أحب شابا وهو يحبني لكن أمه ترفضني.. كيف نتصرف معها؟
2012-03-28 11:42:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عندي مشكلة لا أنام بسببها، أرجوكم ردوا علي، أنا لا أعرف ماذا أعمل؟ ولا كيف أتصرف، أنا أحب إنسانا منذ حوالي سنتين، يعلم ربي أني أحبه أكثر من أي شيء في الدنيا، وافقت على انتظاره سنتين إلى أن ينتهي من دراسته، ويأتي يتقدم، وكنت أخبر والدتي بكل شيء، أنا في وقتها لم أكن ملتزمة جدا، وخصوصا في الصلاة، لكنه ملتزم ومحترم ويحبني أيضًا.
بالفعل جاء وتقدم لي، علما أنه وحيد أبيه وأمه، وأمه صعبة التعامل معها، عندها 3 بنات، جاء وأمه للتقدم كل شيء كان جيدًا، ثم ذهبوا وبعدها قالت أمه: هذه بالذات لم أرتح لها، قال: لها لماذا؟ قالت: هكذا.
ملحوظة: أخواته البنات تزوجوا بالضغط؛ لأنها سيدة عنيدة، هذا الشاب لا يعرف كيف يتصرف مع أمه، وأنا عاهدت الله أن كل شيء سيء كنت أعمله سأتركه لله أولا، ولأجل ييسر الله لي موضوعي هذا.
ثانيا: لي أسبوع لا أستطيع النوم من كثرة التفكير سأموت حياتي معلقه به؛ لأني أعتبره كل شيء الأب والأخ والصديق وكل شيء بدأت أقلل كلامي معه في حدود، من أجل ربنا يكرمني به.
أمه قالت لأمي أني لم أنل إعجابهم، لكنه استطاع أن يهدي أمه، وأمي أعطته شهرين ليحل مشاكله مع أمه، وأنا لا أعرف كيف أعمل وأتصرف؟
أرجوكم سأموت من الحزن أمه أفشلت كل المحاولات، وهي مسيطرة على أبيه؟
ما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية رحمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونًا لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن المشكلة التي وردت فيها مشكلة عويصة وصعب حلها إلا إذا شاء الله تبارك وتعالى أمرًا آخر، لأن هذا الأخ الفاضل الذي ارتبطت به وأحببته هذا الحب القوي العظيم وهو بادلك نفس الشعور، أمه درجتها في الإسلام أعلى منك، ومن حقها أن تقول له رأيها ويجب عليه أن يطيعها، فمع الأسف الشديد أن الأمر ليس سهلاً كما تظنين، فإننا لا نستطيع أن نقول له ضحي بأمك من أجل زوجة قد تستريح معها وقد لا تستريح.
نعم أنت تقولين بأنكم على درجة عالية من التفاهم والانسجام والمحبة، وأن كلاكما يحب الآخر حبًّا عظيمًا، ولكن - ابنتي الكريمة الفاضلة – تبقى منزلة الأم شرعًا منزلة ليست سهلة، بل إن بعض العلماء أجازوا حقيقة للرجل أن يطلق امرأته كرامةً لأمه، فالأمر حقيقة يصطدم مع مسألة صعبة، وهي رغبة الأم وإصرارها على عدم قبولك زوجة له، ولذلك أنا أنصحك إذا كان لديك فرصة للصبر الجميل لعل الله تبارك وتعالى قادر على أن يغير قلبها، فتوجهي إلى الله عز وجل بالدعاء مع البكاء كما تفعلين، وواصلي هذا العلاج، واطلبي منه أيضًا كذلك أن يتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء مع البكاء، وأن يُكثر من الصدقة وصيام النوافل بنية أن الله تبارك وتعالى يعطف قلب أمه عليك، وتقبلك زوجة له.
لكن هذا الأمر إذا لم يتحقق في خلال فترة زمنية معقولة أرى أنه لا خيار أمامك في ترك هذا الباب وإغلاقه نهائيًا، والاستعداد لقبول أي شخص آخر يأتيك ما دام مناسبًا خاصة إذا كان فيه صفات الخلق والدين، لأنه لا يستبعد أبدًا أن يكون هذا الشاب ليس من نصيبك، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (إن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) ومن المقادير - ابنتي الكريمة الفاضلة – الأزواج، فالله تبارك وتعالى قدر الأزواج، وقدر الأولاد وقدر الأعمار، والأرزاق والمال، والجمال، والصحة وغير، كل ذلك قدره الله قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
فثقي وتأكدي أنك إذا كنت زوجة له في علم الله فسوف تكونين له وسوف يزيل الله هذه العقبات كلها في الوقت الذي أراده سبحانه، أما إذا لم يكن لك فيه نصيب أو له فيك نصيب فثقي وتأكدي أنه حتى وإن لم تكن أمه موجودة أو حتى لو كانت موجودة وموافقة فإنك لا يمكن أن تصلي إليه أبدًا، فالأمر متوقف على ما قدره الله تعالى، ولكن كما ذكرت أنت الأخذ بالأسباب مطلوب، لا يوجد هناك أي وسيلة نستطيع أن نفعلها أكثر من الصبر أو صرف النظر عن هذا الموضوع، لأننا لا نجد هناك سبيلاً شرعيًا أو طريقة شرعية وحيدة تجعله يرتبط بك بدون موافقة أمه.
