الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يُذهب عنك ما تجدين من الوساوس.
ونصيحتنا لك – وهي نصيحة من يحب لك الخير ويتمنى لك أن تعيشي حياة سعيدة لا مشقة فيها ولا حرج – أن تجاهدي نفسك لتُعرضي عن هذه الوساوس إعراضًا كليًّا، فلا تعملي بها، ولا تسترسلي معها، واعلمي أن ديننا مبنيٌ على السهولة واليسر ورفع الحرج والمشقة، ومن جملة ما جاء به هذا الدين لتحقيق هذه المقاصد العظيمة: البناء على اليقين، وأن الأصل في الأشياء الطهارة.
ومن ثم فإنك مطالبة بأن تبقي على الأصل وهو طهارة جسمك وطهارة ثيابك حتى تتيقني يقينًا جازمًا أنه قد أصابتك النجاسة، بحيث تستطيعين الحلف بأنه قد تنجس شيء منها، فإذا لم يحصل لك هذا اليقين فإن الأصل طهارته، وعليك أن تعملي بهذا الأصل، وألا تلتفتي إلى الوسوسة حتى يشفيك الله تعالى منها، واعلمي يقينًا أنه لا علاج لهذه الوساوس إلا بهذا النوع من الإعراض عنها، فإذا جاهدت نفسك على العمل به فإن الله سبحانه وتعالى سيتولى عونك، وسيزيل عنك ما تجدين من عنائها ومشقتها.
فكلما وسوس لك الشيطان بأن جسمك قد أصابه شيء من البول فلا تلتفتي لذلك – وكذلك الثياب – ما لم تتيقني اليقين الذي وصفنا لك.
وأما دم الحيض فإنه نجس، ولكن لا داعي لكل هذا الهم في تطهيره، فإنه يكفي إجراء الماء عليه وإزالته ولو باستعمال ما يزيله من الصابون وغيره. ولا تلتفتي إلى ما يوسوس لك الشيطان من أنه قد يصيبك رذاذ من هذا الماء الذي تغسلين به هذا الدم حتى تتيقني أنه قد أصابك شيء منه، وإذا انفصل الماء عن الثوب الذي تغسلينه غير متغيّر بهذه النجاسة فإن كثيرًا من العلماء يرون بأن الماء إذا لم يتغير لا يتنجس وإن كان قليلاً، وأنت يسعك العمل بهذا القول والاعتماد على هذا المذهب حتى يعينك الله سبحانه وتعالى على التخلص من هذه الشكوك والأوهام.
وأما الاغتسال: فإن النية محلها القلب، فإذا كنت تنوين بإمرار الماء على جسمك رفع حدث الحيض عن نفسك فإن هذا يكفي، ولست بحاجة إلى التلفظ به، وما قالته لك أمك من أن الغسل الواحد يكفي للتنظف والتطهر من الحيض فهو كلام صحيح ما دمت مستحضرة في قلبك التطهر من الحيض، وما ذكرت من اختلاط الماء بالشامبو فإنه إذا كان هذا الشامبو قليلاً لا يغلب على الماء فإنه لا يضره، ويبقى الماء معه صالحًا للتطهير.
فنصيحتنا لك أيضًا في هذا أن تطردي عن نفسك هذه الوساوس التي قد يحاول الشيطان من خلالها جرك إلى المشقة حتى يُبغض إليك العبادة ويزهدك فيها، فاعملي بالأرفق والأيسر من الأقوال والمذاهب حتى يمنَّ الله عز وجل عليك بالشفاء.
وإليك رقم استشارتك الخاصة بسؤالك عن تراكم أيام الصيام عليك: (
2148750)
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يُذهب عنك ما تجدين.