الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حمصية وأفتخر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
لاشك أن رسالتك رسالة طيبة، تدل بوضوح على طيب نفسك، ولك الشكر والتقدير مرة أخرى.
وصفت الحالة بصورة جيدة جداً، الحالة انتابتك فجأة هي نوبة هلع، أو نوبة فزع، وكذلك يسميها البعض بالهرع، وهذه النوبات هي عبارة عن قلق حاد جدًا، قد تأتي دون أي مقدمات، يحدث ضيق في التنفس، وتسارع في ضربات القلب، وشعور مؤلم جداً بقرب الموت، والبعض يأتيهم الدوار والخوف من فقدان السيطرة على الموقف، هذه الحالات تنتهي بعد دقائق أو ساعات قليلة، وقد تعاود الإنسان، وإذا انتابت الإنسان ثلاثة نوبات أو أكثر في ظرف ستة أشهر، نعتبر أن الحالة هي حالة نوبات هرع، ويجب أن تعالج، ونوبات الهرع في الأصل هي نوع من القلق النفسي، وأنت تطور الأمر لديك نسبياً، وظهر لديك الوسواس حول ابنك، وهذا نوع سخيف جداً من الوساوس.
وأنا على قناعة تامة أنك تؤمنين وتقنعين تماماً بسخفه، لكنه يستحوذ ويسيطر على فكرك، فأرجو أن تستعيذي بالله العظيم منه، وأن تحقريه، وأن تغلقي عليه النوافذ تماماً، ولا تحاولي أبداً أن تبحثي عن المبررات أن ابنك ليس ابنك؛ لأن ابنك فعلاً هو ابنك، فأغلقي على هذا الوسواس تماماً.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي؛ فأنت في حاجة إليه، استجابتك كانت جيدة في المرة الأولى، ولكن في هذه المرة لم تكن استجابتك بالصورة المطلوبة، وهذا نشاهده في بعض الحالات، ولا يعني أنه قد حدثت لك مناعة أو مقاومة ضد هذا الدواء، كثيراً ما يحتاجه الإنسان أن يرفع جرعة الدواء، خاصة لعلاج نوبات الفزع أو الوساوس القهرية، أنت ذكرت أن الدواء هو من نوع السبرام، إذا كان اسمه العلمي ستالوبرام، فهذا هو سبرام، وجرعة (10غ) حقيقة تعتبر جرعة صغيرة جداً، يجب أن ترفع مباشرة إلى (20غ)، وإن لم يتم التحسن ترفع إلى (40غ).
هذا هو التحكم والترتيب الصحيح للجرعة، وجرعة الــ(40غ)، أرجو أن تستمري عليه لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى (30 غ ) يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها (20غ) لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها (10غ) لمدة ثلاثة أشهر أخرى ثم (10غ) يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.
أما إذا كان الدواء هو أستالوبرام وليس ستالوبرام، فهنا أقول لك ارفعي جرعة (10غ) إلى (20غ)، ولا تزيدها أكثر من ذلك، الاستالوبرام فعاليته مضمونة مع جرعة (20غ)، في هذه الحالة استمري على الدواء لمدة ستة أشهر، ثم تخفضي الجرعة إلى (10غ) يومياً لمدة خمسة أشهر، ثم اجعليها (5غ) يوميا لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن الدواء.
إذاً إن شاء الله تعالى المشكلة محلولة تماماً، لا داعي أن نقول لك أي دواء آخر، تجربتك الأولى كانت معه إيجابية، وفي هذه المرة أيضا إن شاء الله، وبعد تعديل الجرعات سوف تكون التجربة إيجابية.
أريدك أيضا أن تطبيقي تمارين الاسترخاء فهي مهمة جداً، وستجدينها في هذه الاستشارة
2136015.
حياتك الحمد لله تعالى فيها الكثير من الجماليات والإيجابيات، فلا تدعي مجالاً لهذا القلق والتوتر ليسيطر عليك .
أيتها الفاضلة الكريمة: حرصك على الصلاة لاشك أنها أمر يسر القلوب، وعليك بتلاوة القرآن، وتذاكره مع زوجك، والحمد لله تعالى توجد الكثير من القنوات الإسلامية التي يمكن الاستفادة منها، وإن كان هنالك مركز إسلامي في البلد التي تقيمين فيه التواصل مع هذا المركز، وأنا حقيقة أدعوك لتعلم اللغة في البلد التي تعيشين فيه، وأحسب أنها إيطاليا، وتعلم اللغة أمر مهم وضروري ومفيد جداً للإنسان، وهذا اللغات ليست بالصعبة، وتمكنك من لغة البلد التي تعيشين فيه سوف تعود عليك بفوائد كبير جداً.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.