زوجتي تخرج للعمل رغما عني ولا تمانع من الطلاق ... كيف أتصرف معها؟
2011-12-25 09:06:23 | إسلام ويب
السؤال:
زوجتي تخرج للعمل رغما عني, وأريد منها ترك العمل, والتفرغ للأولاد, ورعاية الأسرة, وهي ترفض, ولا أحد من أسرتها قادر عليها, وليس عندها مانع من الطلاق على ألا تترك العمل, وأصبحت لا أطيقها, وأصبحت تستفزني لكي أطلقها؛ لكي تتمتع بحريتها, وتؤمِّن نفسَها, وتستغل حبي لأولادي بالضغط عليَّ, كرهت زوجتي جدا, وحبي لأولادي يمنعني من تفكيك الأسرة, طلقتها مرة, وراجعتها في شهور العدة؛ بسبب انهيار الأولاد, لم أعد أطيق معاشرتها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
لقد أصبت -أيها الحبيب- في حرصك على الحفاظ على الأسرة؛ رعاية لحق الأولاد, وخوفًا عليهم من التشتت والضياع، وهذا دليل على رجاحة في عقلك، نسأل الله تعالى أن ييسر لك إصلاح زوجتك، وأن يجمع بينكما على خير، ويديم الألفة بينكما، ويصلح حالكما وحال أبنائكم.
لا شك -أيها الحبيب- بأن للزوج على زوجته حقوقًا عظيمة، ومنها: طاعته في المعروف, وعدم الخروج من بيته إلا بإذنه، وما تفعله هذه الزوجة -كما وصفت- تضييع لهذه الحقوق, وتفريط فيما أمرها الله عز وجل به، ومن ثم فهي بحاجة بأن تنصح أولاً, وتذكر بأداء هذه الحقوق لأهلها، وأن في تضييعها سخط الله سبحانه وتعالى الذي لا تقوم له السموات والأرض.
فوعظ هذه المرأة – أيها الحبيب – من أعظم وسائل إصلاحها، وقد أرشد سبحانه وتعالى في كتابه الكريم إلى هذا الأسلوب عند نشوز المرأة على زوجها، فقال: {فعظوهنَّ واهجروهنَّ في المضاجع واضربوهنَّ} فبدأ بالوعظ، فينبغي لك اتباع هذا الأسلوب، لعل الله سبحانه وتعالى أن يصلحها, ويهدي قلبها، وما ذلك على الله بعزيز؛ فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، فلا تيأس من ذلك أبدًا، فحاول أن تسمعها بعض المواعظ التي تذكرها بلقاء الله تعالى، والوقوف بين يديه للحساب والجزاء، وأنه سبحانه سائلها عن حقوق الناس عليها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (لتؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها حتى يُقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء).
فحاول أن تسمعها بعض المواعظ التي فيها بيان لهذه الحقوق، والتذكير بالآخرة، فإن تذكر الجزاء والحساب من أعظم الأسباب المانعة للإنسان من الاستمرار على المعصية.
ومن الوسائل النافعة أيضاً: أن تحاول تسليط الصالحات عليها بمجالستها, ومحاولة تذكيرها, ووعظها -إن كان في الأسرة بعض النساء الصالحات- ولعل الله عز وجل أن يصلحها بهذه الأساليب والأسباب التي تتخذونها، فإن لم تُجدِ هذه الأساليب نفعًا فلك أن تهجرها في بيتها، ولعلها أن تتأدب بذلك الهجر.
وعلى كل حال فإن من حقك -أيها الحبيب- أن تتزوج بأخرى إذا كنتَ تجد من نفسك النفرة من هذه الزوجة، إن كنت تقدر على القيام بحق الزوجتين من النفقة والسكنى، مع أن هذه بما هي عليه من النشوز قد أسقطت حقها في النفقة والسكنى، ولكنك إذا تزوجت بأخرى فإنك ستعرض نفسك لكثير من المشكلات -إن لم تكن مستعدًا بحلولها- فإنك ستُدخل نفسك في دوامة من المشكلات التي تؤرق راحتك, وتكون سببًا لإقلاقك أكثر من راحتك.
فنصيحتنا لك إذا كنت تقدر على أن تتزوج بأخرى وتسكنها في سكن مستقل فإن هذا الحل ربما يكون مناسبًا لك, ومناسبًا أيضًا للأبناء في الحفاظ عليهم مع أمهم في بيت واحد حتى ييسر الله سبحانه وتعالى أمرك بأن يكبر هؤلاء الأبناء, أو يرد الله عز وجل هذه الزوجة إلى جادة الصواب.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان, وييسره لك.