ساءت حياتي مع زوجي لأنه يطلب إتياني في الدبر .. فماذا أفعل؟
2012-04-25 08:42:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
زوجي يطلب أن يأتيني من دبري، وأنا أرفض بشدة، لكنه لا يتوقف عن المحاولة!
أصبحت حياتنا حزينة وباردة، هو يضغط علي في كل الأمور لكي أستسلم لطلبه، يقول افعليه مرة واحدة فقط، ثم نذهب لشيخ للتكفير عن ذنبنا، أصبحت حياتي صعبة ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم العيال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بابنتنا الكريمة في موقعها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرها، وأن يغفر ذنبنا وذنبها، وأن يلهمها الرشاد والسداد، وأن يعينها على الثبات، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونقول لابنتنا الفاضلة: نحن نشكر لك هذا السؤال، وكم تمنينا من بناتنا وأخواتنا أن يبحن بما يضايقهنَّ وبما يحصل معهنَّ حتى يحصلن على الإجابة، ورحم الله نساء الأنصار لم يمنعهنَّ الحياء من أن يتفقهن في الدين.
لقد أحسنت – يا ابنتي الفاضلة – في رفضك لطلب الزوج الذي أساء في طلبه، والذي يوقع في مخالفة خطيرة جدًّا، إنه كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ملعون من أتى امرأة في دبرها) وحذر النبي - صلى الله عليه وسلم – من معاشرة المرأة جِماعًا في حال حيضها ومن دبرها؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: {فأتوا حرثكم أنى شئتم} بل شريطة أن يكون في منبع الزرع، الموضع الصحيح، ليس في موضع القذارة، فإن الله تبارك وتعالى ما أعد الدبر لمثل هذا، إنما أعده ليتخلص الإنسان من الفضلات، والدبر بيئة الجراثيم، وهذه الممارسة الخاطئة المحرمة شرعًا تجر إلى الويلات والأمراض، واسألوا عن الذين تكلموا عن مرض الإيدز في أيام ظهوره الأولى، كم كانت نسبة الذين يأتون هذه الفاحشة، لدرجة أن الناس حاروا في السر الذي جعلت عقوبة قوم لوط بنفس الطريقة، كيف أن الله خلص الأرض من دجاجهم وأغنامهم وحيواناتهم وآثارهم حتى قالوا: كأن هذا المرض ظهر في ذلك الوقت، وأراد الله أن ينقذ البشرية فأهلكهم بذلك الهلاك.
إذن ما يطلبه الزوج هو معصية كبيرة، وأيضًا من الأمور الخطيرة جدًّا من الناحية الطبية والناحية النفسية.
ولابد هنا أن نقف ونترحم على الإمام ابن القيم – رحمة الله عليه – الذي أشار إلى كثير من تلك الأضرار التي تحصل من خلال المجامعة في الدبر – عياذًا بالله – فلا تستسلمي لهذا الزوج، وذكريه بالله تبارك وتعالى، وبيّني له أن هذا سبب للأمراض، وأن هذا سبب للنفور، وأن هذا سبب للأمراض النفسية، وأن هذا تعطيل للذرية، وأن هذا مصادمة للفطرة، وأن في هذا العمل أيضًا مصير لصاحبه بأن يكون متغير النفس؛ لأن يقع في أمر كما قال الله تبارك وتعالى: { أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} وقال بعدها: { بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} وفي آية أخرى: { وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} وفي أخرى: { بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}.
لذلك لا تطاوعيه، وخوفيه بالله تبارك وتعالى، وتزيني له، واطلبي منه أن يأتيك في الموضع الذي أمر الله تبارك وتعالى به، وأباحه للرجال.
حقيقة المرأة لا تسعد ولا تستأنس، ولا يحقق الزواج أهدافه إلا عندما تكون المعاشرة في موضعها الصحيح، والعجيب أن هذا الزوج يريد أن يعص الله تبارك وتعالى، ثم يبحث عن شيخ ليكفّر الذنوب، نقول: نحن لسنا نصارى، لسنا رهبانا أو باباوات أو كهنة، نعد الناس بالمغفرة، فإن المغفرة بيد الله تبارك وتعالى، والإنسان الذي يفكر بهذه الطريقة هو إنسان يصمم على الوقوع في المنكر، مصمم على الوقوع في الخطأ، وهل يضمن هذا الزوج، وهو يمارس هذه الممارسة الخاطئة، أن يمهله الأجل ويمهله الوقت حتى يبحث عن شيخ ليكفر، لا، المغفرة بيد الله، نحن لا نكفر ذنب أحد، وقد لا تتاح له الفرصة حتى لمجرد السؤال، ولذلك عليه أن يتق الله تبارك وتعالى، وكوني واثقة من أنك على الصواب، وحاولي أن تعامليه معاملة مقبولة، وأعطيه الحق الشرعي في المكان الصحيح، وأعلني له حبك وميلك إليه، وكرهك لمعصيته، فلا تجعلي هذا سببًا للنفور أو التقصير في حقه، فإن الإنسان إذا عصى الله تبارك وتعالى، فإننا أيضًا ينبغي أن نقوم بواجبنا تجاهه؛ لأن الإحسان إلى المسيء، ومعاملته بالحسنى هو الذي يرده إلى الصواب ويرده إلى الحق.
إذن ندعوك إلى أن تواصلي هذا الرفض، وذكّري هذا الرجل بالله تبارك وتعالى، وأن تبيّني له خطورة مثل هذا العمل، وكم تمنينا أن يتواصل هو معنا، فيمكن أن تطلبي منه أن يتواصل مع الموقع ليسمع الإجابة، ونعوذ بالله من هذه الممارسات الخاطئة التي بدأت تتوسع في عصر النت، في عصر من لا خلاق لهم، لذلك المؤمن ينبغي أن يتبع الهدي النبوي، ويفعل ما يُبيحه هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ونسأل الله أن يغنينا دائمًا بحلاله عن حرامه، وأن يلهمنا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونوصيك كذلك بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بالمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، ثم بالإكثار من مراجعة الكتب ومتابعة مثل هذه المواقع الفاضلة، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.