أتابع فتاة لمعرفة التزامها عن طريق أختي لعلي أتزوجها؛ فهل هذا مشروع؟
2012-03-15 11:33:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب جامعي بفضل الله عليّ، أحسب نفسي متدينا أحضر الماجستير، بقى لي سنة وأتخرج إن شاء الله, أرغب في خطبة فتاة بعد أن أتخرج وأبدأ في العمل إن شاء الله, هذه الفتاة كانت تسكن بالقرب منا، لم تكن لي معها أية علاقة، لا زمالة ولا شيء، وهي من أسرة طيبة جدا، كانوا جيراننا نعرفهم ويعرفوننا.
بعد انتقالنا من ذلك الحي مرت سنة، التقيتها صدفة في حافلة النقل، سلمت عليها ولم أصافحها، المهم تحدثنا في الدراسة وأخبرتها أني في الماجستير وبقي لي سنة على التخرج، هي أخبرتني أنها تريد إكمال دراستها أيضا، المهم طلبت مني إخبارها عن التخصصات المتوفرة في مجال علوم الحاسوب، ولم يكفي الوقت فأعطتني عنوانها على الفيسبوك، فبدأنا نتحاور في الدراسة والدين لمدة شهر ونصف، المهم أصبحت تصلي الفجر بفضل الله.
علمت أن الشيطان يستدرجني بعدما أخبرتني أنها تتمنى الزواج من شاب متدين يعينها على طاعة الله، لا أدري إن كانت تقصدني! المهم في الصباح ذهبت لأصلي الصبح، وحين رجعت أخذت القرءان وبدأت أقرأ حتى وصلت إلى قوله تعالى: ( وكان فضل الله عليك عظيما)، وبدأت أرددها حتى دمعت عيني والله! فقمت مسرعا وفتحت حاسوبي الشخصي وقمت بحذفها تماما من حسابي دون سابق إنظار، ولم أخبرها، المهم حذفتها وتبت إلى الله والحمد لله.
بعد مرور شهر ونصف أخبرت أختي بعنوان هذه الفتاة على الفيسبوك، هي تعرفها لأنها كانت جارتنا وطلبت منها التحري والنصح لهذه الفتاة، عسى أن يهديها الله وتتعمق في تدينها كحفظ القرءان والحجاب الشرعي، لا الحجاب العادي، وحينئذ أتقدم لها بعد تخرجي وعملي إن شاء الله, أختي تشارك في مسابقات حفظ القرءان الكريم، ولديهن جمعية نسائية خيرية للدعوة، المهم أنا مهتم بمعرفة مدى تدين هذه الفتاة؟ وهل لا زالت تحافظ على الصلوات وذلك عبر أختي فقط؟ فهل هذه من الأسباب الشرعية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
فإنا بداية نشكر لابننا الكريم هذا الحرص على دين الفتاة التي يريد أن يُكمل معها مشوار العمر، وهذه منقبة للشاب أن يحرص على صاحبة الدين، ونشكر له كذلك هذا الحرص على الخير، وهذا الورع في التوقف من هذه العلاقة، التي بدأ يتكلم فيها مع فتاة تعتبر أجنبية بالنسبة له، ونحن ندعو كل شاب يريد أن يتزوج أن يتخذ السبل الشرعية التي توصله إلى هذا الخير، فإذا كانت هذه الفتاة كانت جارة لكم، فإن التعرف عليها والتعرف على أحوالها من السهولة بمكان، وقد أحسنت – يا ابني الكريم – عندما ربطت هذه الفتاة بشقيقتك من أجل أن تتعرف على دينها وأخلاقها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.
ولا يخفى على أمثالك أن الشاب إذا كان وحده ليس من الضروري أن يتولى نصح الفتاة بنفسه، أما إذا كان مجموعة من الشباب فيمكن أن ينصحوا فتاة، والعكس كذلك، لكن دائمًا نحن نفضل أن تتولى نصح الفتيات الفتاة التي مثلهنَّ، كما يقوم الشباب بنصح الشباب من أمثالهم، وقد أعجبني وأسعدني أنك لم تصافح هذه الجارة، رغم أنك لم تلتقي بها منذ فترة طويلة، ورغم أن هذه الجارة كانت تعرفكم وأنتم على معرفة وصلة بها، وهكذا المسلم ينبغي أن يتقيد بأحكام وآداب هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى بها.
