أحلام اليقظة وسرعة النسيان وكثرة التفكير
2011-01-05 09:43:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي أحلام اليقظة، أنا أحب أن أفكر، أحب أن أتخيل، أجلس بالساعات، صرت أنسى بسرعة أي شيء، حتى تأثرت دراستي، سألت فقالوا من أحلام اليقظة هي التي تنسيك.
صراحة أنا قلقة وخائفة لدرجة أنسى أين وضعت أغراضي، أنسى بسرعة، أرشدوني كيف أترك الأحلام؟ وهل النسيان بسرعة بسبب التفكير؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
من الواضح أن مشكلتك الرئيسية هو أن لديك قلقاً نفسياً، هذا القلق النفسي هو السبب في الاسترسال أو الإسراف في التفكير في أمور قد لا يكون هنالك أي داع للانشغال بها، وينتج عن ذلك ضعف في التذكير، والتشويش في الأفكار في بعض الأحيان، إذن الأمر كله مرتبط بالقلق النفسي.
يتفق علماء السلوك أن درجة معقولة من أحلام اليقظة - إن وجدت - قد تكون أمر إيجابياً؛ لأن إبداع الناس وتطور فكرهم تساعد فيه أحلام اليقظة إن كانت بدرجة معقولة، فأرجو أن لا تنزعجي للأمر، ولا تعتقدي أنه كله شر.
من أفضل الطرق لتحسين هذا الوضع هو أولاً توزيع الوقت، وأن تأخذي قسطاً كافياً للراحة، وتخصيص وقت للدراسة، ووقت للعبادة، ووقت للممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، هذا هو خط العلاج الأول.
ثانياً: عليك بالتدريب بما نسميه بتمارين الاسترخاء، وتوجد عدة طرق، ومن أفضلها وأبسطها طريقة تعرف بطريقة جاكبسون، يمكنك التعرف عليها من خلال تصفح أحد المواقع على شبكة الإنترنت، وبعد ذلك قومي بتطبيق الإرشادات التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.
هنالك دراسات كثيرة تشير أن قراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن تساعد كثيراً في تحسين التركيز.
حاولي أيضاً أن تقرئي مواضيع قصيرة وتكرريها أكثر من مرة، ثم بعد ذلك تسترجعيها وتتذكريها، وهذا أيضاً وجد أنه يساعد.
حاولي أن تدخلي نوعا من الاستشعارات الإضافية على نفسك، مثلاً إذا انخرطتي في هذا التفكير المتواصل الذي نسميه أحلام اليقظة، هنا أنصحك بأن تقومي فجأة بالضرب على يدك، هذا سوف يقطع حبل هذا التفكير، وهو نوع من الاستشعار الداخلي، أو قومي بتذكر أمر مخالف لطريقة التفكير أو موضع التفكير الذي سيطر على كيانك.
بقي أن أنصحك بتناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، وهو من الأدوية السليمة جداً، والدواء يعرف باسم فافرين Faverin وهو الاسم التجاري أم الاسم العلمي فهو فلوفكسمين Fluvoxamine والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة جداً 50 مليجرام تناوليه ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.