الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبد الناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا, وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: إن شاء الله حالتك بسيطة جدا, وهو نوع من الخوف الظرفي, الخوف المرتبط بالإقدام على شيء معين يجعلك تحت رصد ومراقبة الآخرين, هذه الحالات كثيرة, وحالتك أنا أعتبرها من الحالات البسيطة, لديك أيضا ما نسميه بالقلق التوقعي الافتراضي, أي أنك تفترض أنك حين تحضر متأخرا للصلاة سوف يطلب منك أن تؤم الناس, وهكذا هذا نوع من القلق التوقعي.
أيها الفاضل الكريم هذه الحالات تعالج من خلال:
أولا: أنت لديك مقدرات يجب أن تقدر ذلك.
ثانيا: حين يكون الإنسان في مواجهة اجتماعية أيا كانت هذه المواجهة لا بد للجسد أن يحضر نفسه, ويحضر نفسه بتنشيط الجهاز العصبي اللإرادي, وهذا يؤدي إلى إفراز مادة الأدرينالين, وهذه المادة تؤدي إلى زيادة في ضربات القلب من أجل ضخ المزيد من الدم؛ لينتشر الأكسجين بصورة أفضل في الجسم والدماغ, وذلك لتحضير الجسم للمواجهة, أو للهرب من الموقف.
فيا أخي الكريم: هذه حالة فيزيولوجية طبيعية, وأود أن أؤكد لك تماما أن الخوف من التلعثم, أو أن الآخرين يقومون بمراقبتك, أو أنك سوف تفقد السيطرة على الموقف, أو سوف تأتيك دوخة وتسقط أرضا؛ هذه مشاعر مبالغ فيها, وليست حقيقة, ولن يحدث لك أي شيء, والقلق سوف يبدأ بالتلاشي بعد البدايات, فكن مطمئنا.
ثانيا: هنالك تمارين تسمى تمارين الاسترخاء (
2136015) أرجوا أن تطبقها.
رابعا: أريدك أن تلجأ إلى علاج سلوكي بسيط يسمى التعريض في الخيال, ويقصد به أن تتخيل موقفا اجتماعيا كبيرا، تخيل هذا الموقف واجعل نفسك أنت محط مراقبة الناس, مثلا طلب منك أن تلقي درسا كما كنت تفعل سابقا, مثلا طلب منك أن تؤم الناس في الصلاة في المسجد, كان لديكم مثلا دعوة كبيرة جدا في البيت وكنت أنت لا بد أن ترتب وتنظم كل شيء, وهكذا...
عش هذا النوع من الخيال الافتراضي, وهو يمكن أن ينزل الأمر بأرض الواقع لأنه يمكن أن يحدث, هذا إن شاء الله يساعدك كثيرا.
سادسا: طور من مهاراتك الاجتماعية البسيطة, كن هاشا باشا حين تقابل إخوتك, ابدأ بالتحية, وأذكر أن تبسمك في وجه إخوتك صدقة, ومن يسلم عليك رد عليه السلام بأفضل منه, انظر إلى الناس في وجوههم, ولا تتجنب ذلك, هذه مهارات جيدة وطيبة, وهي بسيطة, لكنها مفيدة.
عليك بالممارسات العامة, كممارسة الرياضة الجماعية, وجد أيضا أنها ذات فائدة كبيرة, أنت رجل بفضل الله تعالى من رواد المساجد, فكن حريصا على حلقات التلاوة.
وبالنسبة للصلاة بالناس: الإنسان إذا كان متقنا ومجيدا لأي عمل سوف يعطيه الثقة في نفسه, فكن -أخي الكريم- قارئا للقرآن, مجيدا لقراءته, متفقه فيه, هذا يعطيك دافعية إيجابية جدا نحو ثقتك في نفسك.
أود أن أصف لك علاجا دوائيا بسيطا جيدا فعالا ومفيدا لعلاج حالات الخوف الاجتماعي الظرفي, مثل النوع الذي تعاني منه, دواء سيرتللين, وهكذا يسمى علميا, دواء جيد, وله مسميات تجارية كثيرة, منها زولفت, واللسترال, وربما يكون له مسمى آخر في فلسطين, ابحث عنه تحت مسماه العلمي.
ابدأ بتناوله بنصف حبة أي 25 ملغراما, تناولها ليلا بعد الأكل, وبعد 10 أيام اجعلها حبة كاملة, استمر عليها لمدة 5 أشهر, ثم خفضها إلى نصف حبة لمدة شهر, ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر, ثم توقف عن تناول السيرتللين.
بجانب السيرتللين هنالك دواء آخر مساعد بسيط يعرف باسم اندرال, واسمه العلمي بربناننول, أرجو أن تحصل عليه, وتتناوله بجرعة 10 ملغراما صباح ومساء لمدة شهر, ثم اجعلها 10 ملغراما صباحا لمدة شهر آخر, ثم توقف عن تناوله, هذه أدوية سليمة بسيطة فاعلة, أسأل الله تعالى أن ينفعك بها, وعليك أن تأخذ بالإرشادات السلوكية السابقة.
وانظر العلاج السلوكي للرهاب: (
260852 -
269653 -
277592 -
259326 -
264538 -
262637 ).
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.