أصبت بتسمم في الحمل الماضي وأخشى تكراره، فما هي توجيهاتكم؟
2011-09-12 10:15:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أسأل الله لنا ولكم العفو والعافية
أنا امرأة متزوجة، وبعمر 24سنة، أصبت بـتسمم الحمل في حملي الأول ولم أكتشفه إلا في الشهر السابع.
لقد كان ضغطي في الأشهر السابقة طبيعيا جداً، إلى أن وصلت لمنتصف الشهر السابع، فجأة بدأ ضغطي يرتفع تدريجيا 14|10فما فوق ولم أتناول خلالها أي نوع من أنواع حبوب الضغط، لأن طبيبتي لم تصف لي شيئاً لأنه لم يكن هناك فترة بين عارض ارتفاع ضغطي وولادتي سوى ثلاثة إلى أربعة أيام, أعني أن مسألة الضغط كلها طرأت علي بشكل مفاجئ، إلا أنه كان هناك عارض واحد وهو أنني عانيت من انتفاخ وتورم في كل جسمي وزيادة كبيرة في وزني إلا أن طبيبتي قالت لي أن هذا الأمر طبيعياُ وكله مجرد انتفاخات حمل, وعندما لاحظت أن ضغطي تصاعد فجأة إلى 17|10ذهبت إلى المستشفى ووضعوني تحت المراقبة لمدة يومين، وأعطوني مخفضات الضغط، ولكن ضغطي بقي مرتفعاً، فقرروا إجراء عملية قيصرية والحمد لله نجوت أنا وابني من هذه المحنة.
الآن أخشى جداً الحمل مره أخرى خوفاً من تكرار التسمم لأني أعرف حقيقة أنه يشكل خطراً كبيراً على حياة الأم.
لذا أريد السؤال:
هل يتكرر تسمم الحمل؟ وإذا تكرر: هل من أدوية تحد منه وتمنع خطورته على حياتي؟ وفي فترة الحمل متى يجب أخذ هذه الأدوية والتوقف عنها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فخر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن نسبة حدوث تسمم الحمل هي أعلى في الحمل الأول, وإن سبب حدوث هذه الحالة لم يعرف بشكل مؤكد، ولكن هنالك بعض النظريات الحديثة التي ترجح أن سبب حدوثه هو وجود عدم توازن في مجموعة من الهرمونات أو المواد الكيميائية التي لها مفعول متعاكس على جدران الأوعية الدموية في جسم الأم خلال الحمل, فتحدث انقباضات وارتخاء بشكل غير متوازن في أوعية الرحم، مما يجعل تعشيش المشيمة غير طبيعي في داخل الرحم, حيث تحدث زيادة في مقاومة الأوعية الدموية فلا يسير فيها الدم بانسياب طبيعي, ويزداد حصيلة القلب وتكون النتيجة حالة تسمى تسمم الحمل, قد تتطور لا قدر الله إلى حدوث الارتجاج الحملي إن لم تعالج في الوقت المناسب.
بالنسبة لسؤالك الأول أقول لك: نعم قد يتكرر تسمم الحمل في الحمول القادمة أما نسبة التكرر، فهي تعتمد على عدة عوامل أهمها: درجة ارتفاع الضغط في الحمل السابق، وعمر الحمل عندما حدث التسمم.
ومن المعلومات الواردة في رسالتك، فإن نسبة تكرر التسمم الحملي في الحمل القادم هي تقريبا 35% والله أعلم, أي هنالك احتمال 65 % أن لا تتكرر الحالة عندك في الحمل القادم , واحتمال 35% أن تتكرر لا قدر الله.
لا توجد فحوصات مؤكدة يمكن اعتمادها لتشخيص الحالة بشكل مبكر، أي قبل حدوثها, ولكن هنالك بعض الفحوصات التي قد تشير أو توحي بذلك, منها تحليل نسبة الكالسيوم إلى الكريانينن في البول, وكذلك تحليل لمادة اسمها الفيبرونكتين في الدم, فارتفاع هذين التحليلين قد يشير إلى احتمالية أن الحالة ستتكرر, ولكن هذا ليس بشكل مؤكد دائما.
بالنسبة لسؤالك عن الوقاية، فالدراسات الحديثة أظهرت بأن إعطاء الكالسيوم بكمية 2 غرام يوميا للحامل ابتداءً من الأسبوع الـ15 من الحمل والاستمرار عليه إلى نهاية الحمل, يفيد كثيرا في تقليل نسبة تكرر التسمم الحملي, وكذلك تناول أسبرين الأطفال حبة يوميا فور ثبوت الحمل ولغاية 34 أسبوع، تبين بأنه يقلل في حدوث تسمم الحمل أيضا, وحاليا يتم استخدام كلا الدواءين -أي الكالسيوم والأسبرين- للوقاية, فقد تبين بأنها تقلل النكس وتطيل مدة الحمل وتزيد في وزن الجنين بإذن الله تعالى.
بالطبع يبقى الشيء الهام والأساسي هو المتابعة المنتظمة عند الطبيبة وبفترات متقاربة, لكشف أي تغير مبكر، وأخذ الاحتياط والعلاج اللازم
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك الصحة والعافية.