وسائل حماية الطفل من الانحرافات السلوكية
2010-10-21 08:54:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وددت استشارتكم في أسلوب تهيئة طفلي المستجد للمرحلة الابتدائية، وما يشغلني ليس انسجامه وانفصاله عن المنزل ولكن اختلاطه بأولاد يكبرونه سناً، وأخشى أن لا يتعامل بحذر مع بعض السلوكيات الشاذة -أعني التحرشات- خاصة أن هذا الأمر كثر حتى بين صغار السن.
ماذا أفعل؟ وكيف أحذر طفلي من هذه السلوكيات؟ وماذا أقول له دون أن ألفت نظره لأمور عميقة لا ينبغي أن يلتفت لها في عمره؟ وكيف يتصرف حيال ذلك؟!
وشكراً لتبنيكم حيرتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأتفق معك تماماً أن حماية الطفل في هذا الزمان كثيراً ما يكون شاغلاً للآباء والأمهات؛ لأنه توجد الكثير من السلوكيات والانحرافات والتحرشات التي قد تصدر من البعض، ويكون الطفل ضحيتها، ولكن بصفة عامة المدارس أصبحت تراعي هذا الأمر، وهناك وعي كامل من جانب المعلمين والمدرسين والمربين بضرورة حماية الطفل وتوجيهه حسب المرحلة السنية.
الذي أراه في مثل هذه الحالات أن يقوم بالإرشاد الأساسي والد الطفل، نعم أنت أم ولا شك أن يهمك جدّاً حماية ابنك، ولكن أرى أن الرسالة الأساسية فيما يخص التربية الجنسية وحماية الطفل من التحرش والمشاكل المشابهة أن يكون الأب له وجود وتوجيه في هذا الأمر.
من الوسائل الطيبة أولاً أن يعرف الإنسان مكوناته الجسدية، يعرف حقائق الحياة، يعرف الفرق بين الذكر والأنثى، يعرف كيف أتى إلى هذه الدنيا، ويعلم الطفل أمور مثلاً كيف أن الحشرة تقوم بتلقيح الظهرة وما ينتج من الظهرة من تكاثر، ثم بعد ذلك نبدأ نتكلم عن التكاثر بين الحيوانات، وهكذا، وبعد ذلك يتم شيء من التوجيه للطفل حيث كيف أنه قد أتى إلى هذه الدنيا. هذه هي الرسالة الأولى.
الرسالة الثانية: نعلم الطفل أن في العالم أشخاصاً طيبين وخيرين من الأطفال ومن الكبار ومن الصغار، ولكن في نفس الوقت يوجد بعض الناس الذين لديهم خلل وأمراض في أخلاقهم، ويمكن أن يكون هناك المزيد من الإفصاح حول الاعتداءات التي قد تحدث ولكن بلغة لطيفة جدّاً.
ثالثاً: الطفل يجب أن يتعلم أن جسده ملك له ولا يجوز لأحد أن يلمس هذا الجسد غير والديه أو الطبيب. هذه حقيقة مهمة، والطفل يجب أن يعرف أن لمس أعضائه التناسلية أو مؤخرته أو شيء من هذا القبيل هذا أمر ليس صحيحاً ولا يجوز، ويجب أن لا يسمح لأي أحد بأن يقوم بذلك.
بعد ذلك الطفل سوف يسأل أسئلة معينة، وأنت حين توصلي هذه الرسالة – أنت أو والده، وأنا أفضل والده – سوف يسأل الطفل بعض الأسئلة، وهنا يكون هذا مدخلاً جيداً وممتازاً للمزيد من الشرح، وبالطبع الأمور الأساسية هي أن يتعلم الطفل أن يُصادق من هم في عمره، ودائماً أنا أفضل أن يتم التعارف ما بين الطفل وما بين المؤتمنين من أطفال الأقرباء أو الجيران.
هذه تعطي الطفل مقدمة جيدة، ومن الضروري أن تشجعيه على المدرسة وأن المدرسة مكان جيد للتعليم وسوف يلتقي بمعلمين في مقام والده وسوف يمارس الرياضة، وشيء من هذا القبيل. هذه هي الأسس الرئيسية.
أمر آخر مهم وهو أن نحاول أن نبني شخصية الطفل، وهذا يتم بأن نجعله ليس مهمّشاً في داخل الأسرة، إنما نعطيه مهام ونشجعه، هذا يقوي من شخصيته ويجعله يفهم حتى فيما يخص الاعتداءات والسلوكيات الخاطئة.
وعليك أيتها الفاضلة الكريمة بالدعاء؛ لأن الدعاء هو سلاح المؤمن في كل الأحوال، نسأل الله تعالى أن يجعله قرة عين لكما، ونشكرك كثيراً على التواصل مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.