وساوس وأوهام أثرت على قدراتي المعرفية والعقلية، فما العلاج؟
2012-05-08 08:47:42 | إسلام ويب
السؤال:
عندما كان عمري 12 سنة، كان عندي وساوس وأوهام، أنا لا أتذكر هذه الفترة بوضوح لكن بعد انتهائها أتذكر أن قدراتي العقلية، انخفضت بشكل درامي، والطريقة الذي يحلل عقلي بها المعلومات أو يتذكر الأشياء تغيرت، وعندما أحاول أن أفكر أو احلل المعلومات بشكل مختلف أشعر بشعور فيزيائي غريب في عيني، ويزيد في حدته كلما أضغط على نفسي، مثلا عندما أفكر في مسألة رياضية، ولو تجاهلتها يبدأ عندي صداع بشع.
وهذا الشعور الفيزيائي موجود طوال الوقت، لكن حدته ضعيفة جدا تكاد تكون غير محسوسة، أو ربما لأني تعودت عليه، لكن تقوى فقط عندما أحاول أن أفكر بطريقة مغايرة، أخذت الكثير من مضادات الذهان، أحيانا كانت تجعلني هادئا بشكل زائد عن الحد، وأحيانا كانت تسبب dysphoria لكن لم يؤثر على مشاكل الإدراك، ولا على الشعور الفيزيائي.
وعندي مشاكل مع الشعور أيضا، كلما أكون في موقف مثلا يتطلب منى الحزن مثلا أو الفرح أشعر بهذا الشعور الفيزيائي الغريب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
قمت بالاطلاع على رسالتك أكثر من مرة، وذلك بهدف مساعدتك، ولكن لا بد أن أكون صادقاً، وأميناً معك أنني لم أستطع أن ألم بكل تفاصيلها، أو لم تصلني فكرتك متكاملة، هذا ليس قصوراً منك، وربما يكون قصوراً مني، والذي استطعت أن أستنبطه أن علتك في الأصل هي نوع من الوساوس القهرية، وحتى نوعية التفسيرات التي وضعتها تدل على وجود هذه الوساوس القلقية، ولكني ذكرت أنك أيضا تناولت أدوية مضادة للذهان، وهذا حقيقة يجعلني أحتم أنه من الضروري أن تكون تحت المتابعة الطبية النفسية هذا أفيد كثيرًا لك لأن المقابلات الشخصية مع الطبيب المقدر وذوى الخبرة سوف تعود عليك بفائدة كبيرة، من خلال هذه المقابلات يتم وضع المعاير التشخيصية لحالتك، ثم تضع البرامج الإرشادية، والبرامج العلاجية.
الذي أؤكده لك أن الطب النفسي الآن يقدم الكثير والكثير لكل قطاعات الناس مهما كان نوع عللهم إذا كانت أمراض عصابية أو ذهانية الآن هنالك مجال كبير جداً للمساعدة الطبية النفسية، المهم هو أن يستفيد الإنسان من الخدمات النفسية الطبية والمتوفرة، وأن لا يتأخر أبداً في مقابلة الطبيب، دراسات كثيرة جداً أشارت أن التعجيل بالعلاج دائماً يؤدي إلى نتائج إيجابية رائعة جداً، ويكون مآل المرض الاضمحلال، والاختفاء -بإذن الله تعالى-.
أيها -الفاضل الكريم- أنت في سن صغيرة وبدأت مرحل الشباب، وهذه هي مراحل الطاقات النفسية والجسدية، أرجو أن تكون مثابراً، وأن تكون مجتهداً في دراستك، وأن تطور من مهاراتك، ومهما كانت درجة علتك أنت لست معاقا أبداً -بفضل الله تعالى وإن شاء الله- لكل مشكلة حل، وكما ذكرت لك أن الطب النفسي قد تقدم كثيراً، أرجو أن تراجع وتتابع مع طبيبك هذه نصيحتي لك.
ومن جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.