منذ تسع سنوات وأنا عاطلة عن العمل، فماذا أفعل؟
2012-02-19 09:36:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني أفيدوني يرحمكم الله، أنا أعاني من شبح البطالة منذ 9 سنوات، ولم أحضَ بفرصة عمل لحد الآن؛ بسبب ظروف التوظيف الغير عادلة (الوساطة والرشوة)، رغم أنني أشارك في جميع المسابقات والامتحانات، ولكن دائما نفس النتيجة، إلى أن أصبت بخيبة أمل، دائما مناصب العمل لأصحاب المعارف، ماذا أفعل؟
هل أتحايل على هذه القوانين الجائرة (الغير عادلة) لضمان حقي والحصول على العمل الذي طال انتظاري له؟
الزيادة في علاماتي التي تخرجت بها بعد أن أصبح من لديه علامات عالية له الحق في العمل، فهل هذا عدل؟! أفمن تخرج منذ 10 سنوات كمن تخرج منذ سنة؟ علما أن الدراسة في الجامعة في 1999 ليست بنفس السهولة والمستوى الذي هي عليه الآن؛ حيث أصبح خريجو الجامعة الآن يحضون بمعدلات مرتفعة لم نكن لنحصل عليها نحن في زمننا؛ حيث كان همنا الوحيد الانتقال إلى القسم الأعلى والتخرج؛ لأنه لم يكن لهذه العلامات أهمية في التوظيف، والآن أصبح لهذه المعدلات دور كبير في العمل.
أصبحت الآن بين ظلم الماضي وباطل الحاضر، ماذا أفعل؟ أفيدوني يرحمكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كلثوم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن نعم الله مقسمة كما لا يخفى عليك، فهذه يعطيها الله عافية ويحرمها الوظيفة، وهذه تفوز بالوظيفة وتحرم الزوج والأولاد، وهذه يعطيها الله الزوج والأولاد ويمنع عنها المال، وهكذا، والسعيدة هي التي تعرف نعم الله عليها لتؤدي شكرها، وبالشكر تنال من الله المزيد، وبالشكر نحافظ على ما وهبنا لله في القديم والجديد، ومرحباً بك في موقعك، ونشكر لك هذا التواصل الذي يدل على قدرتك على النجاح، ويدل على حسن العرض لمشكلتك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يسهل أمرك.
ولا يخفى على أمثالك أن الله قسم الأرزاق، وطلب منا السعي وبذل المجهود، ومن هنا فنحن ننصحك بمواصلة المحاولات بعد التوجه لرب الأرض والسموات، وننصحك بأن لا تصري على وظيفة معينة مصممة على قياسات معينة؛ وذلك لأن الرزق لا يرتبط بوظيفة معينة.
ولا مانع من طلب المساعدة من أهل الخير، فإن ذلك لا يضرك طالما كنت مؤهلة لذلك العمل، ويأثم المسئول الذي يختار للوظيفة دون أن يراعي الكفاءة.
ونحن في الحقيقة لا نعتبر مثلك عاطلة، لوجود هذه الروح، وندعوك أيضا إلى توسيع دائرة البحث عن عمل، سواء أكان خاصا أم عاما، وهناك وظائف تستطيع أن تقوم بها المرأة حتى من خلال منزلها، كالأعمال اليدوية، ونبي الله داوود (كان يأكل من عمل يده)، وأشرف العمل ما كان فيه عمل اليد، وهناك وظائف مثل طباعة الأبحاث والرسائل العلمية، وتصميم المواقع في وظائف ومهام يطول عدها، والعالم مليء بالحرف والأعمال، ونحن نرحب طبعاً بالأعمال التي تستطيع المرأة فيها أن توفق بين مهامها المنزلية ورسالتها وأدوارها الحياتية.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بأن تستقبلي الحياة بأمل جديد، وبثقة في الله المجيد، واحرصي على المواظبة على الصلاة، وأكثري من الاستغفار ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار، وأكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، واستقيمي على شرع لله ودينه، فإن هذه من مفاتيح الرزق الهامة.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك من الحلال وابن الحلال، وأن يغنينا بحلاله عن الحرام، ولك منا كل التقدير والاحترام، ونكرر ترحيبنا بك في موقعك، ونستودعك الله الذي لا يغفل ولا ينام.
وبالله التوفيق والسداد.