شدة الانفعال في الفرح والحزن
2011-04-02 13:49:38 | إسلام ويب
السؤال:
أمر بحالة نفسية متوترة وعصبية باستمرار، شديد الانفعال والتوتر، بغض النظر عن الموقف الذي يواجهني، سواء كان فرحاً أو حزناً، أثناء الموقف تبدأ شفتاي ترتجفان، وبعض أجزاء وجهي، مما يعرضني للحرج في كثير من المواقف.
أرجو مساعدتي، وأن تصفوا لي الدواء الفعال، وأيضاً أدوية تخفيف التوتر والقلق، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن القلق والتوتر هي طاقات نفسية إنسانية، وتختلف بين إنسان وآخر، فالقلق والانفعال في بعض الأحوال هو تفاعل طبيعي يتطلبه الموقف، ولكن هذا التفاعل ربما يكون شديداً، ويخرج عن النطاق في بعض الأحيان، فأعتقد أن هذا هو الذي يحدث لك، وربما يكون في الأصل من طبيعتك القلق والتوتر، أي أن القلق هو صفة تلازم شخصيتك، وهو أحد المكونات للبناء النفسي لشخصيتك، وهذا أيها الفاضل لا نعتبره مرضاً حقيقياً، إنما هي ظاهرة، وأتفق معك أنه يجب أن يعالج.
أولاً: لتقلل من الانفعالات السلبية أرجو أن تتجنب الكتمان، وأن تعبر عن ذاتك وعن وجدانك أولاً بأول، التعبير عن النفس يؤدي إلى التفريغ النفسي الإيجابي الذي يخلص الإنسان من انفعالاته السلبية.
ثانياً: عليك بممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة سوف تجد فيها خيراً كثيراً جدّاً، رياضة المشي، ممارسة كرة القدم مع زملائك، هذه تساعدك كثيراً.
ثالثاً: علم نفسك أمراً مهماً جدّاً، وهو التعامل مع الغضب، وما ورد في السنة النبوية من آداب في مواجهة الغضب أمر مفيد حقّا إذا تأمل الإنسان فيه وتفكر وطبقه، فالسنة تدعونا لعدم الغضب، وهذا أمر مهم جدّاً، وفي ذات الوقت حين يعتري الإنسان بوادر الغضب عليه أن يستغفر، عليه أن يسترشد ويوجه عقله التوجه الصحيح، السنة تدعونا أن نغير وضعنا، إذا كان الإنسان الغاضب جالساً فليقف، وإذا كان واقفاً فليجلس، على الواحد منا إذا غضب أن يغير مكانه وأن يتفل ثلاثاً على شقه الأيسر، أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين.. هذا أخي الكريم علاج سلوكي نبوي عظيم، من جربه قد استفاد منه كثيراً، فأرجو أخي الكريم أن تنتهج هذا المنهج.
قبل أن أصف لك الأدوية المطلوبة وهي كثيرة وفعالة والحمد لله تعالى، أنصحك أيضاً بأن تتدرب على ما يعرف بتمارين الاسترخاء، وهي تمارين بسيطة جدّاً: اجلس في مكان هادئ، اقبض على راحة يدك بشدة وقوة حتى تحس بالألم، بعد ذلك أطلقها وقل لنفسك: (أنا الآن في حالة استرخائية) قم بشد عضلات البطن، ثم بعد ذلك أطلقها، وكذلك بالنسبة لعضلات الفكين وعضلات الكتف والصدر والقدمين والساقين، وهكذا، اقبض العضلات ثم قم بإرخائها وإطلاقها، هذا يساعدك كثيراً.
وهذا التمرين أيضاً يُطبق على ما يسمى بالتنفس التدريجي: خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء، ثم بعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراج الهواء بكل قوة وبطء.. كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية، شهيق وزفير، شهيق وزفير، بقوة وبطء، وسوف تجد فيه - إن شاء الله - خيراً كثيراً جدّا.
أيها الفاضل الكريم: أنصحك دائماً بالرفقة الطيبة الراشدة، فالإنسان يتطبع من مَن يخالل، ويأخذ بخلقه، والإنسان الانفعالي يستفيد كثيراً حينما يكون في صحبة الذين يتمتعون بطول البال وبالتؤدة والسكينة، فاجعله من رفقتك.
بالنسبة للعلاج الدوائي، أبشرك أنه توجد أدوية بسيطة وفاعلة وطيبة، وسوف أكون حريصاً أن أصف لك أدوية يسهل الحصول عليها في فلسطين المحتلة، هنالك دواء يعرف تجارياً باسم (تفرانيل) واسمه العلمي هو (إمبرامين) أرجو أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً يومياً لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهنالك دواء آخر يعرف تجارياً باسم (ديناكسيت)، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة أربعة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله، وهذه أدوية بسيطة وفاعلة، وتقلل كثيراً من التوتر والانفعالات السلبية وتحسن المزاج.
أخي الكريم: نصيحة أخيرة هي أن تبحث عن عمل، أنا أعرف ظروفكم في فلسطين المحتلة التي نسأل الله تعالى أن يفك أسرها ويعيدها إلى المسلمين، وبالرغم من هذه الظروف المقدرة عندنا إلا أني أريد أن تبحث عن عمل حتى ولو كان عملاً بسيطاً؛ لأن العمل فيه تأهيل للإنسان، والعمل يزيد من الطاقات النفسية الإيجابية لدى الإنسان، ويقلل من القلق والتوتر والطاقة السلبية.
إذا كنت تُكثر من شرب الشاي أو القهوة فأرجو أن تخفف من ذلك؛ لأن الإكثار من الكافيين قد يؤدي في بعض الأحيان إلى زيادة في التوتر النفسي والعضلي.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.