القولون التقرحي وما يسببه من قلق ومخاوف
2011-12-06 08:32:13 | إسلام ويب
السؤال:
بدأت مشكلتي قبل سنة من الآن, وظهر لي القولون التقرحي, أخذت دواء الكورتيزون لمدة ستة أشهر مع دواء البنتاسا, وأوقفت ( الكورتيزن) قبل خمسة أيام، كانت حالتي شبه طبيعية خلال الأربعة شهور الأخيرة, إلا أني بعد إيقاف (الكورتيزون) بدأت أشعر بخوف شديد من حدوث انتكاسة لي, وكذلك قرأت في المواقع أن الكثير من الناس يقولون: نعاني ونتعذب من القولون منذ عدة سنوات ولم نتحسن، وأنا الآن خائف بشدة من عودة الانتكاسة, وبدأت أشعر باضطراب في القولون (غازات).
مشكلتي الكبيرة هي القلق والخوف الشديد من الانتكاسات, والخوف من المرض المزمن, وحالة الخوف من المرض تلازمني بشدة منذ أن كنت صغيرا, وكل مرض أقرأ عنه وأسمع به أشعر بأنني مصاب به.
صديقي الدكتور نصحني بتناول دواء (cipralex 10) حبة يوميا، واليوم بدأت به, فما رأيكم بهذا الدواء؟
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالحمد لله أن المرض في هجوع, ودواء البنتاسا يمكن أن يضبط المرض لفترات طويلة, وأهم شيء هو متابعة العلاج, وعدم التوقف عنه إلا بإرشاد الطبيب, والخوف من عودة المرض لن يذهب عنك المرض, وإنما قد تؤثر الحالة النفسية على الأمراض العضوية, والوضع النفسي للإنسان قد يتسبب في نشاط المرض وانتكاسته, والضغوطات النفسية من أحد أسباب انتكاس المرض.
كما تعلم فإن هذا المرض يتميز بطبيعته أنه يمكن أن ينتكس, لابد وأنك تعلم ذلك, إلا أنه أيضا -وفي نسبة 20 %- يمكن أن يكون خفيفا وينتهي.
تفهم المرض يساعدك على التعايش معه, ويجب أن تعلم أن المرض حصل عندك ليس بسبب أي شيء خطأ عملته لنفسك, وإنما أولا وآخرا هو ابتلاء من الله تعالى, وإرادة الله أنه يريد أن يرفع من مقامك, ويزيد من حسناتك كلما حمدته على ما حصل معك, والصبر الجميل هو الصبر بلا تذمر ولا ضجر، والله يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب.
______________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد حمودة اختصاصي الأمراض الباطنية والعظام
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم اختصاصي أول الطب النفسي وطب الإدمان:
______________________________________________
أخي أحمد: كما أشار لك الأخ الدكتور محمد حمودة، فهذه الحالة يجب أن لا تكون مزعجة لك؛ لأن الانزعاج الشديد حيالها يسبب ضغطاً نفسياً عليك، والضغط النفسي هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى انتكاسة مرضية، وما دمت قد جربت التحسن سابقاً فاعلم -يا أخي-: أن هذا التحسن قد يستمر معك مادمت صابراً ومواظباً على التعليمات الطبية, ولديك إرادة التحسن.
بالنسبة للخوف والمخاوف المرضية فهي كثيرة ومنتشرة، فالأدوية المضادة للمخاوف والمحسنة للمزاج تساعد كثيرا في اختفاء الخوف -إن شاء الله تعالى- وكذلك تحسين المزاج، وقد أحسن الأخ الذي نصحك بتناول عقار سبرالكس والذي يعرف باسم (استالوبرام Escitalopram) وهو دواء فعال وممتاز جداً, استمر عليه لمدة ستة أشهر على الأقل، أنت لم تحدد الجرعة التي بدأت بها، لكن عموماً إذا بدأت بــ(5) مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10) مليجرام, فيمكنك أن ترفع الجرعة إلى (10) مليجرامات بعد عشرة أيام من بداية العلاج، أما إذا بدأت بــ (10) مليجرام منذ البداية فلا بأس في ذلك أبداً، استمر على نفس الجرعة -أي (10) مليجرام يومياً-, تناوله لمدة خمسة أشهر, وبعد ذلك خفضها إلى (5) مليجرام يومياً لمدة شهر, ثم (5) مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر, ثم توقف عن تناول الدواء.
هنالك دواء آخر نعتبره دواءً مساعداً للسبرالكس, دواء يعرف باسم سلبرايد, وهو من الأدوية الممتازة جداً لعلاج القلق التوتري, وكذلك الحالات النفسوجسدية -خاصة المتعلقة بالجهاز الهضمي-، وهو في ذات الوقت دواء سليم جداً، جرعة السلبرايد هي أن تبدأ بكبسولة واحدة في الصباح, وقوة الكبسولة (50) مليجرام لمدة أسبوعين, وبعد ذلك ترفعها إلى كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين, ثم كبسولة واحدة في المساء لمدة شهر, ثم تتوقف عن الدواء، وهذه أدوية طيبة وفعالة ومفيدة, وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.