هل شرحي لمعلمتي عن وضع زميلتي يُعد غيبة؟
2011-03-31 10:58:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لديّ زميلة في فصلي تتصرف بتصرفات غريبة، كنت أكرهها إلى حد كبير من تصرفاتها التي أحس بها أنها تتصنع كل شيء، وكنت أغتابها كثيرا إلى أن عرفت ظروفها، ولكن حتى مع ظروفها لم أكن أعذرها، والآن ـ الحمد الله ـ بعدت عن غيبتها.
حصلت مشكلة بينها وبين معلمة لموقف حصل، وأصبحنا نحس أن المعلمة تكرهها، وأصبحت زميلتي لا تطيق المادة ولا المعلمة، ونحن في المرحلة الثالثة الثانوية محتاجين إلى علاقة طيبة بمدرساتنا.
قررت مساعدتها وذهبت إلى المعلمة وشرحت لها وضع الفتاة، وأنها تعيش مع زوجة أبيها وأخبرتها ببعض صفاتها السيئة التي تتصرفها معنا، ولكن عذرناها بعد معرفة ظروفها، وأخبرتها أيضا بأنها من طبعها جرح الناس، وكان هدفي من ذلك أن تصفح عنها المعلمة، فهل هذه غيبة لزميلتي؟
مع أن مدرستي تفهمت الوضع، وقالت أنه لا يوجد شيء في قلبها عليها، وفرحت زميلتي بذلك، فهل أنا آثمة بكلامي عن زميلتي للمدرسة حتى تتفهم تصرفاتها السيئة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد أسعدتني مشاعرك النبيلة تجاه الزميلة، وأفرحني سعيك في الإصلاح، وتوضيح الصورة، وهكذا ينبغي أن تكون الفتاة المسلمة.
أرجو أن يكون في هذا العمل الطيب كفارة لما سبق من التوسع في الغيبة، وكم هي سعيدة من تشتغل بعيوبها لا بعيوب غيرها، وطوبى لمن شغلها عيبها عن عيوب الناس.
أرجو أن تعلمي أن وجود الإنسان في جماعة يتطلب منه الصبر على ما في الناس، والاجتهاد في تقبلهم والوصول إلى قلوبهم من أجل بذل النصح والعمل على تخليصهم من كل خلل ونقص، وهذا أفضل عمل يمكن أن تقوم به تصديقاً وإيماناً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلاً (امرأة) واحداً خير لك من حمر النعم).
الحمد لله الذي وفقك للقيام بهذا العمل الكبير، ولا تعتبري في هذه الحالة آثمة؛ لأن هذه الحالات مستثناه، وأنت لم تقصدي سوى مصلحة الزميلة، وقد وفقت للخير.
لا يخفى عليك أن معرفة الإنسان لخلفيات الناس لظروفهم الخاصة من أهم ما يعين على فهم تصرفاتهم والتماس الأعذار لهم، حتى يتحول الغضب منهم إلى شفقة عليهم، وحبذا لو تمكنت من الاقتراب من الفتاة والثناء عليها بما فيها، ثم تنبيهها على جوانب الخلل حتى تدرك نفسها وتتجنب خسارة من حولها، ونحن نفضل أن يكون ذلك على سبيل الحوار حتى لا تشعر أنك تنتقصينها، كأن تقولي لها يا ترى لماذا كانت ( الأبلة ) المعلمة غاضبة منك؟ ألا تعتقدين أن مثل هذه التصرفات تترك آثارا سالبة على النفوس؟ ألا تعرفين أن الإنسان لا يمكن أن يسعد وحده لأنه كائن مدني بطبعه، فهو يحتاج للناس وهم يحتاجونه، وهو يتأثر بسعادة من حوله، ويتأثر سلباً بتعاستهم وتوترهم، وكم أنت جميلة لو تركت كذا وكذا، وهيا نتعاهد على النصح، فالمؤمنة مرآة لأختها، وأرجوك لا تتأخري ولا تترددي إذا رأيت فيّ نقصاً أو غفلة وسامحني يا عزيزتي، واعلمي أن كل ما أفعله من أجل حبي لك.
أسأل الله لي ولك التوفيق والنجاح، وأوصيك ونفسي بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وتذكري أن قلوبنا وقلوب العباد بين أصابعه بقلبها، ونسأل تبارك وتعالى أن يصرف قلوبنا إلى طاعته، ثم اجتهدي في إشاعة محاسنها وذكرها بالخير، أما ما ذكرتها بغير ذلك فإن في ذكر المحاسن كفارة لذكر المساوي والحسنات يذهبن السيئات، ومرحباً بك في موقعك وبالزميلات، ونسأل الله أن يرفعك درجات.
وبالله التوفيق والسداد.