وسعدتُ أيضًا لهذا الخوف والورع منك، الذي دفعك إلى أن تسحب هذه الفتاة من حسابك، ثم بعد ذلك تسعى إلى ربطها بشقيقتك، وحقيقة هذه الفتاة أيضًا تطلب صاحب الدين، وكونها تعلن عن رغبتها في صاحب الدين، هذا أيضًا يدل على الخير الذي فيها، فإنه لا يطلب الشاب المتدين إلا الفتاة التي فيها خير غالبًا، وعليك أن تجتهد في إكمال دراستك، ثم عليك بعد ذلك أن تجتهد في توفير ما يعينك على أمر الزواج، فإن الإنسان يبذل ما عليه ثم بعد ذلك يتوكل على الله تبارك وتعالى، وحتى تكون الزيجة موفقة، والخطبة موفقة فإنا نتمنى من كل شاب أن يُدخل أسرته، أن يدخل والديه، وأن يشاور قبل أن يُقدم على هذه الخطبة، وأنتم جميعًا تشكروا على هذا الوفاء لجيران الأمس، وأيضًا تشكر على الحرص على دعوة الفتاة للصلاة والصلاح، ونشكر لك أيضًا متابعة هذا التغير الذي حدث في نفسك، وهذا الميل الذي كان يشوش عليك.
حقيقة إذا كان الإنسان في فترة دراسة وفتح على نفسه مثل هذه المشاريع وبدأ يفكر في مثل هذه الأمور فإنه عند ذلك سينشغل عن دراسته، فالمناسب للإنسان أن يبدأ التفكير في الزواج في التوقيت الصحيح بعد أن يتهيأ لهذه المرحلة الهامة جدًّا في حياة الإنسان.
وكذلك أيضًا أحسنت عندما طلبت من شقيقتك أن تتحرى عن الفتاة، فإنا لا نريد أن نظلم الفتاة، فهي تتحرى عنها وتتعرف على أحوالها، ثم تقوم بالنصح لها، ثم تراقب تدينها كحفظ القرآن والحرص على الحجاب الشرعي، وعند ذلك تتقدم لها بعد أن تتخرج، وكذلك أيضًا إذا كانت أختك ولله الحمد ممن يشاركن في المسابقات ممن عندهنَّ اهتمام بحفظ كتاب الله تبارك وتعالى، فإن قربها من تلك الفتاة مما يعينك إن شاء الله على حسن الاختيار.
ولا يخفى عليك أن الخطبة دائمًا من خلال طريق الأخوات، عن طريق العمات، عن طريق الخالات، هي الوسيلة التي نفضلها؛ لأن هؤلاء يكونوا على معرفة بالفتاة وعلى طريقة تفكيرها، وهم كذلك على معرفة بك وطبيعتك أنت، فدائمًا مثل هذه الاختيارات تكون موفقة، ولكننا مع ذلك ندعوك إلى أن تستخير وتستشير، فإن الإنسان إذا احتار في أمر فإنه يسارع إلى الاستخارة، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهمية الاستخارة كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن.
ثم عليك أن تشاور من حضرك من العقلاء والفضلاء والعاقلات قبل أن تُقدم على مرحلة الزواج، فمسألة الزواج ومشوراه طويل، ولا ينفع في هذا الأمر المجاملات، بعد أن تعرف الأخت تذكر لك ميزات تلك الفتاة، إذا وجدت في نفسك ميلاً للفتاة فإنه لم يُر للمتحابين مثل النكاح، عند ذلك عليكم أن تأتوا البيوت من أبوابها، وتطلب من أهلك أن يعيدوا صلات الأمس بجيران الأمس ويتعرفوا عليهم، ولعل هذا مما يساعد على توثيق العلاقات عندما تعود فتتزوج فتاة من بنات جيران أسرتك في فترة مضت من فترات هذه الحياة.
وكذلك أيضًا ينبغي أن تتعاون دائمًا مع زوجتك، وفي طريقك أيضًا تلتزم بما يرضي الله، تتعاون معها على البر والتقوى، فإن خير البيوت ما أسس على تقوى من الله تبارك وتعالى ورضوان.
وأحسنت عندما أوقفت هذه العلاقة؛ لأننا لا نفضل التوسع في العلاقات العاطفية قبل الزواج؛ لأن ذلك التوسع خصم على سعادة الإنسان بعد زواجه، وهذه الأمور لابد أن نتقيد فيها بأحكام الشرع، والخطبة أيضًا ما هي إلا وعد بالزوج، فكيف كانت هذه المرأة لا تربطك بها علاقة، ولذلك أكرر سعادتي بحرصك على التوقف عن ذلك التواصل، ثم بحرصك على أن تواصل شقيقتك معها، وهذا أيضًا هو الأمر المطلوب، وأنت الآن ولله الحمد على صلة معقولة بتلك الفتاة، تعرف أخبارها عن قُرب، وعند ذلك تستطيع أن تحدد إن كنت راغبًا في الارتباط بها، نحن نعتقد أنها أفضل من غيرها لكون الأسرة تعرف أحوال تلك الأسرة، فالجيران يتعرفوا على أحوال بعضهم، وكما قلنا - ونكرر لك - المناسب للشاب أن يبدأ مشروع الزواج عندما ينتهي من دراسته.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير وأن يلهمك السداد والرشاد.