الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد شخصت حالتك في بداية الأمر أنها رعشة أولية؛ لأن المكون النفسي لم يكن موجودًا، كان فقط لديك المكون الجسدي وهو هذه الرعشة، لكن بعد ذلك ظهرت عليك أعراض المخاوف، نوبة الهرع، وربما يكون هنالك شيء مما نسميه بالخوف الاجتماعي، وهو الذي دفعك لأن تحس بالخوف والتردد في وقت صلاة الجماعة.
الذي أنصح به هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وهي كثيرة جدًّا، إذا تمكنت من أن تذهب، وتقابل الطبيب مرة أخرى هذا هو الأفضل وهذا هو الأمثل، وسوف يضع لك الطبيب البرنامج العلاجي الكامل، خاصة فيما يخص تناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف.
أما إذا كان ذلك ليس ممكنًا -فالحمد لله تعالى-هذه الأدوية سليمة جدًّا ومتوفرة، وفي معظم الدول لا تحتاج إلى وصفات طبية، مثلاً هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس)، واسمه العلمي هو (إستالوبرام)، وهو دواء متميز جدًّا في التصدي للمخاوف والرهبة بجميع أنواعها.
الجرعة المطلوبة في حالتك أرى أنها صغيرة، وهي أن تبدأ بخمسة مليجرام في اليوم، والدواء يأتي في عبوة عشرة، وعشرين مليجرام، لا توجد خمسة مليجرام.
إذن إذا تحصلت على الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام تناول نصفها يوميًا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – يوميًا، استمر عليها لمدة خمسة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
وفي ذات الوقت يمكنك أن تتناول عقار إندرال حسب ما وصفه لك الطبيب، هذا من ناحية العلاج الدوائي.
أما من ناحية العلاج السلوكي: فيجب أن تحقر فكرة الخوف تمامًا، وأريد أن أذكرك أن ما تحس به من تسارع في ضربات القلب والشعور بأنك سوف تفقد السيطرة على الموقف أو الشعور بالدوار أو التلعثم، هذه أمور خاصة بك جدًّا ليست مكشوفة، ليست واضحة لدى الآخرين، والتجربة هي تجربة خاصة جدًّا كما ذكرت لك.
أنا ذكرت هذه النقطة لسبب واحد مهم جدًّا، وهو أن كثيرا من الأخوة والأخوات الذين يعانون من نوبات الهلع والهرع والخوف الاجتماعي تجد أن لديهم توجها واعتقادا أن الآخرين يشعرون بمشاعرهم، وهذا ليس صحيحًا، فأرجو أن تطمئن، وأرجو أن لا تتجنب المواقف، فلن يحدث لك أي مكروه وأنت في الصلاة، أنا أؤكد لك ذلك، لن تسقط، الرعشة والتلعثم لن يشعر به الآخرين، وسوف ينتهي تمامًا، ولا شك أن الدواء سوف يساعدك.
لابد أن تطور من مهاراتك الاجتماعية – هذا مهم جدًّا – ابدأ بالتحية متى ما كان ذلك مناسبًا، حيّ الناس بتحية أفضل منها حين يتطلب الموقف، تذكر أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، التواصل مع الناس خاصة الأرحام والجيران، وبر الوالدين هذا يطور مهارات الإنسان الاجتماعية، ممارسة الرياضة الجماعية أيضًا فيها خير كثير جدًّا لك، وكذلك حضور حلقات التلاوة، فكن حريصًا على هذه الآليات العلاجية السلوكية وسوف تنتفع بها.
أضف إلى ذلك: أريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة ونفع خاص جدًّا للتقليل من القلق والتوتر وتبعاته، وستجدها في الاستشارة التالية
2138790.
كن إيجابيًا في حياتك، وأنت لديك الحمد لله تعالى كل الوسائل والعوامل التي تجعلك أن تكون إيجابيًا، فأنت رياضي، وحريص على دينك، وطالب في كلية الهندسة، وأمامك إن شاء الله تعال مستقبل طيب ومشرق. إذن التفكير الإيجابي - التفاؤل – سوف يفيدك، وهنالك أسس وظروف إيجابية حولك كما ذكرت لك يجب أن تدفعك نحو هذا النوع من التفكير.
بالنسبة للرعشة الأولية: أرجو أن لا تشغل نفسك بها كثيرًا، حيث إن الإندرال سوف يفيدك في علاجها، وإن لم يفدك بدرجة عالية فلا تنزعج لذلك، لأنها تعتبر حالة حميدة وكثيرًا ما تختفي تلقائيًا، وأنا على ثقة أن السبرالكس سوف يفيدك أيضًا في هذه الرعشة، خاصة المكون النفسي المرتبط بها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.