ما هو الشرخ الشرجي المزمن؟ وهل له علاج؟
2012-07-12 11:13:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أبلغ من العمر 21 عامًا، متزوجة وعندي بنت, والولادة كانت قيصرية، ةأثناء فترة الحمل بدأت أحس بوجود زائدة جلدية عند فتحة الشرج، ولكنها لم تكن تؤلمني؛ فأهملتها ظنًا مني أنها ليست بمرض، ومنذ ما يقارب الأسبوعين وأنا أعاني من ألم شديد جدًا عند التغوط, مع نزول دم غزير, لونه أحمر, ليس بفاتح ولا بغامق، والألم يستمر بعدها مدة طويلة، وأنا عندي إمساك أصلاً، ولكن بدون ألم, وفي فترة الأسبوعين عانيت من الإمساك أولًا، ويليه إسهال في نفس المرة، وعندما استشرت الطبيبة وضحت لي بأنه شرخ شرجي مزمن، وأنه لن يزول إلا بالجراحة.
السؤال: ما هو الشرخ الشرجي المزمن؟ وهل يمكن الاستغناء عن الجراحة بالعلاج؟ وفي كلتا الحالتين هل من الممكن أن يعود أم لا؟ وفي حالة الجراحة كم من الوقت اللازم لكي أعود لطبيعتي دون ألم أو إجهاد إثر الجراحة؟
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كما تعلمين فإن الشرخ الشرجي هو عبارة عن تمزق أو قطع طولي قصير في مخاطية الشرج من الداخل, ويصاحبه تقرح سطحي في الوجه الخلفي من الفوهة الشرجية، ويبدأ الشرخ كقطع صغير تحت فتحة الشرج من الداخل، ثم يزداد طوله مع إهمال العلاج، وقد يتورم الجلد حوله مكونًا نتوءًا عالقًا بالشرج.
والشرخ الحاد هو الذي لا يزيد عمره عن 3 أسابيع، أما الشرخ المزمن فينجم عن عدم شفاء الشرخ الحاد، وهو الذي يرتبط في كثير من الأحيان بتكوين بروز جلدي عند فتحة الشرج - كما هو الحال عندك -.
والأعراض تكون بشكل:
- آلام شديدة في فتحة الشرج عند التبرز، وتستمر بعده لمدة تتراوح بين دقائق وساعات.
- نزول دم بعد التبرز، ويكون دمًا نقيًا غير مخلوط بالبراز.
- الشعور بالألم وعدم الراحة أثناء الجلوس.
- وجود إمساك, حيث إنه المسبب الرئيسي للشرخ، كما أن المريض بالشرخ الشرجي عادة ما يميل إلى تأجيل التبرز خوفًا من حدوث الألم.
أما المضاعفات فقد يسبب الشرخ التهابًا بالباكتيريا؛ بسبب احتكاك الفضلات بالجرح الموجود في الشرج، وقد يحدِث عددًا من الخراجات.
وأيضًا - وهو الأهم - قد يتحول الشرخ إلى شرخ مزمن صعب الالتئام، يتسبب في تليف، وتشنج جزء من العضلة القابضة الداخلية للشرج، وهذا ما هو حاصل عندك حيث إن الألم يكون من انقباض عضلة الشرج أيضًا.
أما العلاج فيكون بالتخلص من الإمساك أولًا، وذلك بالتالي:
1- تناول طعام غني بالألياف مثل: الخضر، والفاكهة، وتناول كميات كبيرة من السوائل لعلاج الإمساك.
2- تناول الملينات مثل: (Agiolax ) ملعقة إلى ملعقة مرتين في اليوم.
3- عمل مغطس دافئ لمنطقة الشرج.
4- الإكثار من شرب الماء قدر المستطاع ( لا يقل عن 8 أكواب يوميًا).
5- التقليل من الجلوس على الأرض فترة طويلة.
6- استخدام المراهم الخاصة التي يصفها الطبيب لتخفيف الآلام.
7- من الأدوية التي تستخدم هي: (xyloproct)، وهو عبارة عن مرهم مسكن، يلين العضلة العاصرة لفتحة الشرج، ويدهن به فتحة الشرج قبل التبرز, مع الحرص على نظافة اليدين.
وفي إحدى الدراسات وجد أن استخدام ( Nitroglycerine 0.2% Ointment ) - ويجب الانتباه إلى أن لا يكون 2% المستخدم للقلب - يساعد على شفاء الشرخ المزمن في 70% من الحالات؛ لأنه يرخي العضلة المعصرة للشرج، وتقلص العضلة هو السبب في عدم الالتئام، ويكون ذلك بوضع كمية قليلة منه على عود قطن، ثم إدخاله قليلاً فقط في الشرج, ومسحه هناك مرتين في اليوم، وقد يسبب الصداع، والدوخة؛ لذا فإنه يستخدم أول مرة في الليل عند النوم، وهناك أيضًا - إن وجد - ( Nifedipine Ointment 2% )، فيمكن استخدامه بدلًا عن النتروغليسيسرين.
في بعض الحالات يتم إعطاء حقن البوتيوليزم ( البوتوكس ) في الشرج، وقد يفيد في كثير من الأحيان.
وعملية الشرخ عبارة عن قطع العضلة الضامة الداخلية للشرج تحت تخدير كامل، وهذه العضلة التي سيتم قطعها هي إحدى العضلات الثانوية، وليس لها أي تأثير على التبرز، وقطعها إجراء طبيعي في هذه العملية، وليس له أي مشاكل بعد العملية، ولا يوجد داع في معظم الحالات لاستئصال الشرخ، أو محاولة خياطته، حيث إنه يلتئم تلقائيًا، ولا تحتاج هذه العملية إلى وضع فتيل في الشرج, والألم بعد العملية طفيف، يغادر المريض المستشفى في مساء يوم العملية، والعودة إلى العمل بعد يومين.
وأما عن نتائج العملية، فإنه يختفي معظم ألم الشرخ مباشرة بعد العملية، ويتلاشى تمامًا خلال أيام، ويختفي جرح العملية (2مم) خلال يوم أو يومين، ولا توجد حاجة إلى إجراء أي نوع من الغيارات للجرح؛ لأنه جرح داخلي.
هذا وبالله التوفيق.