الإجهاد النفسي والدوخة.. أتعباني كثيراً
2011-11-23 12:52:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من إجهاد نفسي منذ سنين، بسبب مشاكل أسرية، وكنت طبيعية خلال مرحلتي الثانوية، ولكن بعدها أصبت بوسواس، ولم أجد له علاجا إلا في الصلاة.
لم أتحسن بالكامل، ولكن أمي تقول لي إني مجنونة عندما أطلب منها زيارة طبيب نفسي! ومشكلتي الأساسية أني عندي دوخة مثل موج البحر، أنا عصبية، ولا أعرف اسم دواء يهدئ الأعصاب، وأشعر دائما أن هناك شيئا ثقيلا يضغط علي رأسي، وأشعر بتيبس في منطقة الرقبة والركب، وكل ما زادت العصبية زادت الدوخة.
أقل صوت مفاجئ يفزعني! حتى لو كان صوت أمي ينادي على أحد من إخوتي.
للعلم أني أعاني من التهاب شبه دائم في حنجرتي وسخونة في منطقة الرقبة والرأس تظهر مع الإجهاد، جربت أو جمنتين وشرب عسل بالزعتر، وكل شيء لم يأت بنتيجة! فهل يمكن أن الضغط النفسي يؤثر على الشفاء من أيسر الأمراض؟ وهل يوجد دواء يساعد حالاتي؟
أريد نصيحة ودواء يهدئ أعصابي نتيجة الضغط النفسي، ودواء للدوخة وجرعات، لأني خائفة إذا زادت الدوخة أكثر سأفقد القدرة أن أكون طبيعية، تحملت كثيرا لكن الدوخة صعبة جدا، فأرجو المساعدة!
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fatma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فيظهر أنك تعانين من حالة بسيطة مما يسمى بالقلق الوسواسي، والأعراض الجسدية، خاصة الدوخة هي التي تشكل مصدر الإزعاج بالنسبة لك.
ما تقوله والدتك حين تطلبين منها زيارة الطبيب النفسي: أرجو أن لا تلوميها على ذلك، فهنالك مفاهيم خاطئة كثيرة جدًّا منتشرة بين الناس، وبكل أسف الطب النفسي قد وصم ونعت بنعوت وأوصاف ليست سليمة، لكن -الحمد لله تعالى- الآن الأمور قد تحسنت كثيرًا، وأصبح هنالك قبول وتعديل في مفاهيم الناس.
الناس الآن تقبل على الطب النفسي بكل إقدام واستعداد، وفوائد العلاج أصبحت ملموسة ومعروفة، ومثبتة وقائمة على الدليل.
يمكن أن تتحاوري مع والدتك مرة أخرى، وتقولي لها إننا ذكرنا لك أنك تعانين فقط مما يسمى بالقلق الوسواسي، وهذا يمكن علاجه بتناول بعض الأدوية النفسية البسيطة، وكذلك بممارسة تمارين الاسترخاء، ومن خلال التفكير الإيجابي.
إذا اقتنعت والدتك بالذهاب إلى الطبيب فهذا أمر جيد، وإذا لم تقتنع فعليك بأن تتدربي على هذه التمارين فهي مفيدة جدًّا، خاصة في الانشدادات العضلية، مثل التي تعانين منها، ولا شك أن الضغط النفسي هو السبب الرئيسي في ذلك.
للتدرب على هذه التمارين يمكنك أن تتصفحي أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
نصيحتي الأخرى لك حتى تقللي من الاحتقانات النفسية والانفعالات السلبية أرجو أن تكوني معبرة عن نفسك، فلا تتركي الأمور البسيطة تتراكم وتحتقن، لأن الاحتقان النفسي الداخلي يسبب الكثير من الأذى لصاحبه، والذي يظهر في شكل نوبات عصابية وانفعالات سلبية.
أرجو أن تمارسي أي نوع من الرياضة يناسب الفتاة المسلمة، لأن في هذا خير كثير لك.
أرجو أن تكون لك مشاركات إيجابية، خاصة في محيط الأسرة، وأن تكوني بارة بوالديك، وأن تتواصلي اجتماعيًا، وأن تجتهدي في دراستك، وتطوري مهاراتك الأكاديمية، هذا -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير لك، ويساعدك على التأهيل النفسي بصورة جيدة جدًّا.
بقي أن أقول لك الأدوية كثيرة جدًّا ومتعددة، وإن شاء الله تعالى كلها مفيدة.
من الأدوية التي أراها جيدة في مثل حالتك هو العقار الذي يعرف تجاريًا في مصر باسم (موادبكس)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، الجرعة المطلوبة هي نصف حبة - أي خمسة وعشرون مليجرامًا - يتم تناولها ليلاً، وتستمرين عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ترفع إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء، الدواء دواء فعال، جيد جدًّا، وممتاز.
بعد أن تتناولي الدواء وتطبقي الإرشادات التي ذكرناها لك، إذا لم تتحسن حالتك بعد شهر، فأعتقد هنا مقابلة الطبيب تصبح ضرورية، وربما تحتاجين أيضًا لمقابلة طبيب الأنف والأذن والحنجرة إذا كانت الدوخة لا زالت تلازمك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك كثيرًا على التواصل مع إسلام ويب.