وسواسي يقوى أثناء العبادة ...فما توجيهكم؟
2011-06-19 09:37:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت مصابة بوسواس قهري منذ أربع سنوات، وهو ناتج عن الضغط النفسي، وقد ذهب جله ولله الحمد إلا قليلا منه.
لكن الوسواس يقوى قليلا أثناء العبادة كالصيام، فتنتابني حالة من القلق من مبطلات الصيام، وأحاول أن أقاومها، ولكن العجيب أن القلق اللاإرادي هذا يجعل ما أخشاه يحدث، كأن أبتلع ماء أثناء المضمضة، أو أن يدخل غبار بالصدفة إلى جوفي عندما كنت أعتقد أن يسير الغبار يضر بالصيام.
هل للتشاؤم اللاإرادي أثر في حدوث الأشياء؟ كما أن التفاؤل يجلب الخير كما في الحديث فهل العكس صحيح؟
هل يوجد تفسير علمي لهذه الحالة؟ وما سبل علاجها ومقاومتها؟ فأنا يهمني معرفة هذا الأمر كثيرا؛ لأنه إن كان لها علاج فأنا أحتاجه للحفاظ على صحة العبادات، علما بأني تخطيت مرحلة التوهم وسيطرتها -أي أني متأكدة تماما من حدوث هذه الأشياء ولست بواهمة-.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
الوساوس القهرية يعرف عنها أنها مرتبطة بمثيرات ومحفزات وروابط، فالوساوس تزيد وتنقص حسب هذه الروابط وهذه هذه المثيرات.
كما تفضلت وذكرت أن الوسواس يزيد قليلاً أثناء العبادة كالصيام، وهذا أمر ملاحظ، والوسواس عامة يزيد أيضاً في أوقات القلق، وما أسميته بالقلق اللاإرادي هو نوع يسمى بالقلق التوقعي -أي أن الخوف من الشيء يوقعك فيه وذلك من خلال حدوث ما يعرف بالقلق التوقعي- وهذا أيضاً أحد الروابط المعروفة فيما يخص الوساوس القهرية.
إذن هذا هو التفسير، وهذا كله يعالج بالتجاهل التام، والحرص على أن لا أحلل أو أجد تفسيراً دقيقاً لكل ما يتعلق بالوساوس؛ لأن ذلك سوف يزيدك، فإذن العلاج هو بالتجاهل التام وصد الفكرة ودفعها من خلال أنها فكرة وسواسية، لأن الخوف من القلق يؤدي إلى القلق.
هل لديك تجربة مع العلاج الدوائي أم لا؟! العلاج السلوكي جيد لكن اتضح وبما لا يدع مجالاً للشك أن كثيرا من الوساوس لا تستجيب للعلاج السلوكي لوحدها، والعلاج الدوائي يعتبر داعماً أساسياً للعلاج السلوكي.
نهاية الأمر أن الوساوس يمكن أن تعالج الآن بصورة جيدة وهذا لم يكن متوفرا قبل عشرين أو خمسة وعشرين عاما مثلاً.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.