خطوات تساعد على الاستيقاظ مبكراً وتجنب النوم الكثير
2011-02-08 12:37:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيكم وفيما تقدمونه لشباب الأمة من نصائح وإرشادات، وجعل عملكم في ميزان حسناتكم.
مشكلتي مع النوم تكمن في عجزي عن الاستيقاظ في الوقت الذي أحدده قبل النوم، وهذا الأمر منذ الصغر، الأمر نفسه إن نمت في العاشرة صباحاً أو الثالثة فجراً، إن نمت خمس ساعات أو اثني عشرة ساعة، إن وضعت المنبه على ساعة ما يظل يرن لمدة ساعة كاملة وأنا في كل مرة أطفؤه وأعود للنوم.
كما ذكرت سابقاً الأمر يحصل لي منذ الصغر، وهو مزعج جداً بالنسبة لي، كل صباح أستيقظ فيه متأخراً أشعر بتوتر وعدم رضا عن النفس، لأني دائماً رددت الأمر إلى نفسي على أنه كسل، كل ليلة أعد نفسي بالاستيقاظ في الموعد الذي أحدده لكن بدون جدوى.
سؤالي هو: هل هناك علل عضوية قد تسبب هذا الأمر؟ وما هي نصائحكم؟
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن حالتك هذه لا أعتقد أنها لها أي صلة بأي مرض، هو نوع من التطبع الذي تطبعت عليه، وأصبحت الساعة البيولوجية الداخلية لديك متناغمة مع هذا الوضع، وهذا يمكن أن يُغير بالطبع.
أولاً الإنسان حين ينام يجب أن ينوي أنه سوف يستيقظ في وقت معين، وهذا مهم جدّاً، فأنت بعد أن تقرأ أذكار النوم وتنوي نية قاطعة أنك سوف تستيقظ في الساعة كذا وكذا لصلاة الفجر مثلاً، كثير من الناس هذه النية تكيفهم للاستيقاظ؛ لأن الدماغ حين يستلم هذه الرسالة يحتفظ بها، وحين تأتي اللحظة التي من المفترض أن يستيقظ فيها الإنسان سوف يستيقظ، هذا الكلام ليس فيه أي مبالغة، وقد جربه الكثير من الناس.
إذن أنت يجب أن تستشعر أهمية الاستيقاظ في وقت معين، هذه هي النقطة الأولى.
النقطة الثانية وهي مهمة جدّاً: لابد أن يكون نومك مرتب من ناحية الزمن، أي لا تنام في يوم الساعة التاسعة ويوم آخر الساعة الواحدة صباحاً، هذا مضر جدّاً، مثل حالتك تستفيد كثيراً من تنظيم الساعة البيولوجية كما ذكرنا، وهذا لا يتأتى إلا إذا ثبتّ وقت الذهاب إلى الفراش ووقت النوم.
ثالثاً: ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة قبل النوم أيضاً مفيداً.
رابعاً: لا مانع من أن تستعمل الساعة المنبهة، واتركها بعيداً منك نسبياً.
هذه هي الخطوات التي يجب اتباعها للتخلص من هذه العادة.
في بعض الحالات النادرة يكون هنالك نوع من الاكتئاب النفسي الذي يزيد النوم بهذه الطريقة، علماً بأن الاكتئاب النفسي عموماً يؤدي إلى تقليل النوم، ولكن في حوالي خمسة عشر بالمائة من الناس خاصة الذين يعيشون في المناطق الباردة جدّاً تجد أن لديهم نوعاً من الاكتئاب يزيد من ساعات النوم لديهم، ويجدوا صعوبة في الاستيقاظ مع إحساس بالكسل، لكن لا أعتقد أن ذلك ينطبق على حالتك، وأعتقد أن الإرشاد الذي ذكرته لك سوف يكون كافياً.
وإذا لم تتحسن حالتك بعد تطبيق ما ذكرناه يمكن أن ننصحك لتناول علاج دوائي مثل عقار (بروزاك) أو (فلوكستين) الذي يستعمل أصلاً في علاج الاكتئاب، لكن له خاصية جيدة جدّاً في تنظيم النوم، كما أن هنالك عقار جديد الآن يعرف باسم (فولدكسان) وهو يستعمل أيضاً لعلاج الاكتئاب لكن يعمل من خلال إفراز وتنظيم مادة تسمى بالمليتونين، وهي المادة الرئيسية التي تتحكم في النوم عند الناس وتفرز من غدة في الدماغ تسمى بغدة (Pineal).
وأذكار النوم مهمة جدّاً، فعليك أن تتبع أذكار وآداب النوم حسب ما ورد في السنة المطهرة، وكما ذكرت لك أن تعقد النية أنك سوف تستيقظ في وقت معين – هذا مهم – ولابد أن تستشعر أهمية ما تود القيام به، مثلاً الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر معظمهم أو جلهم تجدهم أنهم لم يضعوا الصلاة في مقامها الصحيح مع أنهم يقيمون الصلاة في وقتها غير الفجر مثلاً، لذا تجد كثيراً من المصلين في صلاة الظهر وفي صلاة العصر وفي صلاة المغرب وفي صلاة العشاء، إلا الفجر، والذين يتخلفون عن الدراسة أو العمل صباحاً لم يستشعروا أهمية الدراسة والعمل، وهكذا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والسداد، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.