الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسال الله لك الشفاء والعافية.
أخي لقد سردت رحلتك مع المخاوف, ومخاوفك هي من النوع الذي يسمى الرهاب الاجتماعي البسيط, وهي بالفعل بسيطة, وإن كانت مزعجة لديك, أنا أريد قبل أن أتحدث في أمور الدواء أريدك أن تصحح مفاهيمك حول هذه المخاوف.
أولا: هي ليست ضعفا في شخصيتك أو في إيمانك, والأمر الآخر والضروري جدا أن الآخرين لا يلاحظون أبدا التغييرات الفيزيولوجية لديك من رجفة, وتسارع في ضربات القلب, وذلك بالرغم من أنك قلت أنهم قد لاحظوا ذلك عليك, هذا ربما يكون لمرة واحدة فقط, لكن الشيء المعهود والمعروف أن المخاوف هي تجربة شخصية تحدث لصاحبها ويستوعبها, ويعتقد أن الآخرين يستهزؤون به, أو يطلعون عليها, هذا ليس صحيحا.
ثانيًا: أخي المخاوف تعالج عن طريق التعريض, وعدم التجنب, فأنت هنا مطالبا بأن تجتهد بموضوع الأذان, الحق عزو جل أكرمك بذلك, لا تتجنبه أبدا, ومن الأشياء الجميلة التي تزيل المخاوف أن الإنسان حين يؤذن يمكن أن يغير صوته, ويبدع فيه كل مرة, والأخرى أنه وجد أيضا أنه مفيد, فأرجوا أن تلتزم بذلك, أنصحك أيضا أن تحرص على أن تكون هنالك حلقة لتلاوة القرآن في المسجد, هذه فيها تعريض كبير لك, وفائدة عظيمة جدا.
الأمر الآخر: على النطاق الاجتماعي أرجوا أن تكون متواصلا, فالصلة الاجتماعية هي من أهم الآليات التي تزيل الخوف الاجتماعي.
بالنسبة للعلاج الدوائي: لا شك أن الزيروكسات دواء جيد جدا, مشهود له بالفائدة, وأنا ربما أؤيد أن تتناول الزيروكسات سي آر بجرعة 12.5 لمدة شهر, بعد ذلك ارفعها إلى 25 مليغراما لمدة شهرين, ثم انقصها إلى 12.5 مليغراما, واستمر عليها لمدة عام على الأقل, وهذه ليست مدة طويلة أبدا.
أخي الكريم: أما بالنسبة للإندراك فنعم أنا قناعتي به كبيرة جدا, هو دواء بسيط يثبط تماما إفراز الأدرننيل؛ مما يجهض الرعشة والرجفة التي قد تكون مصاحبة للمخاوف, فيا أخي أنت تحتاج أن تتناوله بجرعة 10 مليغراما صباح ومساء لمدة شهرين, ثم 10 مليغراما لمدة شهر صباحا ثم بعد ذلك يمكنك أن تستعمله عند اللزوم إذا ظهرت الرعشة لديك.
بالنسبة لسؤالك حول الاسترال: أنا أقول لك إنه دواء جيد, ويعادل الزيروكسات, والبعض يرى فيه إيجابية أنه لا يؤثر على الأداء الجنسي, والجرعة يا أخي هي أن 50 مليغراما من اللاسترال تعادل 25 مليغراما من الزيروكسات, أو20 مليغراما من الزيروكسات العادي, فإن شئت أن تنتقل له لا مانع من ذلك, وإن كنت أرى أن استمرارك على الزيروكسات -لأن تجربتك معه إيجابية- ربما تكون أفضل.
وأما بالنسبة للأنفرنيل: فأنا أرى أنه لا داعي له بالرغم من أنه دواء داعم جدا لعلاج المخاوف, لذا حرص الطبيب على أن يصرفه لك, لكن ما دمت لم تتحمل آثاره الجانبية, ولم تستفد منه, أعتقد أنه من الأفضل أن تتوقف عن تناوله, وإذا أردت أن تنتقل من الزيروكسات إلى اللاسترال اجعل جرعة الزيروكسات 12.5 مليغراما, وتناول اللاسترل بجرعة 25 مليغراما, أي نصف حبة, هذا يكون لمدة شهر, بعد ذلك تتوقف تماما عن الزيروكسات, وترفع جرعة اللاسترال إلى حبة كاملة, أي 50 مليغراما, وتستمر عليها لمدة عام على الأقل, ثم تخفضها بعد ذلك إلى نصف حبة يوميا لمدة شهرين, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر, ثم يمكن التوقف عن تناوله.
إذن أخي الكريم: الاختيارات أمامك كثيرة, وكلها جيدة وفاعلها, ومن الواضح أن استجابتك للعلاج ممتازة جدا, فأرجوا أن لا تنزعج لهذا الأمر, وهنالك تمارين الاسترخاء هي ذات فائدة كبيرة جدا (
2136015) فأرجوا أن تلتزم بذلك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا, وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.