الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ رضا ربي غايتي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف، ويتمثل القلق الذي تعانين منه في الخوف من المرتفعات، وفيه جانب أيضًا مما نسميه برهاب الساح، وهو الخوف حين الابتعاد من المنزل، أو إذا لم يوجد مع الإنسان رفقة مؤتمنة.
الغثيان، والدوار، والصداع، والألم الذي في عضلات الصدر المقابلة للقلب هو دليل قاطع على وجود القلق النفسي، وأنت لديك أيضًا وساوس بسيطة، فخوفك من الذهاب إلى البر حتى لا تغرز السيارة أو تفقدي طريقكم، هذا خوف وسواسي.
إذن الحالة كلها نوع من القلق النفسي، وله تشعبات المخاوف والخوف من افتقاد أمان المنزل، وكذلك الجانب الوسواسي، وهذه نعتبرها حالات بسيطة جدًّا، ربما تكون مرتبطة بالمرحلة العمرية التي تمرين بها، والعلاج يتمثل في الآتي:
أولاً: تجاهل هذا النوع من القلق بقدر المستطاع.
ثانيًا: تطبيق تمارين الاسترخاء بجد واجتهاد والتزام، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية:
2136015.
ثالثًا: التعرض أو التعريض، ونقصد به أن لا تتجنبي الأماكن التي تحسين فيها بالمخاوف.
رابعًا: اقرئي كثيرًا عن الجبال وعن المرتفعات، ومتى ما وجدت فرصة للذهاب بالسيارة إلى هذه المرتفعات دعي أخاك أو من يقود السيارة لأن يصعد بالسيارة لعدة مرتفعات، سوف تحسين بالقلق في بداية الأمر، لكن بالاستمرارية لهذا النوع من التعرض سوف يبدأ القلق والخوف في التلاشي.
بالنسبة للخوف في البر أو الأماكن الأخرى: هذا يعالج من خلال الحرص على الأذكار، سلي الله تعالى أن يحفظك ما بين يديك وعن يمينك وعن يسارك ومن فوقك وأن لا تغتالي من تحتك.
الأعراض العضوية المصاحبة للقلق هي ظاهرة معروفة جدًّا، ونفضل أن نسميها بالأعراض النفسوجسدية؛ لأنها أعراض جسدية، ولكنها ناشئة من القلق.
أنت في حاجة لعلاج دوائي، لكن ونسبة لعمرك وتقديري الشديد لك أرجو أن لا تتناولي أي دواء إلا بعد مشورة أهلك، وحين تعرضين الأمر على الأهل سوف يوافقون بعرضك على الطبيب النفسي، وذلك من أجل وصف العلاج الدوائي.
من المهم جدًّا أن تركزي في نواحي الحياة الأخرى: الدراسة في عمرك تتطلب الاجتهاد واليقظة والتركيز، ويجب أن يكون لك هدفًا ساميًا في هذه الحياة، وتعلمي بجد واجتهاد للوصول إليه.
هذا المنهج يطور المهارات النفسية والسلوكية والاجتماعية لديك، وهذا هو الذي ننشده، وما نسميه بالتأهيل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.