هل رفضي للخاطبين وهم على قدر من الدين يغضب الله تعالى علي؟
2011-11-21 09:52:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أثق فيكم إخواني الأفاضل لذلك طرحت حالتي بعد تردد كبير، أنا فتاة في عمر الخامسة والعشرين، حاصلة على شهادة عالية، وعلى قدر عال من الجمال بفضل من الله، وعلى خلق أحسبه عند الله كذلك.
المشكلة أني رفضت 35 خاطبا، وكل مرة يأتي فيها خطيب أرفضه، مع أني أريد أن أتزوج، وأستقر، وأن أكون أما، لكن كل مرة أستخير فيها بعدها أرد الجواب بالرفض، وكل سنة عن سنة أرفض، حتى أنهم أصبحوا يخافون أن يتقدموا لخطبتي، وأهلي يعاملونني بقسوة شديدة، (أبي وأمي) بسبب رفضي المتكرر، حتى أن أبي يريد أن يزوجني رغما عني، وأنه لن يأخذ بمشورتي، ويهددنني بهذا الكلام مرارا، فهل يحق له ذلك؟
المشكلة يا إخواني الأفاضل، والله أريد أن أتزوج، لكني أجدهم غير مناسبين أو أني لا أرتاح لهم نفسيا، وأصبحت أخاف جدا كلما تقدم لي أحد، لأنني أعرف أني سأرفض، وأني أغضب أبي وأمي علي، وأنا أحبهم جدا، وبارة لهم في كل شيء، وأحب على أن أكون تحت أقدامهما، لكني أخالفهم في مسالة الزواج، ولا أستطيع الموافقة لمجرد إرضائهم، لأن هذه حياة ومسؤولية وقرار العمر كله.
هل بسبب رفضي للخاطبين وهم على قدر من الدين يغضب الله علي؟ بناء على الحديث الشريف: (من أتاكم من ترضونه دينا فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) هل الله سيسخط علي؟ أم أن رزقي لم يأت بعد؟
الحالة النفسية التي أنا فيها صعبة جدا، لدرجة أني قد لا آكل لثلاثة أيام، وبعدها آكل القليل للعيش فقط، وتركت عملي مرتين لأنني لا أعرف التركيز في العمل، وأصبحت انطوائية جدا في بيتي، ولا أتعامل مع أقاربي أو صديقاتي، ولا أستطيع النوم من كثرة التفكير، كما أني أكون خائفة دائما بدون سبب، لا أعرف لماذا! خاصة عندما أعرف أن هناك متقدما آخر، تكون نفسيتي صعبة وخائفة جدا! خسرت الكثير من وزني لقلة أكلي, ودائما أكون متعبة بالرغم من أني حاليا لا أعمل أي شيء.
الذي أريده توضيحه من فضلكم هل أنا مخطئة أم أن رزقي لم يأت بعد؟ وهل يحق لوالدي أن يزوجني رغما عني؟ وما هي نصيحتكم لي جزاكم الله خير الجزاء, من فضلكم أرجو الرد علي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اليائسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك ثقتك فينا، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.
لا شك أيتها الكريمة أن الزواج قدر من أقدار الله قدر لك قبل أن تخلقي، ولكن الله تعالى قدر المقادير وجعل لها أسبابًا، فلا ينبغي للإنسان أن يعطل الأسباب متكلاً على قدر الله تعالى، فإنه كما يشعر بالحاجة إلى الأكل لدفع قدر الجوع فإذا أكل دفع عنه هذا القدر، وإذا ظمأ شرب ليدفع عنه هذا القدر، فكذلك الزواج قدر من أقدار الله تعالى، لكن ينبغي للإنسان أن يأخذ بالأسباب الممكنة المشروعة، وما تفعلينه ليس صوابًا من رفض الخطاب، لاسيما وقد بلغوا هذا العدد الكبير.
نحن نوصيك وننصحك بأن تقبلي بمن ترضين دينه وخلقه، وهذا خير لك بلا شك، ونصيحتنا لك بأن تكثري من ذكر الله تعالى وملازمة الأذكار في الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، وأن تقرئي على نفسك القرآن، لاسيما المعوذتين (قل أعوذ برب الفلق) (قل أعوذ برب الناس) (قل هو الله أحد) وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، فإن فيها تحصينا - بإذن الله تعالى - من عين العائنين وحسد الحاسدين.
وأما عن إجبار والدك لك بالزواج فإن العلماء مختلفون هل يجوز للأب أن يجبر ابنته البكر على الزواج؟ أو ليس له ذلك؟ فكثير من العلماء يرون بأنه له أن يجبرها على ذلك لأنه أدرى بمصلحتها، فهو يعرف الرجال، وهذه المعرفة اقترن بها رحمة الوالد بابنته، فمن ثم فإن الأب ينظر لابنته النظر السديد، وفريق آخر من العلماء يرى بأن الأب ليس له أن يجبر ابنته عن الزواج.
ونصيحتنا لك أن لا تدخلي في هذا الموضوع، وأن لا تجعلي نفسك إلى البحث والسؤال فيه، وذلك بأن توافقي على من يتقدم لخطبتك إذا رضيته خلقه ودينه، ورأيت فيه الرجل المناسب لك، فلا ينبغي أبدًا تأخير الزواج، لاسيما وأن السنوات إذا تعاقبت عليك ربما قلَّ بعد ذلك الراغبون في الزواج بك، وربما ندمت حين لا ينفع الندم.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير وييسر لك الزوج الصالح المناسب، والله الموفق