نعم هو يستطيع أن يتزوجك رغمًا عن أمه، ولكن هل تتوقعي أن الحياة ستكون سعيدة مع رجل يعرف شرع الله تعالى ويُحب أمه ويحرص على برها؟ .. هو قد يضحي بأمه من أجلك، ولكن هذا أمر قد يكون له آثار سلبية على حياتكما في المستقبل، لأنه إذا انقطع عن أمه وحرص على أن يتزوجك رغمًا عنها فإنه بذلك سيكون عاقًا، والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (لا يدخل الجنة عاق) ويقول أيضًا: (ملعون من عق والديه) وأنت تعلمين منزلة الأم في الإسلام.
فليس أمامكما ابنتي الكريمة حقيقة إلا الدعاء والتوجه إلى الله تبارك وتعالى أن يعطّف الله قلب أمه عليكما، وأن تقبلك زوجة لابنها، وهذا هو السبيل الوحيد، وهو يقول بذلك أيضًا نفس الشيء، ولكن كما ذكرتِ إلى متى؟ .. لابد من إعطاء فترة معينة، مثلاً إذا كانت والدتك أعطته مدة شهرين أو ثلاثة من الممكن أن تستمر المسائل لخمسة أو ستة أشهر أو عام، ولكن بعد ذلك إلى متى ستصبرين، وشرعًا النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فإذا تقدم لك شاب مناسب، وفيه المواصفات الشرعية، فأيضًا يكون من الخطأ التضحية به من أجل أمرٍ قد لا يتحقق، يعني عندما يتقدم لك من هو أفضل منه، وأنت تفضلين هذا الأخ الذي تحبينه عليه، فما أدراك أنه سوف يكون زوجًا لك في المستقبل، قد لا تكونين له أصلاً، وقد تظلين سنوات وسنوات ولا يقدر الله أن تكون بينكما عشرة أو حياة زوجية.
فأقول بارك الله فيك: حددي مهلة معينة لنفسك، ولتكن مثلاً ستة أشهر، وهو يحاول فعلاً مع أمه، وأنت تساعدينه بالدعاء مع البكاء والتضرع إلى الله تعالى وصيام النوافل، والإكثار من الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام – والاستغفار، بنية الله أن يعطف الله قلب أمه عليكما. وهذا الكلام كثير جدًّا يحدث، قد يكون في أول الأمر الأم مصرة إصرارا شديدا ثم تتراجع بقدر الله تعالى ببركة الدعاء.
فأنا أرى أنك تتوجهي إلى الله عز وجل بالدعاء، وهو كذلك، وتجتهدا معًا في هذا الأمر. إن قدر الله خلال هذه الفترة وتغير موقف أمه فهذا ما نرجوه وما نريده وما نوده، ويكون الباقي على الله تعالى، كونها مثلاً امرأة متعسفة أو متسلطة، فسيعينك الله تبارك وتعالى على الصبر عليها، وسوف تمشي الأمور بصورة أو بأخرى، وإن كنتُ أنا أرى أن هذا الأمر ليس سهلاً أيضًا؛ لأنه سيكون في غاية الإزعاج، ولكن المهم أن تتزوجي. إن قدر الله بعد ستة أشهر وانتهت فاعتذري له وقولي له (أخي الكريم أنا طبعًا تعلم مكانتك عندي، ومنزلتك في قلبي، وأنا صبرت هذه الفترة الطويلة ، سنتين، ودخلت في السنة الثالثة الآن، وأنت لم تحل مشكلتك، فأرجو أن تسامحني ويسر الله لك أمرك، ولعلني لست من نصيبك وأنت لست من نصيبي) وحاولي أن تتهيئي لاستقبال أي أخ مناسب ما دام مطابق لسنة النبي - عليه الصلاة والسلام – لاحتمال كبير أن لا يكون هذا الشاب من نصيبك في علم الله تعالى، وبالتالي لا يمكن لك أن تصلي إليه.
أسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك. هذا وبالله التوفيق.