الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمن حيث العلاج الدوائي يعتبر الزيروكسات من الأدوية الممتازة والمتميزة جدًّا لعلاج الوساوس القهرية، والجرعة المطلوبة هي دائمًا الجرعة الوسطية أو الجرعة العالية نسبيًا، وأنت الآن تتناول أربعين مليجرامًا يوميًا، وهذه تعتبر جرعة وسطية جيدة، وبالنسبة للإفكسر فهو من الأدوية المتميزة جدًّا في علاج الاكتئاب والقلق والوساوس، لكن فعاليته في علاج الوساوس ليست مثل فعالية الأدوية الأخرى.
فإن أردت أن تستشير طبيبك في موضوع تخفيض الإفكسر إلى خمسة وسبعين مليجرامًا فقد يكون ذلك هو الأفضل، وإن احتجت لأن ترفع الزيروكسات إلى ستين مليجرامًا في اليوم فلا بأس في ذلك، وإن كنتُ أرى أن استمرارك على أربعين مليجرامًا يوميًا سوف يأتي بنتائج إيجابية جدًّا، حتى ولو قمت بتخفيض الإفكسر إلى خمسة وسبعين مليجرامًا في اليوم.
وُجد أيضًا أن الأدوية المضادة للقلق وكذلك الأدوية المضادة للذهان بجرعة صغيرة تساعد جدًّا في اقتلاع الوساوس القهرية، وهنالك وصفة مشهورة جدًّا، وهي أن يضاف إلى الزيروكسات عقار رزبريادون بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفع إلى اثنين مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم تخفض إلى واحد مليجرام ليلاً لمدة أربعة أشهر، وذلك بجانب تناول الزيروكسات، وهذه أخي الكريم رزمة علاجية معروفة ومشهود بفعاليتها، فإن شئت أن تجعل الترتيب العلاجي الدوائي كالآتي:
1) أربعين مليجرامًا من الزيروكسات.
2) خمسة وسبعين مليجرامًا من الإفكسر.
3) واحد مليجرام من الرزبريادون تُرفع إلى اثنين مليجرام بعد ذلك ثم تخفض إلى واحد مليجرام - كما أوضحت لك - .
هذا ربما يكون وضعاً مثالياً جدًّا، لكن أنا أسعدُ تمامًا إذا استشرت الطبيب الذي وصف لك الإفكسر في بداية الأمر.
الأمر الآخر المهم جدًّا هو أن تجاهد نفسك في تجاهل الوساوس وفي تحقيرها، هذا مهم جدًّا.
أخي الكريم: الوساوس ذات المحتوى الكفري والمحتوى البذيء والمسيء، من أفضل الطرق أن لا يناقشها الإنسان، وأن لا يحاول أبدًا أن يخضعها للمنطق، لكن يصدها ويغلق الطريق أمامها، فمثلاً أي نوع من الوساوس عن الذات الإلهية يجب أن لا أناقش هذه الأفكار.
أتاني أحد الإخوة منذ فترة قريبة يأتيه فكر وسواسي يقول له (من الذي قال لك أن الله واحد) وهو يحاول جاهدًا أن يجد الأدلة القرآنية والأحاديث ليقنع نفسه بذلك، هذه وسيلة خطأ، لأن الفكر الوسواسي أصلاً هو قائم على باطل، وإذا حاولت أن تُقنع نفسك بصورة منطقية استنباطية هذا ربما يثبت الوساوس، والإجابة الصحيحة لمثل هذا الفكر الوسواسي: (اذهب أيها الوسواس الحقير، اذهب أيها الوسواس الحقير، قف أيها الوسواس الحقير) وليس أكثر من ذلك، يجب أن لا نتطرق لنقاشها أو توصيلها أو محاولة ردها بصورة منطقية، وهذا خطأ يقع فيه الكثير من الإخوة الأفاضل.
الطريقة الثانية: أن تربط الوساوس بأمور منفرة ومرفوضة ومقززة، مثلاً الفكرة الوسواسية نربطها بالذهاب إلى بيت الخلاء، فيتخيل الإنسان الغائط أمامه ويفكر في هذه الفكرة الوسواسية.
طريقة أخرى هي أن توقع على نفسك الألم، وذلك بأن تضرب يدك على سطح قوي كالطاولة مثلاً، وتفكر في نفس الوقت في الفكرة الوسواسية، فإيقاع الألم على النفس والتفكير في الفكرة الوسواسية في ذات الوقت يُضعفها، ويجب أن تكرر هذه العملية السيكولوجية البسيطة عدة مرات، وهذا يسمى بفك الارتباط الشرطي، وهكذا..
إذن هنالك حيل سلوكية كثيرة جدًّا إذا داوم الإنسان على تطبيقها واقتنع بجدواها مع تناول الدواء، قطعًا سوف يتم الشفاء - بإذن الله تعالى - .
من المهم تمامًا أخي الكريم أيضًا أن تستثمر وقتك، وأن لا تترك مجالاً للفراغ ليتلاعب بك، لأن الوساوس تتصيد الناس أيضًا في أوقات الفراغ.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.