذا يسمى بمرض الصرع، وأرجو أن لا تنزعجي أبداً لهذا المسمى، ولكن من حقك أن تعرفي ما هو صحيح.
حالتك من الواضح أنها حالة بسيطة وخفيفة، وأنت الآن مستمرة على الدواء لمدة سنتين، ولم تحصل لك إلا نوبة واحدة، وأعتقد أن العلاج يجب أن يراجع، ويجب أن ترجعي إلى الطبيب الذي يُشرف على علاجك، والطبيب المشرف على مثل هذه الحالات يجب أن يكون مختصاً في أمراض الأعصاب.
هناك أطباء جيدون في السودان في هذا الاختصاص، منهم الأخ الدكتور (الدرديري محمد الأمين) وهو استشاري مختص في جامعة الرباط، وهنالك الأخ الدكتور (محمد النجيب) وأطباء آخرون، فأرجو أن تقومي بمراجعة الطبيب؛ وذلك من أجل إعادة تخطيط الدماغ، وأنا أعتقد أنه ربما لا تكون هنالك حاجة في أن تواصلي العلاج، ولكن إذا قُرر التوقف عنه فيجب أن يكون ذلك بالتدريج وتحت الإشراف الطبي.
الحالات التي مثل حالتك تستمر على العلاج لمدة سنتين إلى ثلاث، وبما أنه لم تأتك نوبات بفضل الله تعالى فأعتقد أنه يجب أن يراجع العلاج، ويجب أن توضع خطة جديدة، وكما ذكرت لك أن هنالك بشائر كبيرة أنك ربما لا تحتاجين الاستمرار على العلاج، وحتى إن كانت هناك حاجة للاستمرار عليه فلن تكون لفترة طويلة.
بالنسبة للزواج، فلا شيء يمنعك أبداً من الزواج، وأسأل الله تعالى أن يسهل لك هذا الأمر، وأن تلتقي بزوجك على الخير والبركة.
أما بالنسبة للتجراتول فإنه لا يمنع الحمل، ولكن لا ينصح باستعماله في أثناء الحمل خاصة في فترة تكوين الأجنة، وهي فترة الأربعة الأشهر الأولى.
فإذن مراجعة الطبيب أيضاً مهمة ولها ما يبررها في هذا الموضوع، وإذا كان هنالك حاجة لأن تستمري على الأدوية فهنالك أدوية تعتبر سليمة أثناء الحمل، وهي معروفة لدى الأطباء، لكن دواء تجراتول والدواء الشهير الآخر والذي يعرف باسم (دباكين) لا نفضل استعمالها أبداً في فترة الحمل.
ليس هنالك ما يمنعك أبداً من تناول حبوب منع الحمل إذا كان ذلك بهدف تنظيم الإنجاب وليس منعه، وأنا أقول لك أنك طبيعية وليس هنالك ما يمنعك أبداً من أن تعيشي حياة طبيعية وعادية.
المحاذير التي ننصح بها في مثل هذه الحالات هو الالتزام التام بتناول الدواء بجرعته الموصوفة وللمدة المعلومة والمحددة...هذا أولاً.
ثانياً: تجنب الإجهاد النفسي والجسدي بقدر المستطاع.
ثالثاً: عدم تركيز النظر في الأضواء الساطعة؛ لأن الضوء الساطع قد يُثير هذا الاضطراب الكهربائي في الدماغ.
رابعاً: عدم شرب كمية كبيرة من السوائل في فترة متقاربة، هذا أيضاً لا يُنصح.
خامساً: بالطبع يجب أن تكون هناك محاذير بالنسبة للذين يقودون السيارات إذا كانت لديهم نوبات، وكذلك دخول البحر، أو التعامل مع الدرج والسلالم، كل ذلك يجب أن يكون بحذر.
أتمنى أن نكون قد أفدناك بالمعلومات المطلوبة، وأنا أؤكد لك أن هذه الحالات من الحالات البسيطة، وأنا أشعر تماماً أنك بفضل الله تعالى تعيشين حالة من التواؤم والتكيف مع حالتك، ولا تهتمي أبداً بما يُثيره بعض الناس من وصمة اجتماعية حول مرض الصرع، كل الكلام الذي يقال ليس صحيحاً، هو حالة طبية بسيطة، وتسعون بالمائة من هذه الحالات تستجيب استجابة تامة للعلاج، وحالتك من الواضح أنها بسيطة جدّاً؛ حيث إنها استجابت للتجراتول، وهو بالرغم من أنه دواء ممتازاً ولكنه يعرف أنه لا يعالج الحالة الشديدة لوحده، إنما يجب أن يضاف إليه دواء آخر، وبما أنك لم تحتاجي لذلك، فهذا كله دليل على أن حالتك بسيطة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.