الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنشكرك على كلماتك الطيبة، وأود أن أهنئك بقدوم شهر رمضان الكريم.
اطلعت مرة أخرى على رسالتك تحت رقم: (
2147264)، وكذلك على الإجابة التي أرسلناها لك، وقد اعتقدتُ أنني قمت بسرد المعالم الرئيسية لعلاج الوساوس، وأول هذه المعالم هو أن تفهمي أن هذا وسواس، والوسواس سخيف، والإنسان يربطه في فكره بالسخف، هذا نوع من التغيير المعرفي المهم جدًّا، وحين يُسخف الإنسان شيئًا هذا يعني أنه سوف يحقره، وحين يحقره سوف يحدث ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، أي أن الوسواس يُصبح ليس جزءًا من حالة الإنسان.
هذه التمارين تحتاج للصبر والتكرار والجدية في تطبيقها، وأن يخصص الإنسان لها وقتًا معينًا.
التمارين السلوكية التي ذكرتها لك والخاصة بكتابة الوساوس: أن تبدئي بأقلها حدة، وتتأملي فيه، وتكتبيه، وتقولي (هذا وسواسي) اكتبيه عدة مرات، عشرة عشرين مرة، وبعد ذلك حاولي أن تحقريه فكريًا وتصلي فعلاً إلى سخفه، وهكذا.
ربط الوساوس بما هو مخالف أيضًا هو علاج سلوكي ممتاز جدًّا، مثلاً موضوع أن زوجك يملك سلاحًا، أتفق معك أن هذا أمر قد يسبب القلق، لكن هذا شيء موجود في منطقتنا، وكثير من الأسر لها اعتقادات قوية جدًّا أن السلاح هو مكمل للبناء الأسري، وأنه وسيلة للحماية، وهكذا. إذن حاولي أن تجدي تفسيرات أخرى لوساوسك.
موضوع المرأة التي سرقت، هذا أمر يُحارب من خلال التحقير التام، وذكرت لك أيضًا حول تمارين الاسترخاء، تمارين ممتازة، وصرف الانتباه، وهذا أيضًا علاج سلوكي، وكذلك وصفنا الدواء، وهذه كلها - إن شاء الله تعالى – هي تسير مع بعضها البعض.
أنا أريدك أن تبدئي بتطبيقات حقيقية لما ذكرته لك، وأعتقد أن التحسن على الأقل يحتاج إلى ثمانية أسابيع، وأنا أعرف كمية القلق والتوتر والهواجس التي تأتيك، لكن ما ذكرته لك هو علاج الوساوس، وحين أقول المتابعة الطبية: دائمًا تطمئن الإنسان، كثير من الأخوة والأخوات الذين يأتون بصفة منتظمة تجد أن في كل نهاية لقاء تخف حدة قلقهم وتوتراتهم بصورة جلية جدًّا، حتى يكتب الله لهم الشفاء في نهاية الأمر.
أنا على ثقة تامة أن العلاج الدوائي مهم جدًّا لحالتك، لأن الوسواس الفكري يستجيب بصورة أفضل للعلاج الدوائي، والعلاج الدوائي هو الممهد الحقيقي للعلاج السلوكي، يعني التطبيقات السلوكية التي تقوم على مبدأ التعريض للوسواس مع رفضه وتحقيره وتجاهله واستبداله بما هو مخالف، هذا - إن شاء الله تعالى – يهيئ لها بصورة ممتازة حين تبدئي العلاج الدوائي ويأخذ فعاليته.
أنت لك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، يجب أن تأخذيها دائمًا كمنارات مفيدة لك من أجل أن تعيشي حياة هنيئة وراضية.
بارك الله فيك، وأنا آسف جدًّا إن كان هناك أي قصور من جانبي، ولا بد أن يكون هناك شيء من القصور بالطبع، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.