نصيحة لمن ترفض الخطاب من غير سبب .. والآن تقدم لها شاب أصغر منها
2011-03-26 07:05:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري (32)، يتقدم لي الكثير، ولكني لم أستطع إلى الآن أن أقطع قرار الزواج، فأنا أراه قراراً خطيراً جداً، ولا أستطيع أن أقول: نعم، في معظم الأحيان كنت أصل إلى مرحلة الموافقة، ولكني فجأة أجد نفسي أبكي بكاءً مراً، وأتهم أهلي بأنهم يريدون الخلاص مني بتزويجي! مع أنهم يريدون لي السعادة، مع العلم أني رفضت كثيرين بمراكز مختلفة وشهادات عالية.
لا أعرف ما بي؟! مع أني أرى البنات يتزوجن بسهولة، وعند أول طارق لباب أهلهن أراهن يوافقن.
أحبني الكثير وجاءوا لخطبتي، ولكن لم أوافق عليهم، لأني كنت كل يوم أبكي وأقول: كيف أربط نفسي مع رجل لا أعرفه؟!
هم يحبونني، وأنا لا أعرف عنهم إلا عندما يتقدمون لي ويصرون على الزواج، وأنا أستغرب من هذا الإصرار وأخاف منه؟ فلماذا يصر علي من لا يعرفني؟
الآن صرح لي أحدهم بحبه عن طريق أخته، ويصغرني بتسع سنوات، وتقول أخته بأنه أوقف كل أحلامه وأمنياته علي، أخبرت أهلي بالأمر ورفضوهم، ثم بعد سنة الآن عادوا مرة أخرى، أنا لا أريد أن أرتبط به لأنه لم يعد نفسه، وما زال يدرس، ولا طاقة لي بالبدء من الصفر في حياتي الباقية.
تلح أخته في معرفة السبب، وأنا متحرجة عن ذكره؛ كي لا أجرح مشاعره، خصوصاً وأنه مندفع جداً، ولا يستطيع التحكم بمشاعره.
كيف لي أن أبلغهم بأني لا أريد الارتباط به بطريقة لا تجرحه؟ فأنا في عمر لا يسمح لي بالبدء من الصفر معه، وفي عمري هذا أريد أن يكون من أرتبط به زوجاً جاهزاً في كل شيء.
أضف إلى ذلك الفارق العمري بيني وبينه، هذا سيشكل عائقاً نفسياً بيننا، ولا أقوى على تجاوزه!
أرجو نصحكم، لأني تعبت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سالي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ننصحك بعدم المسارعة برد الخطاب، خاصة إذا كانوا مناسبين، ووافق عليهم أهلك، لأنهم أحرص الناس على مصلحتك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك كل الخير.
أرجو عدم الاستغراب من اندفاع الشباب إلى بابكم، ورغبتهم في الارتباط بك، فإن ذلك دليل على أن فيك صفات طيبة، وهذه نعمة من الله، واعلمي أن الشباب يتعرفون على صفات البنات عن طريق أخواتهم وأمهاتهم ومحارمهم.
ولا يخفي عليك أن الفتاة لا يمكن أن تجد رجلاً بلا عيوب، كما أنها لن تكون خالية من العيوب، ولذلك لابد أن نسدد ونقارب، ونضع إيجابيات الشخص إلى جوار ما تظهر لنا من السلبيات قبل إصدار الأحكام.
أما بالنسبة لفارق العمر فلا إشكال فيه، طالما كان الشاب يعرف ذلك، وهو الذي تقدم إليك وبإصرار، وهو ولله الحمد مناسب، وإذا كانت عائلته ستقف معه، فلن يكون وجوده في صفوف الدراسة مشكلة، وقد تزوج كثير من الشباب وهم طلاب ونجحوا في دراستهم وفي حياتهم.
نحن ننصحك بالمسارعة إلى صلاة الاستخارة؛ لأن فيها طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير سبحانه، وشاوري من يحضرك من محارك، واعلمي أن تكرار طلب هذا الخاطب دليل على صدقة ورغبته الأكيدة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وقد أسعدني إحساسك بأن العمر يمضي، وشعورك بأن الأخريات يتزوجن بسهولة، ومن هنا فنحن ندعوك إلى التعوذ بالله من الشيطان، والحرص على قراءة الرقية الشرعية على نفسك، وواظبي على أذكار الصباح والمساء، وأكثري من اللجوء إلى الله فإن التوفيق بيده وحده سبحانه.
وبالله التوفيق والسداد.