الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام رايا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حالة المخاوف التي تنتابك سببها أن شخصيتك لديها استعداد للقلق والخوف، وفي ذات الوقت الخبرات والتجارب السابقة لعبت دورًا كبيرًا في هذا الخوف، والأمر بدأ بما نسميه بعدم القدرة على التوافق أو التواؤم، وهي حالة نفسية عصابية أيضًا، إذا أتت بعدها أحداث حياتية سلبية قد تؤدي إلى قلق وخوف مستمر.
الحالة لا نعتبرها حالة خطيرة، ونتفق معك على أنها مزعجة، لكن - إن شاء الله تعالى - سوف تعالج.
التقلصات العضلية التي ذكرها لك الطبيب قد تشمل المريء، وهذا يعني أنك تحسين بالغصة في الحلق، وقد ينتج عن ذلك صعوبة في البلع، وهذه نعتبرها حالة نفسية.
بالنسبة للمسامات الكبيرة الموجودة باللوز، فهذه يفضل أن تقابلي فيها طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وإذا نصحك بإزالة اللوزتين فهذا قرار صحيح.
أرجع مرة أخرى وأقول: أن القلق والمخاوف التي تعانين منها ستزول إذا اتبعت الآتي:
أولاً:أريد أن أنصحك بأن لا تنظري للماضي أبدًا نظرة سلبية، فما حدث لك يحدث لكثير من الناس، وقوة تحمل الناس لهذه المواقف تختلف من إنسان إلى آخر، وبصفة عامة نعتبرها خبرة نفسية حتى وإن كانت سلبية، يمكن أن يوجهها صاحبها لتصبح إيجابية، وذلك باعتبارها نوع من العبرة نوع من التجربة التي يمكن أن تقوّى من خلاله النفوس لا أن تضعف.
ثانيا: من المهم جدًّا أيضًا أن تكوني إيجابية حيال زوجك، فما أسميته بالزواج التقليدي كثيرًا ما يكون أفضل من بقية أنواع الزيجات.
ثالثا: عيشي الحياة بإيجابية، عيشيها بتدبر وتفكر وتأمل، وزعي وقتك بصورة صحيحة، كوني حريصة على أداء صلواتك في وقتها، وعليك بالدعاء والذكر وتلاوة القرآن.
إن كنت لا تزالين تعيشين في بلغاريا، فتواصلي مع المركز الإسلامي الموجود في منطقتك أو بالقرب منها، لأن الإنسان يحتاج لدعم اجتماعي يفيده، ولا شك أن هذه المراكز تقدم الكثير من الدعم.
الخطوات العلاجية الأخرى هي: أن تتدربي على تمارين الاسترخاء (
2136015 ) فهذه التمارين جيدة جدًّا، وتفيد كثيرًا في الاضطرابات النفسوجسدية، مثل: صعوبة البلع التي تعانين منها، فأرجو التدرب والمداومة عليها.
العلاج الدوائي المطلوب في حالتك..
فهنالك أدوية فعالة جدًّا ومزيلة للخوف، لكن أنت الآن حامل، والحكمة الطبية تقتضي أن تتجنب الحامل تناول الأدوية إلا إذا كانت هنالك ضرورة وحاجة طبية ماسة، كما أنه يجب مراعاة مرحلة الحمل.
إذا كنت قد أكملت أربعة أشهر من الحمل فلا مانع من تناول الأدوية المضادة للمخاوف، ومنها دواء جيد جدًّا يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات)، واسمه العلمي هو (باروكستين)، وهو متوفر غالبًا في جميع الدول، وفي معظم الدول لا يحتاج لوصفة طبية.
والجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة، وقوة الحبة هي عشرون مليجرامًا، إذًا تبدئي بعشرة مليجرام، تستمري عليها يوميًا، وتناوليها بعد الأكل لمدة عشرين يومًا، ثم اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة أسبوعين قبل الوضع، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوع، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.
الدواء مفيد جدًّا وغير إدماني، لكن أيضًا لا ننصح باستعماله في أثناء الرضاعة، لأنه يُفرز في حليب الأم بنسبة بسيطة، لكن كنوع من التحوط لا ننصح بتناوله مع الرضاعة، لأن كبد الطفل في الأشهر الأولى الثلاث ليست بالقوة والنضوج الذي يمكن لعمليات الاستقلاب الكيميائي، والتي تسمى بالتمثيل الأيضي بأن تتم بسلام.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.