الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد يكون ما تشتكي إفرازاً طبيعياً وليس إنتاناً، وسببه تخريش المنطقة بسبب نكشها، ورفع أو إزالة زغابات القطن التي فيها والتي تأتي من القميص الداخلي القطني الملامس للبدن، والدليل على ذلك هو أنها غير مؤلمة ولا حاكة، بينما الالتهاب ينبغي أن يصاحبه ألم، ويدل على ذلك أيضا لو كانت نتيجة المزرعة سلبية.
هذا وقد يتماشى الوصف جزئيا مع تشخيص التهاب السرة القيحي، وما يهيئ لالتهاب السرة هو الرضوض الموضعية سواءً تفريغها ونكشها واللعب بها، أو أي تداخل جراحي مجاور لها.
أحيانا تكون بسبب تكون ناسور من البطن إلى منطقة ما حول السرة، وهنا تصبح الحالة جراحية للتدخل وإصلاح الناسور جراحيا، ولكن ذلك يحتاج توثيقا، وإجراءات تشخيصية خاصة.
قبل ذلك يجب أخذ مسحة أو عينة للزراعة الجرثومية، وتحديد نوع الجرثوم، ثم اختبار الأنتي بيوغرام، والذي بناءً عليه تتحدد المضادات الحيوية المفيدة من غيرها، ويجب عدم التساهل في الأمر، وأخذه بجدية دون خوف، واطمئنان دون إهمال.
قد يكون المضاد الذي استعملته ليس هو المناسب لنوع الجرثوم الذي عندك فلم تتم الفائدة، والحل ليس في الجراحة بل بتأكيد الإنتان من خلال المزرعة، وبتأكيد المضاد الحيوي المناسب من خلال الأنتي بيوغرام، وأخذه بالجرعة المناسبة، والمدة المناسبة.
بعدها إن لم يتم التحسن نأخذ رأي الجراح لنفي أو إثبات وجود سبب جراحي لهذه الشكوى، ولا نذهب للجراح ليجرح دون أن ندري أو دون أن يدري هو، بل الأمر فيه تعقل وفحص وإجراءات تشخيصية، وبعدها تشخيص، وبعده احتمالات للعلاج وبعده اختيار وبعده تنفيذ.
وعلينا ألا نظن أن الجراح يجرح كل من يزوره هكذا لأنه جراح، والجراحة لو تم اتخاذ القرار بها تتفاوت في طبيعتها، وطريقتها حسب الحالة، فقد تكون صغيرة وبسيطة، وقد تكون أكبر من ذلك، والذي يقرر هو الجراح الفاحص المعاين، وبمناقشة الحالة مع المريض، وتبيان ما وجد، والطريقة التي سيقوم بها واحتمالاتها.
إذن: عليك بمراجعة الطبيب لأخذ المزرعة، ووصف المضاد الحيوي بالنوع المناسب، والجرعة المناسبة، وكل شيء سيكون على ما يرام خلال فترة بسيطة بإذن الله فإن لم تتم الفائدة نستشير الجراح في الخطوة التالية إن كانت جراحية.
أما تنظيف السرة فيرجى مراجعة الاستشارة رقم
273360.
والله أعلم.