الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حالتك واضحة جدًّا وهي أنك بالفعل تعاني من قلق الوساوس القهرية الذي امتزج بشيء من المخاوف، وحدث بعد ذلك اكتئاب ثانوي، وهذه الحالات التي ذكرتها لك يعرف عنها أنها مرتبطة مع بعضها البعض.
أنا لا أعتقد أن الأمر يتعلق بالعين أو المس أو السحر، لا أرى دليلاً على ذلك، ولكن الذي أقوله في مثل هذه الأمور أن المسلم دائمًا مكلف بأن يكون في معية الله، أن يحرص على الصلاة في جماعة، تلاوة القرآن، الذكر، الدعاء، الأخذ بالمعوذتين، وأن تدعو الله تعالى أن يحفظك، وأن تعلم بأن كل شيء بقضاء وقدر، ومن أركان الإيمان (أن تؤمن بالقدر خيره وشره)، وأن تعلم بأن الله خير حافظ، قال تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن تتوكل على الله، قال تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون} هذا يكفي تمامًا أيها الأخ الفاضل، وأظن أنك تسير على هذا الطريق، وأسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يعافيك وأن يشفيك.
حالتك إذن هي حالة طبية نفسية بسيطة إن شاء الله تعالى، وإن كانت سببت لك الكثير من الألم، ولا شك أن الظرف الذي مررتم به في ليبيا أثر كثيرًا في نفسية الكثير من الناس، نسأل الله تعالى أن يتقبل الشهداء، وأن يرحم جميع الموتى من المسلمين.
الزواج: ليس هنالك ما يمنعك أبدًا، لا تعامل نفسك كمعاق فأنت لست معاقًا، تمر بظرف نفسي مفهوم، وحرصك إن شاء الله تعالى على أن تستفيد من وقتك، وأن تكون متأمّلاً في الحياة بصورة إيجابية، وأن تُحسن استثمار الوقت، وأن تساعد في بناء وطنك، هذا إن شاء الله تعالى يعطيك دافعية إيجابية جدّا.
أضف إلى ذلك: أنت محتاج بالفعل إلى أدوية محسنة للمزاج، ومزيلة للقلق والوساوس والمخاوف، والأدوية في هذا السياق كثيرة جدًّا، من أفضلها دواء يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين) أظنه موجود في ليبيا.
الجرعة التي تبدأ بها هي نصف حبة – أي عشرة مليجرام – تناولها بعد الأكل يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها حبة ونصف، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين في اليوم، يمكن أن تتناولها بمعدل حبة صباحًا وحبة مساءً. هذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، ويجب أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة ونصف لمدة شهر، ثم إلى حبة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
(الزيروكسات) يعتبر من الأدوية الفاعلة والممتازة جدًّا، وإن شاء الله تعالى سوف تجد فيه خيرًا كثيرًا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.
حالتك إن شاء الله تعالى سوف تُشفى تمامًا، وسوف تعيش حياتك بصورة طبيعية، فقط كن متفائلاً، كن إيجابيًا، واعرف أن العلة التي بك هي علة معروفة جدًّا لدينا في الطب النفسي، وإن شاء الله تعالى باتباعك ما ذكرناه لك سوف تتمتع بصحة نفسية ممتازة، وإن تيسر لك أن تقابل طبيبا نفسيا هذا سوف يكون أمرًا جيدًا، لأن مثل هذه الحالات أيضًا تحتاج لشيء من المتابعة.
وللمزيد طالع منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية في الاستشارات التالية: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003 )
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.