أفكر في التفاهات حتى أصل للوسواس والاكتئاب
2011-11-21 09:31:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم هذا الموقع الرائع الذي ساعد الكثير من الإخوان والأخوات على تخطي الكثير من الصعاب، والحالات النفسية، والفضل بالتأكيد يعود لكم بعد الله سبحانه وتعالى.
مشكلتي: أنا شاب عمري 22 سنة، وأنا حديث التخرج من الجامعة، تأتيني حالة من "تجمع الأفكار" بمعنى أنني أفكر مثلا أن أذهب للبقالة لشراء غرض ما، وأفكر في زيارة صديق قديم، وأقف على الميزان فأرى وزني زائدا، وأنظر للمرآة فأرى حبوبا على جبيني، وأمسك الجوال وأرى هناك خدشا على جانب الجوال.
لو تلاحظون أنها كلها أمور تافهة، أريد أن أحلها كلها، وأجلس أفكر فيها إلى أن تصيبني حالة اكتئاب، وحتى لو حليت بعضها لا أرضى بالحل، وأحاول البحث عن حل ثان، وهذه الأمور تتراكم، وتزيد بشكل كبير جدا وبعض هذه المشكلات الصغيرة يستمر لأكثر من الشهر.
هذه الحالة دائما وبشكل متكرر تأتيني وهي تزعجني جدا، وهذه الحالة تأتيني في غالب في الأوقات مثل وقت الفراغ اليومي والعطلات ووقت العمل أيضا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نبارك لك التخرج من الجامعة، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بما تعلمته، وأن يزيدك علمًا، وأن تجد -إن شاء الله تعالى- العمل الذي يناسبك، فهذا ضروري.
تداخل الأفكار وتطايرها وتشابكها وسطحيتها، هي علامة من علامات القلق البسيط ذي الطابع الوسواسي، وهذه نشاهدها لدى بعض الشباب، وهي في طبيعتها وسواسية كما ذكرت، وكما تفضلت أنت هي دائمًا مرتبطة بالفراغ وعدم استثمار الوقت بصورة صحيحة.
الإنسان في بعض الأحيان يواجه نفسه ويعايشها عن قرب أكثر، وحين لا يجد ما هو مفيد يفكر فيه، تجد هذه الأشياء البسيطة من أفكار وأفعال تتداخل عليه، وتقتحم خياله وتفكيره، وهذه الأفكار أيضًا قد تكون دليلاً على شيء من الإحباط البسيط، فالإنسان بعد أن يتخرج من الدراسة ويفرح لتخرجه، بعد ذلك يبدأ في مواجهة سوق العمل، وهذا قد يكون متعلقًا بكثير من الإحباطات في بداية الأمر، لكن - إن شاء الله - الأمور سوف تسير على خير.
لا تنزعج، فالظاهرة ظاهرة شبه طبيعية في هذه المرحلة العمرية، حاول أن تتجاهلها تمامًا، وأرجو أن تركز على فكرة واحدة مفيدة، وتحاول أن تتدارسها بصورة دقيقة، ونصيحتي لك أيضًا أن تمارس الرياضة، فالرياضة فيها خير كثير جدًّا لامتصاص هذه الشوائب النفسية القلقية البسيطة، وأنصحك بأن تدير وقتك بصورة جيدة، فخصص وقتا للرياضة كما ذكرنا، ووقتا للراحة، وزيارة الأصدقاء، وتغيير نمط الحياة، الفاعلية الاجتماعية الجيدة، الانخراط في العمل التطوعي، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن... إلخ.
حين تدير وقتك بصورة صحيحة سوف تحس بقيمة ذاتك، وسوف يسيطر عليك ما هو أهم، لذا تجد هذه الأفكار الطفيلية المتداخلة سوف تتقلص بإذن الله تعالى.
أخيرًا: إن كان الأمر مزعجًا لك بدرجة كبيرة فأقول لك: يمكن أن تتناول دواء بسيطًا جدًّا يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين)، الجرعة المطلوبة في حالتك هي أقل جرعة، وهي خمسون مليجرامًا، تتناولها ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذه ليست حالة مرضية، إنما هي ظاهرة اعتبرها عابرة، وإن شاء الله باتباعك لما قلناه لك سوف تجد أن الأمور قد تبدلت وأصبحت أكثر إيجابية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.