ما علاج فرط الأكسجة في الدم؟
2011-07-27 11:04:30 | إسلام ويب
السؤال:
منذ (8) سنوات كنت طالبة، وفي الصباح الباكر وأنا ألملم أوراقي لبدء الدراسة، وسعيدة جداً بحياتي وبمعدلاتي الدراسية، شعرت بدوار، رغم أني كنت قد تناولت فطوري، وشعرت بزغللة وثقل بالرأس والجسم كاملاً، وفجأة ضيق تنفس سريع وقوين وحملت للمستشفى وأنا أصرخ: (أنا أختنق).
أعطوني إبرة وريدية، وتخطيط القلب كان سليماً، شخصه طبيب القلبية بفرط أكسجة بالدم، والله كلما أذكر -وأحاول ألا أذكر أبداً تلك الحادثة- أخاف وأندهش من فجأة المرض.
الآن مرت (8) سنين، وفي السنة الماضية وكنت حديثة الولادة، وعمر طفلي (4) شهور، فجأة ولكن لا أنكر فقط تعب جسدي، وفي منتصف الليل نفس الأعراض من عدم ارتياح في جسمي، عندما أحاول أن أغفو أتوتر أكثر عندما أغمض عيني، وفجأة كأن النفس انقطع عني.
ذهبت للطوارئ وأعطوني إبرة مهدئة بالوريد، حتى طبيب الطوارئ حينها بعد تخطيط القلب أعطاني حبتي أسبرين وحبة انديرال بسبب زيادة دقات قلبي، وفوراً حولني لطبيب القلب للتخطيط بالأمواج الصوتية، طبعاً طبيب القلب عندما شاهد التخطيط أخبرني بأني لست بحاجة لا للأسبرين ولا للتخطيط بالموجات، ولكني أصررت على التخطيط -والحمد لله- سليم مئة بالمائة، وهرمون الدرقية أيضاً طبيعي، وتحاليل الدم كلها طبيعية.
سؤالي: كل هذه الأعراض تأتيني فجأة بدون تمهيد، ولا أكون قادرة حتى أسعف نفسي وبدون أي ضيق مثلاً، فقط التعب الجسدي، فما سبب حالتي هذه من فرط الأكسجة، وكيف أقي نفسي منها، رغم أني أحب التفريغ النفسي وأتبعه، كيف أسعف نفسي، وما هي أسبابها؟ علماً بأنني عندما أعود للبيت لا آخذ أي علاج، فقط يخبرونني حالة طارئة لن تعود لك ولا داعي للقلق، ولكنني أريد أن أفهم ما الذي يحدث معي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زياد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما تعانين منه يسمى بتناذر فرط التهوية (زيادة عدد مرات التنفس) hyperventilation syndromme ويحدث فرط التنفس عند حصول خللٍ ما في تنظيم حركة التنفس، فيحدث ذلك عند وجود تأثيرات نفسية متعددة مثل:
- الخوف.
- الغضب.
- الألم.
- الاكتئاب.
- الانفعالات العاطفية والإثارة.
فيحس الإنسان بأن شيئاً سيخنقه، وأحياناً مع هذا الوضع يزداد التنفس عمقاً ويزداد عدد مرات التنفس، وهذه تؤدي إلى ما يسمى بفرط التهوية، وبالتالي هذا يؤدي إلى نقص نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم، وهذا يسبب دواراً وصداعاً، فأثناء عملية فرط التهوية أو زيادة مرات التنفس يخرج الإنسان مع هواء الزفير كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وكلما انخفض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم ضاقت الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض في حركة الدورة الدموية بشكل عام، ومنها كمية الدم التي تصل إلى الدماغ أقل من اللازم فيصاب الإنسان بدُوار، وقد يُغمى عليه.
كذلك تنخفض كمية الكالسيوم في الدم، مما يسبب ارتعاشاً في بعض العضلات والأعصاب، ويمكن أن يؤدي هذا الارتعاش إلى الشعور بالوخز الخفيف أو الشديد بالقرب من الفم أو في الصدر، أو تشنج في اليدين نتيجة نقص الكالسيوم في الدم، وتشبه بعض أعراض هذا المرض تلك الأعراض الخاصة بأمراض القلب أو الرئة.
وتشمل هذه الأعراض شعوراً بالضيق في الصدر، كما لو كانت الرئتان لا تتلقيان هواءً كافيًا، ويؤدي هذا الإحساس إلى التنفس بدرجة أسرع وأعمق، وقد يبدأ القلب في الخفقان وترتفع سرعة النبض، ومثل هذه الأعراض تزيد من القلق لدى الشخص المصاب، مما يجعل الحالة أكثر سوءاً، وقد تستمر الحالة لمدة نصف ساعة أو أكثر.
أما العلاج فيكون بتهدئة المريض، ومحاولة شرح الحالة له، ومحاولة إزالة عوامل الخوف أو الذعر المحيطة به، كما يمكن البحث عن أقربائه وأصدقائه ليُساعدوا على تهدئته، ويكون الهدف من التهدئة محاولة حث المريض على استخدام عضلات البطن (المقصود الحجاب الحاجز) في التنفس، ومحاولة أخذ نفس عميق أكثر، ولكن بوتيرة أقل من التسارع الذي يقوم به، إذ أنه لوحظ أن عدداً من مرضى فرط التنفس يتنفسون باستخدام العضلات العليا للقفص الصدري -دون استخدام عضلة الحجاب الحاجز- مما يزيد من شدّة معاناتهم من ضيق النفس، لذلك يتم نُصحهم بالتنفس العميق البطيء لتتحسن آلية التنفس، وليخف الشعور بضيق النفس.
ولرفع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم يتم الطلب من المريض التنفس في كيس ورقي، بحيث يقوم باستنشاق جزءٍ من هواء الزفير الذي تنفسّه، إلا أن بعض المرضى ومع حالة الهيجان التي تصيب المريض قد يصعب عليه استخدام هذه الطريقة، فإنه قد يشعر أنه سيختنق، إلا أن هذه الطريقة قد تكون فعالة في بعض المرضى، وفي الحالات الحادة والتي لا يمكن بها تهدئة المريض بالتحدث إليه، فباستخدام المهدئات -كما تم عمله معك-.
أما على المدى الطويل فإن علاج فرط التنفس يكمن في البحث عن أسباب الانفعال النفسي وعلاجها، وهذا يتطلب أحياناً عرض المريض على الاختصاصي أو المعالج النفسي، فإن حصلت الأعراض فيجب عليك أن تحاولي إن حصلت لك أن تبطئي النفس، ويكون بعمق، وذلك باستخدام عضلات البطن، أو أن تتنفسي داخل كيس من الورق أو النايلون، بأن تضعي الكيس أو أن يضعه أحد من الأقارب على أنفك وفمك، وبالتالي يكون التنفس من هواء الكيس، ويخرج الزفير أيضاً إلى الكيس، وبهذا تخف الحالة بسرعة.
كما أن كثيراً من المرضى الذين يعانون من هذه الحالة يستطيعون ممارسة وسائل أخرى لتخفيف الإرهاق والإجهاد لديهم، وذلك للسيطرة على قلقهم.
نسأل الله لك تمام الصحة.