الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك - أختنا الفاضلة - في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
أختنا الفاضلة: لا شك أن ما وقعت فيه من معاص أمر لا ينبغي أنَّ لمثلك وأنت الأخت المتدينة المثقفة ذات الأصول، ما كان ينبغي أن تقعي أخت نيرة في ذلك، ولكن أختلف معك في نظرتك البائسة للحياة.
إن الذنب - أختنا الفاضلة - لا ينجو منه أحد، فما من أحد معصوم، والله عز وجل قد فتح باب العودة لكل مخطئ فهو غافر الذنب وقابل التوب، واقرئي قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53]، فهذه الآيات تشرح صدرك وتزيل همك وغمك، وتجلب سعادتك، فلا تقنطي ولا تيأسي من المغفرة، ففي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).
فالله سبحانه ما سمى نفسه تواباً إلا ليتوب علينا، وما سمى نفسه غفوراً، إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، فهنيئاً لك بهذه الرغبة في التوبة والعودة إلى الله غافر الذنب، فمهما بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرت غفر الله لك على ما كان منك؛ شريطة أن تكوني مقبلة عليه راغبة في التوبة.
إن الشيطان - أختنا الفاضلة - لا يرضيه توبتك واستقرار نفسيتك، بل يؤلمه ويحزنه تصالحك على الله عز وجل، ولذلك يجتهد في صرفك عن الطريق الصحيح بمثل تلك الوساوس، ويحاول جهد طاقته تيأسك من الحياة والمستقبل، وهذا دربه ووسيلته. وقد أخبر الله عز وجل من صفات الكافرين اليأس من روح الله قال تعالى:{ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، ومن محاولاته معك تضخيم ما فعلت من ذنب، وأهل العلم يقولون العبد الصالح لا يقول يا ربي ذنبي كبير وإنما يقول يا ذنب ربي كبير، وفارق هائل بين الأمريين.
أختنا الفاضلة : التوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلا ارتباط بين الخاطب القادم وما أذنبت، فالله عز وجل لا ينتقم من عباده، فهو العفو الغفور الودود.
وأحب أن ألفت انتباهك -أيتها الفاضلة- إلى أن السبب الرئيس بعد غياب التدين وإقبالك على ربك : وجود الفراغ الذي أدى إلى الفراغ العاطفي، وعلاج ذلك -أيتها الفاضلة- يكمن فيما يلي:
- انظري إلى الحياة بطريقة أكثر منطقية، فعليك أن تستثمري وقتك بصورة صحيحة، وأن تتعاملي مع الواقع بنضج ومسؤولية، وهذا يكون بجدولة حياتك ومعرفة الأهم والمهم، وكيفية الوصول إلى كل هدف، مع تحديد كل هدف بدقة.
- ينبغي تغير نظرتك للمستقبل أختنا، أنظري إليه بكبير أمل وعيشي حاضرك بتذكر أسباب القوة التي أوجدها الله فيك، ونسيان ما ألم بك والتغافل عنه، ويقال يا أختنا أن للأخطاء ميزة واحدة ، أنها تعلم الإيجابي عدم الوقوع فيها مرة أخرى.
- أريد أن تتصاحبي على أخوات صالحات وأن تملئي الفراغ بعد المذاكرة بما هو مفيد: من النوافل وقراءة القرآن والذكر، فهذا سوف يُساعدك إن شاء الله كثيراً.
أقبلي -أختي الفاضلة- على ربك وأقبلي علي توبتك ولا تلتفتي لوساوس الشيطان، واتركي المستقبل لربك واستغفريه، واعلمي أن التوبة لها علامات يمكنك أن تراجعي تلك الاستشارات، ومنها كيفية التوبة من الذنوب
255977 -
54902 -
254887 -
16287 -
234641.
وفقك الله أختنا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، والله الموفق.