الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك على رسالتك، ونحن نتقبلها بكل صدر رحب، ورسالتك ليست طويلة، إنما هي تعبير كامل عن مشاعرك.
أقول: أولاً: يجب أن نحدد التشخيص بالنسبة لحالتك، ولا يمكن تأكيده إلا من خلال مقابلة الطبيب والجلوس معه، وربما تحتاج لأكثر من مقابلة.
الطبيب الذي ذكر لك أنك تعاني من اكتئاب ربما يكون محقًّا في ذلك، ولا بد أن تكون له معايير وأسس على ضوئها قام بوضع التشخيص، ومن ثم أعطاك العلاج اللازم.
عقار دباكين كرونو الذي وُصف لك يستعمل في بعض حالات الاكتئاب، ولكنه يستعمل أكثر كمثبت للمزاج، وما دام الطبيب قد وصفه لك فأنا أعتقد أن تقدير الطبيب أنه ربما نوعية الاكتئاب الذي تعاني منه هو إما اكتئاب غير مطبق أو اكتئاب ثنائي القطبية، أو شيء من هذا القبيل. فأنا أنصحك حقيقة أن تراجع الطبيب.
التوقف عن الدواء دون مشورة الطبيب ليس أمرًا صحيحًا، أقول هذا الكلام مع احترامي الشديد لمشاعرك، وأنا أعرف أن الناس كثيرًا ما تتضايق من هذه الأدوية، لكن هذه الأدوية مهمة لأنها على الأقل سوف تمنع التدهور في الحالة النفسية للإنسان، هذا في أبسط الأحوال، والمرجو منها بالطبع أن تساعد في التحسن، فدرجة الانفعالات التي لديك الآن والأفكار الانتحارية وخلافها، أعتقد أن هذه تحتاج إلى مساعدة علاجية دوائية، وتوجد بدائل دوائية كثيرة جدًّا، هنالك أدوية ممتازة من مثبتات المزاج مثل كربونات الليثيوم، وهنالك دواء آخر يعرف باسم (إبليفاي) هذه الأدوية لا تسبب النعاس، إنما تجدد الطاقات بصورة إيجابية جدًّا.
فيا أخي الكريم: أنا أعتقد أن الحل الأساسي والضروري لموضوعك هو أن ترجع إلى الطبيب وأن تحاوره وأن تطرح له رؤيانا هذه التي ذكرناها لك، وأنا متأكد أنك سوف تجد كل العناية والتقدير من جانبه.
الأمر الآخر: الإنسان حين تتطاير أفكاره وتتداخل ويكون هنالك تأثير سلبي على مزاجه ينظر للأمور بتشاؤم كثير جدًّا، لكني أنا أريدك أن تغير هذه النظرة، فأنت لديك إيجابيات كثيرة الحمد لله تعالى، فأنت في بدايات الشباب، طالب جامعي، لديك أسرة، هنالك أشياء طيبة وجميلة يمكن أن تبني عليها ومن خلال التفكير الإيجابي، وإن شاء الله تعالى سوف تجد أن الأمور قد تحسنت.
الإنسان دائمًا يتحرك من خلال ثلاثة أشياء (التفكير، والشعور، والسلوك/الأفعال) والإنسان إذا رأى أي خلل في أحد هذه الثلاثة لا بد أن يصحح ذلك، وإذا صحح الإنسان أحد هذه المحاور فقط سوف يكون هنالك عائد إيجابي عظيم جدًّا على المحورين الآخرين.
فيا -أخي الكريم-: يمكنك أن تسعى بجدية صارمة لأن تحكم على نفسك بأفعالك، وليس بمشاعرك.
حاول أن تطبق، أن تنفذ، أن تعمل، أن تدرس، أن تعلم، أن تصر، أن تكافح، هذا في نهاية الأمر ينتج عنه تغيرات كبيرة جدًّا في السلوك وكذلك في المشاعر وفي التفكير.
أنت الحمد لله تعالى لك مقدرات، فأنت تكتب الشعر، ولك مقالات في الأدب والدين والسياسة، ومثقف وقارئ، ولديك مكتبة، هذا رصيد إيجابي أساسي، فما الذي يجعلك تيأس؟ ما الذي يجعلك تفكر في الانتحار؟ فأرجو -أخي الكريم- أن تغير فكرك، وأعتقد أن لديك فرصة عظيمة جدًّا لأن تكون أكثر إيجابية.
نحن الآن في شهر التوبة والغفران، وفي شهر رمضان، فأكثر من الاستغفار، وعليك بالدعاء، وعليك بالذكر وقراءة القرآن، واسع لأن تكون بارًا بوالديك، فهذا يفتح عليك خيري الدنيا والآخرة، هذه مسارات لا بد أن تصححها، هذه أخطاء لا بد أن تتجنبها، والإنسان إذا لم يبدأ بتغيير نفسه يجب أن لا يطالب الآخرين بأن يتغيروا.
أنصحك مرة أخرى بالذهاب لمقابلة الطبيب، وأبشرك بأنه توجد خيارات علاجية دوائية كثيرة جدًّا، وأنا أعطيتك بعض الأمثلة البسيطة لذلك.
أسأل الله لك العافية والصحة، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.
وللفائدة راجع هذه الاستشارات عن:
تحريم الانتحار
262983 -
110695 -
262353 -
230518.