كيف أتعامل مع والدتي التي تعاني من مرض السكرى وعدم التركيز؟
2011-12-08 11:45:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والدتي تبلغ من العمر أربعة وخمسين عاما، مريضة بالسكر، ومؤخرا مرضت بضمور في خلايا المخ؛ مما أثر على تركيزها في الكلام، وأصيبت بالبكاء المستمر، وقد تصل الأمور بها إلى أنها تضرب زوجتي الحامل التي لا تمل من خدمتها، وتتبول لاإراديا، فهي لا تهدأ إلا بالمهدئات والمنومات التي يكتبها الدكتور.
بالله عليكم، أنا أتمزق حزنا عليها، ولا أملك لها إلا الدعاء، وأخدمها أنا وزوجتي وأبي المريض.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سؤالك واستفسارك وبحثك عن الطرق التي تساعد بها والدتك أسأل الله تعالى أن يكون نوعا من البر بها، وأقول لك -إن شاء الله تعالى- أنه قد فُتح لك باب من أبواب الجنة، فهذه الوالدة -شفاها الله وعافاها- من الواضح أنها تعاني من علة العته -أي الخرف- والذي قد يكون سببه مرض السكر الذي أدى إلى جلطات صغيرة متعددة في بعض أجزاء الدماغ، أو قد يكون ناتجًا من علة تسمى بعلة الزهايمر، وهي من أكبر أسباب الخرف خاصة عند النساء، وضعف التركيز والاضطرابات السلوكية التي تعاني منها الوالدة والتبول اللاإرادي هي سمات رئيسية لعلة الخرف أو العته.
الأمر أخي الكريم يتطلب منك الصبر، ويتطلب منك الاحتساب، ويتطلب منك أن تشمّر عن ساعدك من أجل أن تخدم والدتك وتبرها وتحسن إليها كما أحسنت إليك، وأنا على ثقة تامة أن زوجتك الحامل سوف تساعدك في هذا السياق.
بالنسبة للأدوية: هنالك أدوية تساعد في تعديل السلوك، لكن أكون معك واضحًا لا أعتقد أنه يوجد دواء فعلي لتحسين الذاكرة. هنالك أدوية ذُكرت منها عقار يعرف باسم (إبيكسيا) وهناك دواء آخر يعرف باسم (آرسبت) لكنها أدوية مكلفة وجدواها غير مضمون، ولا أريدك أبدًا أن تتعب نفسك فيما يخص ذلك، ولو تمكنت وذهبت إلى طبيب نفسي وجعلته يفحص الوالدة مرة واحدة ويوجه لك العلاج هذا قد يكون أفضل.
هنالك مهدئات سليمة وطيبة تُعطى في مثل هذه الحالات مثل عقار هلوبريادول يعطى بجرعة صغيرة ليلاً، أو عقار رزبريادال، أو عقار سوركويل، أو زبركسا، هذه كلها أدوية متوفرة، لكنها حساسة جدًّا خاصة مع كبار السن، لذا أنا دائمًا أنصح بأن يكون هنالك نوع من الإشراف الطبي.
تحين الفرص التي تكون والدتك فيها نائمة لتجعل زوجتك أيضًا ترتاح وكذلك أنت، وإن كان لك إخوة أو أخوات يمكنكم أن تتناوبوا على خدمة والدتكم، فلا تتمزق حزنًا، كن فرحًا لأنها أتتك فرصة عظيمة لأن تبر والدتك وأن تخدمها، -وإن شاء الله تعالى- يُكتب لك الأجر، فكما تدين تدان، ورعايتك لوالدك المريض هذا أيضًا ابتلاء فيه خير كثير لك.
يمكنك أن تتواصل معنا دائمًا، -وإن شاء الله تعالى- نقدم لك كل ما هو ممكن من مساعدة، إذا تمكنت وذهبت بها إلى الطبيب حتى ولو لمرة واحدة هذا سوف يكون أمرًا طيبًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأجزل لك الأجر والمثوبة، وبالله التوفيق والسداد.