أرفض كل من يتقدم لخطبتي؛ لأنهم غير ملتزمين، فهل طريقتي صائبة؟
2012-07-12 09:37:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يتقدم إليّ أشخاص ولكن ليسوا ملتزمين، وأنا أرفضهم، لأني بنت ملتزمة ولله الحمد، هل طريقتي صائبة؟
فتن الدنيا كثرت، وأغلب الشباب غارقون فيها إلا من رحم الله سبحانه، وشباب الخير قلّوا، الواحد ما عليه إلا الدعاء، واليقين، والصبر، وسنلاقي الفرج من ربنا.
جزاكم الله خير على ما تقدموه، أسأل الله عز وجل أن يكون في موازين حسناتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحبك يا الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على صاحب الدين، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الذي تقر به عينك، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ولا يخفى على أمثالك أن الدين شرط في الفتى والفتاة، فإن الشريعة قالت للرجل: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) وقالت للفتاة ولأوليائها: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)، وقد أحسنت أيما إحسان أي فتاة لا تقبل إلا بصاحب الدين، لأن هذه وصية رسولنا الأمين، وإذا وجد خللاً في غير الدين فإن الدين يجبره ويصلحه، كما قال الشاعر:
وكل كسرٍ فإن الدين يجبره .. وما لكسر قناة الدين جُبرانُ
إذن فمن الكمال ومن العقل ومن النضج لكل فتاة أن تطلب صاحب الدين، وألا ترضى به بديلا، ومن الكمال والنضج في الرجال أن يبحثوا عن صاحبة الدين، لأنها المؤتمنة على الدار، والمؤتمنة على العيال وعلى تربيتهم، وهي كنز وفخر لزوجها في الدنيا وذخر له في الآخرة، لأنها تعينه على الخير وعلى كل أمر يُرضي الله تبارك وتعالى.
لا شك أنك قد أحسنتِ بالإصرار على صاحب الدين، ولكننا ندعوك قبل أن تردي كل خاطب أن تنظري نظرة شاملة، فمسألة الدين إذا كان الشاب يصلي ويصوم ويتلو كتاب الله ومظهره مظهر شرعي يحافظ على آداب هذه الشريعة فينبغي أن تقبلي به ولا تترددي، خاصة بعد أن يوافق الأهل، بعد أن يبحثوا عنه، يسألوا عن صلاته وعن دينه، عن تحمله المسؤولية، عن الأصدقاء الذين يدورون حوله، عن تماسك أسرته واحترام والديه، عن أدبه في الكلام وحشمته أمام الناس.
إذا وافقوا على هذا الشاب ووجدوا هذه الأخلاق في هذا الشاب؛ فلا تترددي في القبول به، هذا لأمر بسيط، لأن الإنسان قد يصعب عليه – بل قد يكون من المستحيل – أن تجد الفتاة شابا خاليا من العيوب تمامًا، ويصعب على الشاب كذلك أن يجد فتاة ليس فيها نقص وليس فيها عيب، فكلنا ذلك الناقص المقصر، ولكن إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، ولكن كفى بالمرء نُبلاً أن تُعدُّ معايبه، ومن الذي ما ساء قط؟! ومن الذي له الحسنى فقط؟!
إذن نحن ندعوك إلى أن تنظري في الأمر نظرة شاملة، وتحاولي دائمًا أن تأخذي أفضل من يأتي وأفضل من يطرق الباب، لأن الفتاة قد تنتظر طويلاً إذا كانت تطلب صاحب دين ليس في دينه نقص وليس فيه خلل، هذا قد يكون من الصعب – على الشاب أو على الفتاة –، ولكن ينبغي أن تُشركي محارمك، وتستخيري، وتشاوري، وتنظري في أحوال هذا الذي تقدم قبل أن تستعجلي في الرد والرفض، إذا تبين لك أنه صاحب دين وصاحب خلق فاقبلي به وكوني عونًا له على الخير، وسيعينك كذلك على كل أمر يُرضي الله تبارك وتعالى.
أما إذا كان في دينه نقص وكان في دينه خلل، فنحن لا ندعوك إلى أن تجازفي وتجاملي في هذه المسألة، لأن مشوار الحياة طويل، والفتاة لا تستفيد من رجل ليس عنده دين، بل ينبغي أن تبحثي عن صاحب الدين وصاحب الأخلاق، ومشوار الحياة طويل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
لستُ أدري ما هو رأي الأسرة في ردك للخطاب! هل يوافقون على هذا الذي يحدث؟ هل يوافقوكِ على أن في دين هؤلاء ضعف ونقص؟ .. هذه أمور من المصلحة أن تسألي عنها، وتتعرفي على وجهة نظرهم، وأرجو أن نكون حاضرين مشاركين في حال تقدم أي شاب أن تصفي لنا ما عليه من الخير، حتى نتعاون بطريقة عملية للوصول في اختيار الشاب المناسب الذي يُرضي الله تعالى.
حتى يحصل ذلك ندعوك إلى أن تكثري من اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وأن تعتقدي وتظني أن في الناس أخيار، ولا زالت الدنيا بخير، فليست الدنيا قاتمة كما يُخيل لكثير من الناس، وإن كثر الشر فإن هناك الخير، فإن هناك الأطهار المصلون الصُّيِّام، نسأل الله أن يرزقك بواحد منهم، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونرجو أن نسمع عنك الخير، وسوف نكون سعداء في حال تواصلك مع الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك لما يحب ويرضاه.
وصيتنا لك بتقوى الله، وصيتنا لك بكثرة الدعاء، وصيتنا لك بالصبر، وصيتنا لك بالمشاورة لأهلك ومحارمك وأهل الخير، وصيتنا لك بعدم الاستعجال، وصيتنا لك بالاستغفار وكثرة الصلاة على نبينا المختار، عليه صلاة الله وسلامه، وختامًا نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.