الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن حالتك واضحة جدًّا، فإنك تعانين من القلق، والقلق تولدت عنه الوساوس والمخاوف، وهذه أدت إلى عسر في المزاج الذي نسميه بالاكتئاب البسيط.
وصفتِ حالتك بصورة جيدة جدًّا، ولديك ظاهرة واضحة جدًّا وهي ظاهرة التجنب.
التجنب من العلاج، ومحاولتك في وجود بعض التبريرات الخاطئة خاصة مفاهيمك حول الأدوية، وبحثك عن بدائل علاجية مثل تناول الفيتامينات والأغذية المكمّلة لا فائدة فيها أبدًا في حالتك، فحالتك قلقية ووسواسية مع بعض المخاوف المرضية، وهذا تولد عنه اكتئاب، وهذا لا يعالج حقيقة إلا من خلال دواء صحيح مضاد لكل الظواهر التي تعانين منها، وبفضل من الله تعالى الآن توجد أدوية سليمة، أدوية فاعلة، أدوية ممتازة، ولا نشك في ذلك أبدًا.
مفاهيمك حول الأدوية أنا أقدرها تمامًا، لأن صاحب القلق والمخاوف يخاف من كل شيء، يخاف من العلاج، يخاف من الدواء، وحتى حين تأتيه الصحة والعافية يخاف إلى متى سوف تستمر؟ وهل سوف ينتكس أم لا؟
إذن أنا أناشدك أن تذهبي إلى طبيب نفسي، وهذا لا يعني أنك مريضة مرضا حقيقيا، الذي تعانين منه هو ظاهرة نفسية، لكنها مهمة ومزعجة، وعلاجها سليم جدًّا.
الأدوية لا أحد ينكر آثارها الجانبية، إذا قرأت عن البنادول قراءة علمية صحيحة، فسوف تجدي أنه يسبب عشرات الأعراض، حتى قد يؤدي إلى فشل الكبد.
الأسبرين، وحتى الفيتامينات – هذه التي يتعاطاها الناس في بعض الأحيان دون لزوم – يمكن أن تترسب على الكبد، وتؤدي إلى فشلها.
لكن الدواء حين يكون بجرعة صحيحة، وبالتزام قاطع ليس لها أضرارً، انظري إلى الناس يتناولون الأدوية بكثرة، وبعضهم يتناولها لسنوات طويلة كأمراض القلب والسكر والضغط، وتجدهم في أمان الله، لا آثار جانبية، لا مشكلة أساسية، وذلك لأنهم يتناولون العلاج بصورة صحيحة ومسترشدة.
فالفرق إذن هو ليس في في الدواء، إنما المشكلة في طريقة استعمال الدواء، ومن الذي وصف هذا الدواء؟ هذه أيضًا إشكالية، فبعض الناس يعالج نفسه بنفسه، وهذا خطأ، بعض الناس أيضًا لديهم محاذير أكثر مما يجب عن الأدوية، وبعض الناس يتهاونون في تناول الأدوية، الوسطية هي المطلوبة، وأقصد بالوسطية أن الدواء ما دام صحيحًا، ما دام سليمًا حتى وإن كان له آثار جانبية، أطباء ثقة لا يصفون إلا الأدوية السليمة.
فاذهبي إلى الطبيب النفسي، وإن شاء الله تعالى سوف تجدين مساعدة تامة، دواء واحد فقط يمكن أن يساعدك مساعدة كبيرة جدًّا، وأنا على ثقة من ذلك.
الأدوية المضادة للمخاوف والوسواس مثل الزيروكسات ومثل المودابكس ومثل السبرالكس، لا تحرمي نفسك منها، وأنت محتاجة لدواء واحد فقط، ليس أكثر من ذلك، ولابد أن تكون فترة العلاج لا تقل عن ستة أشهر، ولابد أن تكون الجرعة صحيحة، ولابد أن يكون هنالك التزام قاطع منك بتناول الدواء.
هذا هو الذي أنصحك به، وفي ذات الوقت أرجو أن تعيشي حياتك بأمل، برجاء، أنت لديك نعم كثيرة في الحياة بفضل الله تعالى، يجب أن تستشعري قيمة هذه النعم، وعليك إدارة وقتك بصورة صحيحة، أنت لديك صلات اجتماعية كثيرة، أرجو أن تستفيدي منها.
ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة فيه خير كثير، وفائدة ومنفعة كبيرة جدًّا لك.
تمارين الاسترخاء أيضًا يجب أن تتدربي عليها، وإليك بعض الاستشارات التي توضح لك كيفية القيام بها، وهي برقم (
2136015) وذلك حتى تأتيك الفائدة منها بفضل الله تعالى.
اذهبي إلى الطبيب النفسي، وإن شاء الله تعالى سوف تجدين خيرًا كثيرًا، ونسأل الله الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.